"تايهوديت" الملعون والمخزون!

  • 2706
بلسان: جمال لعلامي بلسان: جمال لعلامي

المخزن وهو "المتعوّدة دايما" على "التايهوديت"، يصرّ على شراء العداء مع جارته الشرقية، تنفيذا لأجندة قديمة تجدّدت بإعلانه جهرا عن "عقد القران" مع الكيان الصهيوني، وفق ما عُرف بصفقة العار، التي باع بموجبها القضية الفلسطينية، وفتح السفارة في "عمارة" منتحل صفة "أمير المؤمنين"، دون خجل ولا حياء.

وهاهو المعتدي، ينفذ في غرّة نوفمبر، شهر الثورة التحريرية المظفّرة، عدوانا جديدا، جبانا وإرهابيا وغادرا، في حق ثلاثة جزائريين أبرياء وعزّل، ذنبهم الوحيد، أنهم كانوا عبر الطريق المؤدي إلى الشقيقة موريتانيا، بحثا عن رزق حلال وتجارة يتقوّتون منها وأبنائهم.

الجريمة فضحت هذا المخزن الحزين، الذي لا يحفظ الدروس أبدا، ويغرق في مستنقع الأخطاء القاتلة والفضائح الانتحارية الشبيهة بتجسّس "بيغاسوس"، ولأن "القاتل" يعود إلى مسرح الجريمة، ليتمّ القبض عليه متلبسا مع سبق الإصرار والترصّد، فإن هذا المخزن، عاد إلى أسلوبه الإجرامي في تنفيذ مخططاته العدائية ضدّ جيرانه، وبالأخصّ الجزائر الحرّة السيّدة، التي كانت ومازالت وستظل شوكة في حلقه.

إن هذه الجريمة النكراء والبغضاء والحمقاء، لن تسقط أبدا بالتقادم، وسيدفع مخطّطوها ومنفذوها والمتواطئون فيها، الثمن غاليا، إن آجلا أو عاجلا -(ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين..)صدق الله العظيم-.

لقد قالها رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، السيد عبد المجيد تبون، "سأدافع عن كلّ جزائري حيثما كان ووُجد"، مشدّدا أمام الندوة الأولى لرؤساء البعثات الدبلوماسية والقنصلية: "لا تسامح مع أيّ دولة تتدخل في شؤوننا، والجزائر مستعدّة لإقامة علاقات ضمن الاحترام والمساواة والسيادة"، مؤكدا "تعزيز دور الجزائر كفاعل ومؤثر، والرّد بحزم على المناورات العدائية".

هذه هي الجزائر، شامخة برجالها البررة، وواقفة بأبنائها الأوفياء، وهي لا تموت إلاّ واقفة، والتاريخ يشهد على هذه الخصلة، التي لا تتوفّر عند المخزن وأشباهه من "البيّاع" و"المرتزقة"، ممّن يهرولون تارة نحو التطبيع، وتارة نحو تجويع إخوانهم، وأخرى يرتمون في أحضان عدوّ العرب والمسلمين مقابل "البقشيش" ورعاية تجارة "الزطلة" و"الحشيش"!

لقد أوقع التهوّر والأنانية والتفكير الانتحاري الغبيّ، المخزن، في شرّ أعماله، وقاد نفسه من حيث لا يدري إلى المصيدة، بعدما اغتال الجزائريين الثلاثة بكلّ وحشية وبربرية، وعرّى نفسه أمام العالم بأسره، واعترف من دون أن يتكلّم، بأنه "مجرم حرب" بالفطرة، وأنه محتّل غاشم بالغريزة، ومتآمر ومتخابر بالممارسة فعلا وعملا!

يستحيل للغة التوسّل والتسوّل والأسف والأسى والرجاء والبكاء على الأطلال، أن تعيد لملمة قارورة كسرها عمدا هذا المتوسّل المخادع، فلن تعود المياه إلى مجاريها، طالما استمرّ الخداع والنفاق وزرع الشقاق ونصب الفخاخ، وتواصلت عقلية "المحتلّ" في أذهان أفراد وجماعات بائدة متلبّدة ومتودّدة في قلوبها مرض.

إن الجزائر لن تمزّق أبدا صفحة الماضي، وبعيدا عن الأحقاد والضغائن وروح الانتقام، فإنها ستبقى وفيّة لمبادئها ومقدّساتها وثورتها الخالدة وأمانة الشهداء الأبرار ووصية كلّ الرجال الأحرار، وطبعا فإن الشرف والأرض والعرض والكرامة وكبرياء الشعوب وحريتهم وسيادتهم وأمنهم واستقلالهم ورموزهم، ليست سلعة للبيع والشراء، ولا بضاعة قابلة للتنازل أو التفاوض أو المقايضة..فيا كلّ ملعون ومخزون: اسمعوا واعوا.