عثمان لعزيزي (حكَم دولي في الملاكمة) لـ "المساء":
خيبة أمل أولمبياد طوكيو نتيجة حتمية لسوء التسيير

- 588

تأسف عثمان لعزيزي، حكم دولي في الملاكمة، تأسف بشدة للخروج المبكر للملاكمين الجزائريين الذين غادروا المنافسة الأولمبية الجارية حاليا بالعاصمة اليابانية طوكيو، إلى غاية 8 أوت القادم، من الباب الخلفي، مرجعا ذلك إلى غياب إرادة سياسية على مستوى أكبر هيئات رياضية وطنية؛ في إشارة منه إلى الوزارة الوصية واللجنة الأولمبية الرياضية الجزائرية.
وقال لعزيزي في حوار خص به "المساء"، إن منازلة الملاكمة إيمان خليف المقررة غدا (الثلاثاء) برسم الدور ربع النهائي لوزن (60 كلغ)، صعبة للغاية؛ نظرا لخبرة المنافسة الإيرلندية كيلي آن هارينتون،فوق الحلبة الأولمبية.
❊❊ بداية، ما تعليقكم عن مشوار الملاكمين الجزائريين في أولمبياد طوكيو؟
❊ أقل ما يمكن القول عن مشوار ملاكمينا في دورة طوكيو، كارثي بأتم معنى الكلمة، حيث تسجل الملاكمة الجزائرية أسوأ نتيجة في تاريخ مشاركاتها الأولمبية؛ إذ كنا ننهي مغامرتنا في الدورات السابقة، على غرار ريو دي جانيرو، وبيكين ولندن في الدور ربع النهائي، لكن في النسخة الحالية سدل الستار في الدور ثمن النهائي، في ثلاث منازلات، كانت من تنشيط عبد الحفيظ بن شبلة، ومحمد حومري ويونس نموشي.
❊❊ في رأيكم، ما السبب وراء كارثية النتائج؟
❊ في الحقيقة، أنا غير راض تماما عن النتائج المسجلة في طوكيو، شخصيا كنت أتوقع حصول الجزائر على ميداليتين برونزيتين من نصيب عبد الحفيظ بن شبلة ومحمد فليسي، بحكم درايتهما الكاملة بالمغامرة الأولمبية؛ حيث يسجل الأول رابع مشاركة له، والثاني ثالث حضور له، إلى جانب بلوغ محمد حومري ويونس نموشي الدور ربع النهائي، لكن غياب إرادة سياسية عن مستوى أكبر هيئات رياضية في البلاد، أدى إلى إقصاءات مبكرة ومتتالية للرياضة الجزائرية الممثلة بـ 44 رياضيا، ينشطون في 14 تخصصا رياضيا.
❊❊ ماذا تقصدون بغياب إرادة سياسية على مستوى أكبر الهيئات الرياضية الوطنية؟
❊❊ الاتحادية الوطنية للملاكمة فقدت استقرارها منذ عام 2017، وما بعد تلك السنة توالت النتائج السلبية على مستويين الإداري والفني؛ الأمر الذي أدخل القفاز الجزائري في نفق مظلم. وفي ظل هذا الوضع المزري المسؤولون القائمون على الشؤون الرياضة في البلاد، سواء في الوزارة أو "الكوا"، لم يكترثوا للوضعية، وتركوا الأشخاص المتسببين في هذه الكوارث يمارسون نشاطهم بصفة عادية، معتبرين أن المشاكل الداخلية تحل على مستوى الاتحادية، لكن، للأسف، هؤلاء الأشخاص لا يدركون أن مصلحة الرياضة فوق الجميع.
❊❊ نفهم من كلامكم أن الملاكمين هم ضحايا الإهمال واللااستقرار؟
❊ بطبيعة الحال، ممثلو القفاز الجزائري في أولمبياد طوكيو هم ضحايا الممارسات اللامسؤولة للرؤساء السابقين، حيث مر ملاكمونا بفترات فراغ دامت أكثر من ستة أشهر، وذلك لعدة أسباب، أبرزها جائحة كورونا، وأخرى مرتبطة بالوضع الاجتماعي.
❊ ماذا تعني بالوضع الاجتماعي؟
❊❊ عناصر المنتخب الوطني للملاكمة يفكرون دوما في وضعيتهم الاجتماعية ما بعد المشوار الرياضي، يعني التفكير بمشوارهم المهني خصوصا، ومعظمهم اعتزلوا الملاكمة لهذا السبب والأمثلة كثيرة، مثل شعيب بلودينات الذي قرر الاعتزال سابقا، ولولا تدخل الوزارة السابقة في حل المشكل لكان بولودينات من بين الملاكمين الذين تخسرهم الهيئة الفيدرالية في أوج عطائهم. المهم هنا على المسؤولين مرافقة الرياضي ماديا ومعنويا، والتحضير المبكر لمثل هذه المنافسات، التي أصبحت كالعلوم الدقيقة تواكب التطور من دورة إلى دورة، انطلاقا من تحيين قوانين التحكيم من جهة، وكذا الاعتماد على تقنيات حديثة في التدريب والاسترجاع.
❊ في ظل خيبة أمل الملاكمين المذكورين، هل هناك بصيص أمل في منازلة الغد لإيمان خليف؟
❊❊ في الحقيقة، أسرة الفرع تعقد آمالا كبيرة على الملاكمة إيمان خليف، التي ستواجه الإيرلندية كيلي آن هارينتون غدا (الثلاثاء)، في حدود الساعة (4:35 سا بتوقيت الجزائر)، وهي خيرة ملاكمات العالم؛ بحكم أن لديها خبرة كبيرة فوق الحلبة الأولمبية من جهة، وللسجل الثري لتتويجاتها، آخرها الميدالية الذهبية في بطولة العالم التي جرت بالهند عام 2018، وكذا الميدالية الفضية في مونديال 2019.
❊ تبدو المهمة صعبة للغاية للملاكمة خليف؟
❊❊ إحصائيّا، المنازلة لصالح الإيرلندية، لكن عامل المفاجأة سيكون حاضرا غدا إذا عمل "الكوتشينغ" على أسلوب نوعي في تأهيل الملاكمة قبل دقائق من المواجهة، سيما أن إيمان خليف معروف عنها شراستها فوق الحلبة؛ لأنها تتمتع بشحن معنوي عال. وحسب اعتقادي، ستحدث المفاجأة وتكسب المنازلة لصالحها. وفي حال الفوز تكون إيمان على بعد خطوة واحدة فقط من اعتلاء منصة التتويج، لتقترب من كتابة التاريخ من جهة، وتجدد عهد الملاكمة الجزائرية مع الألقاب الأولمبية بعد 20 عاما، من الغياب فوق منصة التتويج.
❊ بَم تختمون الحوار؟
❊❊ أجدد ندائي إلى المسؤولين عن الحقل الرياضي الجزائري، بإعادة النظر في المنظومة الرياضية الوطنية؛ لأن خيبة أمل ممثلينا في الألعاب الأولمبية وتوالي الإقصاءات، كانت نتيجة حتمية لسوء التسيير من بعض المسؤولين، الذين فضلوا الاستعانة بشخصيات خارج الإطار والتضحية بأهل الخبرة؛ لأن هؤلاء لا يتماشون مع مصالحهم وأهدافهم المسطرة.