الملاكمة إيمان خليف تغيب رسميا عن كأس العالم
مسؤولو الرياضة الجزائرية في مهمة رد الاعتبار

- 622

اعتمدت الاتحادية الدولية للملاكمة خطة "الهجوم المضاد" على البطلة الجزائرية إيمان خليف، بإبعادها من منازلات كأس آيندهوفن، المقرر إقامتها ما بين 5 و10 جوان الجاري، وذلك بعد أن تحصلت الاتحادية على اعتراف مؤقت من اللجنة الأولمبية الدولية المعنية بإدارة منافسات "الفن النبيل" في أولمبياد لوس أنجلوس 2028.
وتكون الاتحادية الدولية بقرارها هذا قد فرضت منطق الأمر الواقع على الاتحادية الجزائرية بعد أن أخطرتها بالقرار في الوقت بدل الضائع، أي قبل يومين من انطلاق البطولة العالمية مفوتة بذلك على الاتحادية الجزائرية فرصة التظلم والاحتجاج.
ورغم تأكد تغييب ملكة القفاز الجزائري عن موعد جوان الجاري، أكدت مصادر "المساء" أن مكاتب المسؤولين عن الحركة الرياضية الجزائرية بدءا بمبنى أول ماي وهيئة بن عكنون بالإضافة إلى الاتحادية الجزائرية للفن النبيل، تسجل حالة طوارئ على خلفية الإجراء الفجائي الذي تبنّته الهيئة الدولية، والمتمثل بضرورة القيام بفحص لتحديد أهلية الرياضيين والرياضيات الراغبين في المشاركة في مسابقاته مستقبلا، معتبرة إياه "ليس حكما مسبقا، وإنما إجراء لكل الرياضيين".
وأضافت المصادر أن الهيئات المذكورة تتحلى بالعقلانية، والرزانة لحل مشكلة إيمان خليف، التي لاتزال تشكل صداعا حادا للهيئة الدولية للملاكمة، وذلك بمراسلة اللجنة الأولمبية الدولية، قصد الفصل في القضية مادامت هذه الأخيرة هي المالكة لهذه المنافسات، مضيفة أن الكشف عن التدابير التي ستُتخذ لا يمكن البوح بها، لكن يمكن القول: " إن الإجراءات التي ستُتخذ ستكون مدروسة ومهيكلة لتفادي سيناريو أولمبياد باريس 2024؛ حيث تعرضت لحملة إساءة وتشويه غير مسبوقة شنتها شخصيات وصحف عالمية، ومسؤولون سياسيون كبار، شككوا في هويتها الجنسية. لكن الملاكمة الجزائرية ردت بقوة على الجميع "كالوحش" ؛ بافتكاكها المعدن النفيس".
وفي سياق متصل، ذكرت مصادرنا أن "رد الاعتبار" هو الأمر الذي تعمل عليه -حاليا- أكبر هيئات رياضية بالجزائر، لأن المساس بكرامة الملاكمة خليف هو مساس بكرامة الجزائر الثائرة والمنتصرة، لا سيما عندما ذُكر اسم إيمان خليف في الاتحاد الدولي للملاكمة، في إعلانه بفرض فحوص أهلية جنسية، تسمح بخوض بطولاته، والذي ذكر فيه أن تطبيق هذه السياسة جاء بعد ضجة أحاطت بملاكمات من بينهن إيمان الحاصلة على ذهبية.
وحصلت خليف على الضوء الأخضر للمشاركة في باريس من قبل اللجنة الأولمبية الدولية، التي جردت الاتحاد الدولي للملاكمة من وضعه كهيئة حاكمة عالمية للهواة في جوان 2023، بسبب المخاوف بشأن كيفية إدارته.
استهداف إيمان خليف يتواصل
وللتذكير، فقد جاء في الرسالة التي وجّهها الاتحاد العالمي للملاكمة إلى الاتحاد الجزائري بتاريخ 30 ماي الفارط: "لا يمكن الملاكِمة إيمان خليف المشاركة في فئة السيدات في كأس آيندهوفن للملاكمة، وفي أي فعالية من فعاليات الملاكمة العالمية، حتى تخضع لفحص جيني لتحديد الجنس، وفقا لقواعد وإجراءات الاتحاد العالمي للملاكمة".
وتابع: "في ماي 2025، مارس المجلس التنفيذي هذه الصلاحية، واعتمد معايير أهلية جديدة للمشاركة في فئات الملاكمة المخصصة للجنسين، حيث وُضعت قواعد الأهلية الجديدة هذه بهدف حماية الرياضيين في الرياضات القتالية، لا سيما بالنظر إلى المخاطر الجسدية المرتبطة بالملاكمة الأولمبية".
وأكملت المراسلة: "يُرجى العلم أنه، وفقا لسياسة الاتحاد العالمي للملاكمة، في حال الطعن في شهادة جنس الرياضي من قِبل اتحاده أو الاتحاد العالمي للملاكمة، يُمنع الرياضي من المشاركة في المنافسة حتى يُحل النزاع" . وأفاد بيان الاتحاد أن هذا القرار يهدف فقط إلى ضمان صحة وسلامة جميع المشاركين في مسابقاته، بمن فيهم البطلة الأولمبية الجزائرية.
وأوضح بيان الاتحاد أن هذا الإجراء "لا يُعد بأي حال من الأحوال، حكما مسبقا على نتائج أي اختبار سيتم تطبيقه كجزء من السياسة الجديدة المتعلقة بالجنس والعمر والوزن" . فبالإضافة إلى تطبيق الاختبارات، تفرض السياسة الجديدة على جميع الرياضيين الذين تزيد أعمارهم عن 18 عاما، الخضوع لاختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل الجيني "PCR"، لتحديد جنسهم عند الولادة، وأهليتهم للمنافسة.
ويُعد اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل تقنيةً مختبرية تُستخدم للكشف عن مادة وراثية محددة، وهي في هذه الحالة جين SRY، الذي يكشف عن وجود الكروموسوم Y، وهو مؤشر على الجنس البيولوجي، ويمكن إجراء الاختبار عن طريق مسحة من الأنف أو الفم أو اللعاب أو الدم.
وأكد الاتحاد العالمي للملاكمة أن عدم تقديم شهادة تحديد الجنس الكروموزومي للرياضي أو تقديم شهادة مزورة، سيجعله غير مؤهل للمنافسة، وقد يؤدي إلى عقوبات ضده و/أو الاتحاد الوطني للرياضي. كما أشار إلى كل الحالات الممكنة لتحديد الجنس، ناهيك عن الاضطرابات الواردة في النمو الجنسي، وهو ما سيحال على أخصائيين سريريين لإجراء فحوص جينية.