عبد القادر بن دعماش، ضيف "المساء":

مجلس الفنون والآداب تجسيد لإرادة سياسية عليا

مجلس الفنون والآداب تجسيد لإرادة سياسية عليا
  • 48291
مريم. ن مريم. ن

أشاد السيد عبد القادر بن دعماش في هذا اللقاء، بالجهود التي تبذلها الدولة في أعلى المستويات من أجل تدارك التأخّر المسجل في المجال الثقافي والفني، حيث بدأت الأمور تتحرّك منذ سنة 2000، بعد الإمضاء على الاتفاقيات الدولية، فكانت الجزائر من دول العالم السباقة والملتزمة بالنهوض بقطاع الثقافة والتراث الوطني وحقّقت بالتالي مشاريع عديدة أكسبتها تجربة رائدة.

أشار ضيف "المساء" إلى أنّ الجزائر ومنذ مطلع عام  1962، عاشت فترات تاريخية مختلفة وشهدت تحوّلات كبرى، لكن بقيت مسألة حفظ هذه الفترة والذاكرة عموما محدودة، واعتبر المتحدّث أنّ الجزائر كانت سباقة إلى إمضاء الاتفاقيات الدولية، مما مكّنها من التقدّم في مجال حفظ التراث مثلا، باعتبار الجزائر بلدا كبيرا وغنيا بتاريخه وتراثه المتنوّع، بما فيه التراث غير المادي، وتمّ اتّخاذ القرارات والمصادقة عليها وكذا تجسيد المشاريع من قبل مجلس الوزراء بدعم من رئيس الجمهورية. نتيجة لهذه السياسة المنتهجة، تمّ تأسيس 170 مهرجانا تمّ تقييمها بعد 10 سنوات، لكن بقيت الإرادة قائمة في النهوض بالقطاع وبأهله، ليتم سنة 2011 تأسيس مجلس وطني للفنون والآداب والاعتراف بالوجود الشرعي والقانوني للفنان، وهنا يقول بن دعماش بأنّ ذلك تحقّق أيضا بنفس الإرادة السياسية.

من الواجب محو الصورة المأساوية

أشار السيد بن دعماش إلى أنّه كان من الواجب محو تلك الصورة المأساوية للفنان الذي بعد عمر من العطاء، يجد نفسه مهمّشا أو دون عائل ومحروما من التغطية الاجتماعية، بالتالي تحقّق المشروع في زمن قياسي،  ليتجسّد بعدها المرسوم 2 الخاص بالضمان الاجتماعي لفائدة هذه الفئة بقرار من الوزير الأوّل. ومن محاسن هذا القانون، الذي لا يوجد في أي بلد آخر في العالم، هو ضمّ الفنانين المسنين الذين تركوا النشاط منذ عقود كي يستفيدوا بدورهم من التقاعد ومن بطاقة الشفاء، وقال؛ "نقوم حاليا بوضع سجل فني وطني، بإحصاء عدد الفنانين وكلّ ما له علاقة بالثقافة، مثل عدد دور الثقافة وكذا الفضاءات الحاضنة للنشاط الثقافي، قصد تأسيس خريطة فنية جزائرية".

وسيكون المرسوم الثاني خاصا بعلاقات العمل، باعتبار الفنان حالة خاصة، إذ لا يعقل أن يعامل الفنان كموظف عادي له ساعات عمل محدودة، بالتالي يجب مراعاة هذه الخصوصية.واستعرض الضيف في نفس هذا الجانب، طرق استعمال الفنان العقد القانوني في معاملاته ونشاطاته وإمكانية استعمال فاتورة مثلا، وكذا الختم والتوقيع الخاص، كما أكّد المتحدث أنّ الفنانين لم يستغلوا الفرصة التي منحتها إياهم الدولة والمتعلقة بالاستثمار، حيث يسمح القانون للشركات والمستثمرين الذين تتجاوز ديونهم الـ3 ملايير سنتيم بمسح ديونهم للضرائب، بشرط تمويل الأعمال الفنية والثقافية.

المجلس خلية نحل وعازم على ما هو أهم 

بداية، اشتكى بن دعماش من نقص الإمكانيات، علما أنّ المجلس لا يعمل فيه سوى سكرتيران وخطاط ويجتمع بأعضائه الـ13 في كل ثلاثة أشهر. ويضيف المتحدّث؛ "أعمل يوميا من السابعة صباحا إلى السابعة مساء تقريبا، وأستقبل في اليوم معدل 60 فنانا،  لذلك حدّدت أيام الاستقبال بيومي الثلاثاء والأربعاء، كما قمت برفض الكثير من الملفات (تمت المصادقة على 4 آلاف ملف) باعتبار أنّ أصحابها غير مؤهلين، كما اتّجهت إلى الولايات التي لم تتقدّم بالملفات، وأحرص على أن أقدّم البطاقات بنفسي، لذلك أتنقل إلى العديد من مناطق الوطن".