الألعاب الإفريقية للشباب
عزوف الجمهور عن متابعة منافسات الطبعة الثالثة

- 1310

في الوقت الذي تقترب الطبعة الثالثة من الألعاب الإفريقية للشباب، المتواصلة في الجزائر، من نهايتها ببلوغها يومها الثامن، لا تزال المواقع والقاعات المختلفة المخصصة للمنافسات شبه مهجورة من قبل الجمهور الذي يبدو أنه لم يعد شغوفا كثيرا بالتنقل إلى القاعات والملاعب لمتابعة المنافسات، بالرغم من مجانية الدخول إلى مختلف هذه المواقع.
فبعد أن كانت لجنة التنظيم تعول كثيرا على الإقبال الجماهيري لمتابعة هذه الألعاب، باعتبارها تتزامن مع الأجواء الصيفية والعطلة المدرسية، إلا أن واقع الأمور لم يكن كذلك، من خلال العزوف الكبير للجمهور عن متابعة المنافسات، الأمر الذي انعكس سلبا على تنافسية وحرارة المسابقات.
يجمع المتتبعون على أن عدم اكتراث الجمهور العاصمي بهذه الألعاب يكون مرده الكبير لدرجات الحرارة القياسية التي تعيشها الجزائر العاصمة، على غرار بقية الولايات، الأمر الذي جعل فئة كبيرة من الشباب تفضل الوجهة البحرية للتمتع بالهواء عبر مختلف الشواطئ، عوض التنقل إلى القاعات والملاعب، حيث الحرارة الشديدة.
عن هذا العزوف الصارخ للجمهور على متابعة المنافسات، أكد الشاب عادل طالب في كلية الطب قائلا: "الحرارة العالية التي تعيشها العاصمة حاليا، حالت دون إقبال الجهور على الملاعب والقاعات... أعتقد هذا الأمر منطقي، فمن غير المعقول اختيار وجهة القاعة إذا كان خيار البحر متوفر، خاصة أن نتائج هذه الألعاب لا تكتسي أهمية كبيرة في نظر الجزائريين".
في رده عن سؤال حول هذه المسالة، أكد المدير العام لدورة الجزائر، عبد الحليم عزي، أن لجنته واعية بضرورة حضور الجمهور في مختلف المنافسات، الأمر الذي جعل اللجنة المنظمة تعتمد مجانية الدخول إلى مختلف القاعات طيلة فترة إقامة الألعاب.
واصل بالقول: "نحن مطالبون بتشجيع الجهور على التوافد على القاعات والملاعب، خاصة أن هذه الألعاب موجهة لشريحة عمرية شابة وتتزامن كذلك مع العطلة المدرسية لمختلف الأطوار التعليمية".
الترويج الإعلامي الضعيف.. وراء العزوف الجماهيري
لا يمكن التطرق إلى هذه النقطة دون التوقف عند الدور الترويجي للألعاب، الذي كان يفترض أن تقوم به لجنة التنظيم التي نصبت شهر أفريل المنصرم، للإشراف على الإعداد لدورة الجزائر، إلا أن عمل هذه الجنة في هذا الجانب كان محتشما جدا، لدرجة أن شريحة عريضة من العاصميين كانت تجهل حتى خبر احتضان العاصمة للألعاب حتى بعد انطلاقها.
فباستثناء تعليق بعض لافتات الطبعة الثالثة من الألعاب الإفريقية في بعض الأماكن القليلة في الجزائر العاصمة، لم تقم لجنة التنظيم بالترويج المناسب لهذه المنافسة، الأمر الذي جعل هذه الدورة تشكل "اللاحدث "في يوميات المواطن العاصمي الذي كثيرا ما كان النقطة الفارقة في كل المواعيد التنافسية التي احتضنتها الجزائر في السابق.
من الأمور التي لم تكن لتخدم هذه الدورة على الصعيد الجماهيري، تزامن تنظيمها مباشرة بعد مونديال روسيا، مما أثر سلبا على اهتمام الجمهور الرياضي بها، مثلما حرص على تأكديه التاجر جمال.
الأكيد أن هذه التجربة ستجعل المنظمين يفكرون جيدا في هذا الجانب، فقبل ثلاث سنوات من موعد احتضان مدينة وهران للألعاب المتوسطية، يتعين على الجميع التفكير والتخطيط منذ اليوم لهذه المنافسة على جميع الأصعدة، بما فيها الجانب الإعلامي والترويجي الذي يبقى حلقة مهمة في نجاح أية تظاهرة، من خلال الاستثمار في هفوات ونقائص الألعاب الإفريقية للشباب من أجل تنظيم ألعاب متوسطية تليق بسمعة الجزائر وقدراتها.