اللاعب الدولي الأسبق بوعلام لعروم
خطة الخضر في مونديال 82 فاجأت الألمان

- 1810

قال اللاعب الدولي الأسبق والمستشار الرياضي في كرة القدم بوعلام لعروم إنّ الخطة التكتيكية التي طبقها المنتخب الوطني في مباراة كأس العالم 82 بإسبانيا ضد نظيره الألماني فاجأت هذا الأخير، معتبرا إياها خطة ناجحة انتهجتها فيما بعد منتخبات دول عديدة.
بوعلام لعروم الذي كان ضيف منتدى المنظمة الوطنية للصحافيين الرياضيين الجزائريين، نشط ندوة تحت عنوان ”المفهوم التكتيكي في كرة القدم” بفندق الملعب الأولمبي 5 جويلية، وقدم أمام جموع الصحافيين عرضا شاملا عن بداية الخطط التكتيكية في كرة القدم عبر العالم، وأبرز تطورها واستراتيجياتها الكبيرة الذي حصلت عبر كل المنافسات الدولية لكرة القدم لاسيما منها دورات كؤوس العالم منذ نشأتها.
وقال لعروم في هذا الشأن لـ«المساء”: ”لقد اجتهدت لشرح بعض الجوانب الخاصة بالأنظمة التكتيكية في كرة القدم، لكن لم أتعمق كثيرا في هذا الجانب على عكس ما أفعله في الدروس المقدمة للمتربصين بالمعهد العالي لتكنولوجيا الرياضة، حيث يستفيدون من شروح معمّقة في هذا المجال”. وأضاف أنّه في السابق، كان التقنيون أو المدربون يفكرون في كيفية تقوية فرقهم أو منتخباتهم من الناحية الدفاعية بشكل خاص قبل التفكير في المجال الهجومي، لذلك برزت خطة 4- 4 - 2 التي كانت منهجيتها الأساسية، البحث عن منح قوة كبيرة للفريق في كيفية التصدي للهجومات الخطيرة، واستمر الاعتماد على هذه الخطة لسنوات طويلة واشتهر بها بشكل خاص الإيطاليون وكانت خطتهم الدفاعية تسمى ”الكاتيناشيو” المبني على خيارات دفاعية محضة، حيث يعود حتى المهاجمون إلى منطقة دفاعهم عند تضييعهم للكرة ليبنوا جدارا منيعا يصعب عادة على المهاجمين اختراقه، أوضح منشط الندوة.
إلاّ أنّ تطوّر لعبة كرة القدم وارتفاع مستوى اللاعبين وتعدّد مدارس الكرة بمختلف منهجياتها في العمل، نتج عنها وجود توجه جديد في تطوير الخطط التكتيكية، وبرزت خطة 1- 4 ـ3 ـ 3 التي اختارتها الأغلبية الكبيرة من الفرق والمنتخبات العالمية وهي خطة، قال عنها لعروم ”هذه الخطة الهدف منها هو تقوية قدرات الفرق والمنتخبات في وسط الميدان والهجوم، وهي تعتمد على منهجية عمل واضحة المعالم، على اعتبار أن المهاجمين مطالبون بالقيام بأدوار عديدة لاسيما عند ضياع الكرة، حيث يتعيّن عليهم التحوّل إلى لاعبي وسط الميدان دون إرهاقهم بالرجوع إلى غاية منطقة الدفاع، تقريبا كل المنتخبات العالمية انتهجت هذه الخطة لعدة سنوات. من بعد ذلك تنوعت الخطط التكتيكية، فتم الاعتماد على خطط 3 – 5 – 3 التي يكون فيها الدور الأساسي للعب مبني على عناصر وسط الميدان.. لا تظنوا أن هذه الخطة تقلل من دور الخط الدفاعي، فالفريق الوطني البرازيلي مثلا اعتمدها في كثير من دورات كأس العالم لكنه بقي يشتهر بصلابة دفاعه الذي يولي له أهمية كبيرة”.
وعلى العموم، قدم المحاضر تفسيرات وتحليلات كثيرة وقيّمة عن تطوّر الخطط التكتيكية في مجال لعبة كرة القدم لكن من دون التعميق كثيرا في هذا الموضوع الذي شدّ إعجاب وانتباه الصحافيين الرياضيين والمحللين الرياضيين منهم مصطفى مازا وفريد بن ملاط.
في السياق، قال مازا لـ«المساء”، ”لقد كان هذا اليوم التكويني والإعلامي جيد جدا، حيث مكننا من اكتشاف عدة أمور كنا نجهل أهميتها في مجال المفهوم التكتيكي لا سيما بالنسبة لي كمحلل رياضي مطالب بتقديم توضيحات وتحليلات دقيقة للمتفرجين الراغبين في معرفة كل كبيرة وصغيرة في مباريات كرة القدم، صراحة لقد استفدت كثيرا من الشروح التي قدمها لعروم وستكون مفيدة لي كثيرا في تحليلاتي الرياضية التي أقدمها للمتفرج عبر التلفزيون”.
أما فريد بن ملاط، فقد أكد من جهته أن تحليلات لعروم زادت من معارفه في مفهوم التكتيك الكروي ومن المفيد جدا أن يقوم المحلل الرياضي باكتشاف دوما الجديد في هذا المجال لكي يفيد المتفرجين ويسمح لهم بفهم الخطط التي يرسمها مدربو الفرق.
ومعروف عن لعروم أنه كان لاعبا دوليا وحمل ألوان عدة أندية منتمية للرابطة الأولى قبل أن يصبح مستشارا رياضيا مدرسا بالمعهد العالي لتكنولوجية الرياضة، وقد شغل عدة مناصب في أعلى هرم كرة القدم الجزائرية منها مدير فني وطني بالاتحادية الجزائرية للعبة.
❊ ع . اسماعيل