بخصوص مشاركاتهم في ألعاب وهران المتوسطية

تباين في تكهنات الاتحاديات الرياضية الجزائرية

تباين في تكهنات الاتحاديات الرياضية الجزائرية
  • القراءات: 1182
فروجة. ن/ واج فروجة. ن/ واج

لاتزال الاتحاديات الرياضية الجزائرية ترصد تكهناتها بخصوص مشاركاتها في ألعاب وهران المتوسطية التي ستنطلق يوم السبت القادم، والتي يميزها تباين في التكهنات التقنية انطلاقا من التصريحات التي أدلى بها القائمون على مختلف الفروع الرياضية، حيث أكد البعض أن التتويج بالمعدن النفيس سيكون في متناولهم، عكس البعض الآخر، الذي اعتبر المأمورية صعبة المنال، لا سيما أنها مرحلة انتقالية وتصحيحية لعدة تخصصات، على سبيل المثال الكرة الطائرة والفروسية. 

يشارك المنتخبان الوطنيان للكرة الطائرة رجالا وسيدات، في ألعاب البحر الأبيض المتوسط بوهران 2022، بطموح الوصول إلى الدور ربع النهائي، حيث سيواجه منتخبات ذات مستوى عالمي، حسب ما أكد المدير الفني الوطني، سليم عاشوري. وفي هذا الشأن، قال عاشوري: "منتخبا الرجال والسيدات اللذان تم إحداث تغيير في تعدادهما بعد عامين بدون منافسة بسبب جائحة كوفيد-19، سيبذلان قصارى جهودهما للتأهل إلى ربع نهائي دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط بوهران 2022، أمام فرق من مستوى عالمي كفرنسا، واليونان وتركيا".

وسيخضع الفريقان الوطنيان اللذان أوقعتهما القرعة في مجموعة قوية، لاختبار صعب خلال الموعد المتوسطي، حيث سينشطان لقاءات أمام اليونان، وتركيا وفرنسا عند الرجال، بينما السيدات سيلعبن ضد تونس وفرنسا. وأضاف التقني الجزائري: "الألعاب المتوسطية تُعتبر هدفا انتقاليا لممثلي الجزائر، تحسبا للبطولة الإفريقية 2023، وتصفيات الألعاب الأولمبية بباريس 2024". وتابع: "السداسي الجزائري بدأ تحضيراته للألعاب المتوسطية في جوان 2021، بقيادة المدربين الوطنيين مراد سنون (رجال)، ونبيل تنون (سيدات)، بخوضه تربصات غير منتظمة، امتدت على مدار الموسم الرياضي".

واعتبر سليم عاشوري أن اللاعبين محفَّزون لتحقيق نتيجة إيجابية بوهران، وإعطاء وجه مشرّف للكرة الطائرة الجزائرية أمام فرق البحر الأبيض المتوسط، مشيرا في الوقت نفسه، إلى أنه قبل البدء في دورة الألعاب المقررة من 26  جوان الجاري إلى 4 جويلية القادم بقاعة بئر الجير وقصر الرياضات بحمو بوتليليس، يلعب المنتخبان الوطنيان دورة مصغرة ما قبل تنافسية بمشاركة تونس ومصر.

اتحادية السباحة تتوقع انتزاع ميدالية واحدة على الأقل 

من جهته، يعتزم المنتخب الوطني للسباحة المشاركة في ألعاب وهران، بتعداد قوامه 18 عنصرا منهم 6 سبّاحات، انتزاع ميدالية واحدة على الأقل، وبلوغ أكبر عدد ممكن من النهائيات المبرمجة في المنافسة، وفق التقديرات التي وضعتها الاتحادية الجزائرية للسباحة خلال المنافسة التي سيحتضنها المركز المائي التابع للمركّب الأولمبي الجديد بوهران، على مدار خمسة أيام بين 1 و5 جويلية القادم. وتحسبا لموعد وهران، كانت المديرية الفنية الوطنية سطرت برنامجا تحضيريا لسباحي النخبة الوطنية، سواء الناشطون بالخارج أو المحليون منذ انطلاق الموسم الحالي، تمثل في عدة تربصات مغلقة، والمشاركة في بعض المنافسات الدولية، على غرار البطولة الإفريقية المفتوحة بغانا، والبطولة العربية بالإمارات لتحسين جاهزية الرياضيين، واقتناء الأفضل للموعد المتوسطي.

وبخصوص القائمة التي استدعتها المديرية الفنية لتمثيل المنتخب الوطني للسباحة في الطبعة 19، أكد المدير الفني الوطني كمال خمري عن انتقاء الرياضيين حسب مقياس "الأكثر جاهزية لرفع التحدي، "لقد اعتمدنا على معيار الامتياز في اختيار السباحين المعنيين بالمشاركة في الألعاب، وهؤلاء مرشحون للصعود إلى الدور النهائي"..

غير أن خمري شدّد على صعوبة مأمورية النخبة الوطنية أمام منافسين من الطراز العالمي، قائلا: "يجب توضيح أن المستوى الفني سيكون مرتفعا، والتنافس سيكون على أشده في طبعة وهران، باعتبار أنّ سباحي الحوض المتوسط ذوو مستوى عالمي، وبالتالي في حال نجاحنا في تنشيط النهائيات، سيكون مؤشرا إيجابيا على بطولات العالم المقبلة، والألعاب الأولمبية".

وستكون آمال السباحة الوطنية معلقة على البطل جواد صيود، لدخول سجل السباحين الجزائريين الحاصلين على المعدن النفيس في موعد متوسطي، بعد البطل السابق سليم إيلاس المتحصل على خمس ذهبيات خلال مشاركته في ثلاث دورات، وكذا أسامة سحنون الحائز على ذهبية 100 حرة في نسخة تاراغونا 2018.

ويبقى رئيس الاتحادية الجزائرية للسباحة محمد حكيم بوغادو، متفائلا بقدرة صيود، ابن مدينة قسنطينة، على اعتلاء منصة التتويج في حال سير كل الأمور على ما يرام، قائلا: "قدّم صيود طوال هذا الموسم مستويات رائعة، ونتائج ثابتة، تدعنا نأمل في إمكانية تحقيقه ميدالية في الموعد الوهراني.. لقد قلت لسباحينا اضمنوا، أولا، التأهل للنهائي، وبعدها كل الاحتمالات مفتوحة.. فكما تعلمون، السباحة رياضة معقدة؛ فمثلا انطلاق سيئ قد يقضي على حظوظ السبّاح". وتطرق المسؤول لرغبة هيئته في "رفع التحدي بوهران، لا سيما أن السباحة الجزائرية كانت حاضرة في كل المواعيد الكبرى".

فرسان الجزائر يستهدفون مشاركة مشرّفة

بدورهم، سيبحث فرسان الجزائر المشاركون في منافسات الألعاب المتوسطية، عن التألق وتحقيق مشاركة مشرفة، خاصة في مسابقات القفز على الحواجز رغم افتقاد جل العناصر المختارة المستوى الأولمبي المطلوب في مثل هذه المواعيد الرياضية، على حد تأكيد رئيسة الاتحادية الجزائري لرياضية الفروسية. وأوضحت رئيسة الاتحادية الجزائرية للفروسية فهيمة صبيان، في هذا المجال، أن الفرسان الجزائريين يستهدفون "تحقيق مشاركة مشرفة بمحاولة تجنب تسجيل أي إقصاء؛ بمعنى إنهاء بشرف مسابقات القفز على الحواجز" في الموعد المتوسطي، رغم "التذبذب المسجل في تحضيرات العناصر الوطنية بشكل عام"، وهو ما تأسفت بشأنه.

وبافتقاد النخبة الوطنية في رياضة الفروسية للمستوى الأولمبي المطلوب في مثل هذه المواعيد الرياضية الكبرى، اعترفت المسؤولة الأولى عن هذه الرياضة في الجزائر، بأن مأمورية العناصر الوطنية لن تكون سهلة، قائلة: "ينبغي أن نكون واقعيين؛ نحن نفتقد للمستوى الأولمبي، فمنافسونا ينشطون في المستوى العالي باستمرار، وهو ما سيصعّب عليها المهمة، لكن بدون أن يقلل ذلك من عزيمة ممثلينا في الظهور بوجه مقبول، سيما في مسابقات الفردي".

وعن تحضيرات الفرسان الجزائريين المختارين لتمثيل الألوان الوطنية في المحفل المتوسطي، فقد عرفت تأخرا لا يستهان به في انطلاقتها، مع إلغاء التربص الوحيد الذي كان مبرمجا خارج الوطن لأسباب إدارية، وهو ما سيؤثر، حتما، على المردود العام لفرسان الجزائر في المنافسة الرسمية. وواصلت قائلة: "لا بد من الاعتراف بأن تحضيرات نخبتنا عرفت تذبذبا كبيرا أخلط علينا الأوراق.. فبالإضافة إلى تربصاتنا بالجزائر، برمجنا معسكرا تدريبيا رفيع المستوى بفرنسا في نوفمبر الماضي وبلجيكا، لكنا اضطررنا لإلغائهما لأسباب إدارية محضة.. وكانت هذه المرحلة من التحضيرات ستمسح لعناصرنا بالاحتكاك بالمستوى العالي، حتى يقف المدربون على المستوى الذي وصل إليه الرياضيون، وتصحيح ما يمكن إصلاحه". ولضبط القائمة النهائية للفرسان المشاركين في الألعاب المتوسطية، برمجت الاتحادية، مطلع شهر جوان الجاري، تربصا انتقائيا بوهران، واحتفظت بخمسة فرسان، سيقع على عاتقهم شرف تمثيل الجزائر على أحسن وجه.

منتخب الرماية يستهدف إحدى الميداليات في الهواء المضغوط

تطمح الاتحادية الجزائرية للرماية لانتزاع إحدى الميداليات في اختصاص الهواء المضغوط خلال منافسات الرماية ضمن ألعاب وهران، على الرغم من أن أحسن الرماة في العالم ينتمون إلى بلدان الحوض المتوسطي، حسب ما أكد رئيس الهيئة الفيدرالية، عبد الرزاق لزرق. وبهذا الخصوص قال المسؤول الأول عن الفرع: "نستهدف انتزاع إحدى الميداليات في الهواء المضغوط على الرغم من أن أحسن الرماة في العالم ينتمون إلى بلدان من البحر المتوسط، على غرار إسبانيا، وفرنسا، وإيطاليا ومصر... وننتظر مستوى عاليا جدا، لكننا نضع كل آمالنا على الرياضية هدى شعبي على الرغم من أنها ستواجه أبطالا عالميين وأولمبيين". وأضاف: "لدينا عناصر حسنت من نتائجها مؤخرا وفي مختلف الاختصاصات، لا سيما هدى شعبي (البندقية) ممثلة الجزائر في أولمبياد طوكيو (2020)". وقال: "في ما يخص بقية الاختصاصات.. نطمح لتحقيق أحسن ترتيب في المنافسة، فعلى سبيل المثال في القوس، فإن الأمور صعبة للغاية؛ لأن المستوى عال جدا، ولا يمكن الحديث عن البوديوم".

مهمة صعبة للمنتخبين الوطنيين لكرة السلة (3×3)

ستعرف دورة كرة السلة (3 × 3) ـ وهي الرياضة الجديدة المسجلة في برنامج الألعاب المتوسطية بوهران، مشاركة المنتخبين الجزائريين (ذكورا وإناثا)، في مهمة ستكون صعبة للغاية للتشكيلتين الوطنيتين الفتيتين في ظل مشاركة منتخبات ذات خبرة ومتعودة على منافسات عالية المستوى، حسب تقدير المدربين الوطنيين. وأوضح مدرب المنتخب النسوي عبد الحليم سايح، قائلا بأن كرة  السلة (3 × 3) تُعتبر "رياضة جديدة في الجزائر بقواعد تختلف عن كرة السلة بخمسة للاعبين. وستكون ألعاب وهران تجربة مفيدة لمنتخبنا، الذي سيحتك بمنتخبات ذات مستوى عالمي.. والأكيد أننا سنبذل كل ما في وسعنا من أجل التأهل للدور الثاني (ربع نهائي)، والسعي، لم لا، للذهاب بعيدا في المنافسة".

واستعدادا لموعد وهران، كانت التشكيلة النسوية باشرت تحضيراتها في أكتوبر 2021، بالمشاركة في عدة تربصات بالجزائر، قبل خوض تربص مشترك مع تونس، تخللته عدة مباريات، سمحت للاعبات "بتحسين مستواهن وآلياتهن أمام المنتخب التونسي"، حسب المدرب سايح. ومن جهته، تحدّث المدرب الوطني لمنتخب الذكور، محمد عبيدات، عن تحضيرات فريقه التي اعتبرها جيدة رغم بعض الصعوبات المتعلقة بتجميع اللاعبين خلال التربصات الدورية، وبرمجة مباريات كون الجزائر ليس لها بطولة من هذا الصنف.

ويقول عبيدات في هذا السياق: "لقد استدعينا لاعبين من صنف دون 23 عاما، سيشاركون لأول مرة في بطولة (3 × 3) بمناسبة ألعاب وهران المتوسطية.. ورغم أن المهمة تبدو صعبة، إلا أننا سنلعب كل حظوظنا لتشريف كرة السلة الجزائرية في هذا الموعد المتوسطي، ولا نبخل بأي جهد من أجل ذلك". وفي دورة كرة السلة (3 × 3) بوهران المقررة من 30 جوان الجاري إلى 3 جويلية القادم بساحة سيدي محمد بوهران، يتواجد منتخب الجزائر للذكور ضمن المجموعة الأولى رفقة تركيا وإيطاليا، فيما يلعب منتخب الإناث رفقة البرتغال وصربيا.