بلقاسم الطاهر، اللاعب السابق في فريق الحراش USMMC لـ«المساء":

كنت أول من استعمل "الغراف" في البطولة

كنت أول من استعمل "الغراف" في البطولة
  • 2366
❊حاوره: ع. إسماعيل ❊حاوره: ع. إسماعيل

الذاكرة الرياضية في الحراش لن تمحي بدون شك، الفريق المحلي السابق USMMC، لما كان له من شأن كبير في تمكين النادي من الصعود لأول مرة في تاريخه الرياضي، إلى القسم الأول سنة 1975، فضلا عن منحه لأول مرة أيضا، كأس الجمهورية في 1974، والأغلبية الكبيرة من لاعبيه لا زالوا على قيد الحياة، لكنهم يتفرجون بمرارة كبيرة على الوضع المزري الذي يمر به النادي، على غرار المهاجم الطاهر بلقاسم الذي اخترناه من بين زملائه القدامى، لمحاورته في شتى المسائل الرياضية التي لها علاقة بفريقه السابق.

ـ كيف كانت بدايتك مع فريق USMMC؟

كنت مولعا بممارسة رياضة كرة القدم، منذ أن فتحت عيني على هذه الرياضة في الحي الشعبي الذي كنت أقطن فيه "ديار الجمعة"، الذي لا يفصله عن مدينة الحراش سوى شارع الجزائر. فبعد نهاية مباراة لعبتها ضد فريق "الشهاب"، تقدم مني السيد عمار لونيسي، واقترح علي الانضمام إلى فريق الحراش USMMC آنذاك، فأوصلني في اليوم الموالي إلى مدربي فئة الأصاغر رابح كابري وزنيني، وكان معي في التعداد رشيد كابري وكمال شنافي، اللذين لعبا معي فيما بعد ضمن فريق الأكابر، فأمضيت مع النادي لحساب الموسم 64 ـ 65. لعبت في هذه الفئة موسمين، ولما انتقلت إلى فئة الأواسط، استدعاني المدرب محمد معوش (العضو السابق في فريق جبهة التحرير الوطني)، وضمني إلى فريق الأكابر، الذي كان وقتها مهددا بالسقوط، وتنتظره مباراة مصيرية ضد مولودية شرشال، فتم إقحامي رفقة شنافي في التشكيلة الأساسية، وسجلت الهدف الذي سمح لفريقنا بتفادي السقوط. وكنت ألعب من حين لآخر مع فريق الأواسط الذي ساهمت بنسبة كبيرة في وصوله إلى نهائي كأس الجمهورية، لكنني غبت عن النهائي بعد طردي عمدا في نصف النهائي. وفي فئة الأشبال استخلفني سالمي، لكن بعد فترة قصيرة التحق بفريق الأكابر رفقة عبد الرحمان حجلون، كابري رشيد، شنافي، موكور، لحسن والمتحدث، بينما تدعم الفريق بلاعبين جدد، منهم بويحياوي، حموي، سيبيا، الذين جاؤوا كلهم من فريق الجمارك، بالإضافة إلى عبد القادر (فريق سوناكوم)، بشير زيتون (فريق بلفيدار)، عبد الوهاب (فريق البريد) ومرايكي (فريق ليفيي). وبفضل هذه المجموعة، تمكن فريقنا من تحقيق الصعود سنة 1975، وقبل ذلك بسنة، نلنا كأس الجمهورية.

ـ على ذكر هذه الكأس، هل تلقيتم مكافآت مادية معتبرة؟

لم تكن المكافآت كبيرة، والجانب المادي لم يكن يهمنا كثيرا في تلك الفترة. كان يهمنا بشكل خاص الدفاع عن ألوان النادي وأنصارنا الذين كانوا يساندوننا بقوة. فبعد التتويج بالكأس، استلمنا 7 آلاف دينار و1000 فرنك فرنسي، واستفدنا من إقامة بفرنسا لمدة 15 يوما، وقتها كانت منحة الإمضاء النادي لا تتجاوز 1500 دينار. وأتذكر أن صيدليا بالحراش وهو مناصر لفريقنا، وعد اللاعبين بـ 1000 دينار في حالة الفوز بكأس الجمهورية. وبعد التتويج نسينا كلية هذا الأمر، لكن ذات مرة وأنا أمشي صدفة بقرب صيدليته، ناداني قائلا "الطاهر تعالى لتأخذ مكافأتـك المالية". سردت هذه الحادثة للتأكيد على أننا لم نكن نعطي أهمية كبيرة للجانب المادي الذي نسيناه تماما بعد فوزنا بالكأس، فقط كنا نشعر أننا دخلنا تاريخ النادي وما كان يهمنا أيضا، إدخال الفرحة إلى الوسط الرياضي الحراشي. وكان النادي آنذاك يقوده مسيرون أكفاء ضحوا لنجاح الفريق، منهم نائب الرئيس الأول صابري، سعيدات، جاب الله، صالح نقيب، ريان، عباس رشيد، وكاتب الفريق الطاهر بن عمير والرئيس عبد القادر مانع.

ـ متى انسحبت من الفريق؟

وضعت حدا لمشواري مع فريق الأكابر عام 1977، أي في الموسم الذي تم  تطبيق الإصلاح الرياضي وتم وضع النادي تحت مسؤولية شركة المناجم، وقتها دخلت في خلاف كبير مع ممثل الشركة في النادي ياكر. وتبعني في قراري أغلبية زملائي، باستثناء المدافع رابح لحسن الذي لعب إلى غاية 1985. بعد ذلك، اتجهت إلى ميدان التدريب، حيث تم تعييني مدربا لمدرسة كرة القدم، وكان تحت إشرافي بعض اللاعبين المعروفين، منهم خالد لونيسي ومصطفى كويسي. لكن سرعان ما غادرت بسبب معاناة المدرسة الكروية من سوء التسيير الإداري الذي كان سائدا آنذاك. وبعد ذلك، استدعاني المدرب مختار بلعابد ـ رحمه الله ـ للعمل إلى جانبه في العارضة الفنية، وشكل فريقا قويا نافس على لقب البطولة، ولم يدم بقائي مع بلعابد طويلا، لأن الرئيس محمد العايب ومساعده حمدوش سحبا مني ثقتهما، واعتبرت ذلك الموقف رغبة منهما في تحطيم مشواري في مجال التدريب. كانت لي تجارب أخرى في هذا الميدان مع فرق أخرى، لكنها لم تدم طويلا، منها فريق براقي وفريق "الكحلة" الحراشي.

ـ لا زالت بعض الأوساط الرياضية تعتبر الفريق الفائز بالكأس وبطولة القسم الثاني آنذاك، أحسن تشكيلة عرفها النادي. هل أنت مع هذا الرأي؟

لكل واحد منا رأيه في هذا الموضوع، لكن كان للنادي في بداية الاستقلال فريق كبير متكون من لاعبين ممتازين، من بينهم الحارس الفرنسي بينو، نازف، فراق، بوخالفة، شنافي، سرحان، يخلف وموشتو. وكان مستواهم في القمة. ولا شك في أن جيل تلك الفترة من أنصارنا يشاطرونني الرأي. فضلا عن أن الفريق دربه في تلك الفترة تقنيون كبار، مثل محمد معوش، سلال، بن فضة، بالإضافة أيضا إلى مدربه الأول لالوش الذي كان معروفا بحنكته الكبيرة في اختيار المواهب الشابة، وفي التكوين أيضا.

ـالمدرب عبد القادر بهمان أيضا ترك بصماته في النادي.

  بالتأكيد، فقد كان مدربنا، لما حققنا الصعود إلى القسم الوطني الأول، وفزنا بكأس الجمهورية. لكن بهمان عند مجيئه إلى النادي وجد الفريق متكاملا في خطوطه الثلاثة، فكانت مهمته سهلة لتدريبنا، والحصول على نتائج معتبرة. لكن يجب الاعتراف بأن بهمان كان له الفضل في رفع مستوى الفريق في الجانبين التكتيكي والبدني. وكان يعشق طريقة اللعب الإنجليزي، ووجدت ضالتي معه، حيث كان يسمح لي بالتموقع في كل مناصب الهجوم.

ـفي تلك الفترة، قيل إن بلقاسم تلقى عروضا من بعض الأندية، ورفض مغادرة فريقه. هل هذا صحيح؟

ربما استمراري في اللعب مع فريقي، هو الذي جعل الكثير من الناس لا يعرفون الاتصالات التي كانت لي مع بعض الأندية، منها شباب بلوزداد. لقد جاءني إلى الحراش كل من رئيس النادي آذاك، خميسة ونائبيه سي عمار وبوهلال والد المدرب الحالي، وقدموا لي عرضا للالتحاق بفريقهم. أتذكر أن لقاءنا كان بقرب وحدة رجال المطافئ الحالية، وتحدثنا في الموضوع مطولا بسبب الخلافات التي وقعت بيننا، حول قيمة العقد الذي كان سيربطني مع شباب بلكور آنذاك. لم أتفق معهم في الجانب المالي. وبعد سنين طويلة، وفي أحد لقاءاتي بالمرحوم أحسن لالماس، كشف لي أنه هو من طلب من مسيري ناديه جلبي إلى شباب بلكور.

كما اتصلت بي مولودية وهران عن طريق مسيرها بركاتي، لكن لم يحصل اتفاق معهم، بسبب ضعف العروض المالية التي قدموها لي. نفس الشيء وقع لي مع شبيبة القبائل، حيث استقبلني عبد القادر خالف ـ رحمه الله ـ، وقدمني إلى الرئيس عبتوش الذي ألح على انضمامي إلى الشبيبة، لكن لم نتفق على بعض الشروط.. في الحقيقة، كنت متعلقا كثيرا بفريقي وأنصاره، وهذا ما يفسر بنسبة كبيرة ترددي في مغادرة الحراش وفشل المفاوضات التي أجريتها مع هذه الأندية. كما أن الجانب المادي لم يكن له أي تأثير على قرار اللاعبين، عندما يرغبون في تغيير الأجواء من ناد إلى آخر.

ـ كنت تحبذ دوما استعمال حركة فنية سميت بـ«الغراف" لمراوغة منافسيك، ووقع بشأنها خلاف في الأوساط الرياضية، حول من استعملها الأول في البطولة الوطنية. هل من توضيح في هذا الجانب؟

بطبيعة الحال، ليس من السهل على أي لاعب النجاح في استعمال هذه اللقطة الفنية التي تثير إعجاب كل من يشاهدها. وبالفعل، أراء الرياضيين كانت متباينة حول اللاعب الذي بدأ في استعمال هذه اللقطة الفنية في مباريات البطولة. كان الكلام يدور حولي وعن صديقي صالح عصاد، لأنه كان يتفنن أيضا في استعمالها ضد منافسيه. لكن الذي لا يعرفه الكثير من الناس، أن هذه اللقطة الفنية استعملها النجم السابق رشيد مخلوفي، أثناء مباراة ودية بين فريقه نادي سنت إيتيان وشباب بلكور، جرت بملعب 20 أوت، وكنت من بين المتفرجين وتمعنت كثيرا في اللقطة، ومن ثمة اختبرتها في التدريبات واستعملتها بروعة كبيرة في المباريات الرسمية والودية. عصاد كان أيضا يلجأ إلى استعمالها، لكنه اعترف في بعض تصريحاته، أن الطاهر بلقاسم أول من استعمل "الغراف" في البطولة الوطنية.