لتفادي أيّ مفاجأة غير سارة وسيناريو الكاميرون

بيتكوفيتش يحذّر لاعبيه قبل اللقاء الحاسم

بيتكوفيتش يحذّر لاعبيه قبل اللقاء الحاسم
الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش
  • 292
ت. عمارة / سعيد. م ت. عمارة / سعيد. م

وجّه الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش خطابا تحذيريا صارما لزملاء جوان حجام قبل مواجهة الصومال مساء اليوم، يتضمّن ضرورة التركيز العالي، وتفادي التراخي أو الاستخفاف بالمنافس؛ من أجل ترسيم التأهّل إلى كأس العالم للمرة الخامسة في تاريخ الجزائر، وتفادي أيّ مفاجأة غير سارة، وسيناريو الكاميرون في فاصلة مونديال 2022، عندما ظنّ اللاعبون وأنصار "الخضر" أن التأهّل حُسم ذهابا بالفوز في الكاميرون قبل أن تأتي الصدمة في الدقيقة الأخيرة من الوقت الإضافي.

وتحدّث فلاديمير بيتكوفيتش كثيرا إلى اللاعبين منذ بداية التربّص الحالي بالنظر إلى أهمية الحدث الذي ينتظر زملاء بن طالب مساء اليوم في وهران من الناحيتين التاريخية والمعنوية، حيث سيكون المنتخب الوطني على بعد 90 دقيقة فقط من العودة للمشاركة في كأس العالم، وطرد النحس والخيبات التي لاحقته في السنوات الأخيرة، ما خلّف أثرا نفسيا قويّا على لاعبيه، وهو ما يفسّر العمل النفسي الكبير الذي قام به بيتكوفيتش منذ انطلاق التربص الحالي، حيث ركّز على تحسيس لاعبيه، وشحنهم من الناحية المعنوية لتقديم أفضل ما لديهم أمام الصومال، وعدم الالتفات إلى جزئية أنّ المنافس منتخب متواضع يحتلّ المركز الأخير في المجموعة السابعة؛ لأنّ الأمر يتعلّق بمواجهة مصيرية وفاصلة من الناحية الحسابية؛ كون الفوز سيضع "الخضر" مباشرة في المونديال دون انتظار نتيجة المباراة الأخيرة أمام أوغندا. وعكس ذلك سيعني ترقّب ما ستسفر عنه هذه المباراة على ملعب "حسين آيت أحمد" بتيزي وزو.

بيتكوفيتش: هدفنا التأهّل.. لكن حذارِ من خصومنا 

كان خطاب فلاديمير بيتكوفيتش واضحا مع لاعبيه؛ حيث قال لهم خلال التدريبات: "نحن مقبلون على مباراة صعبة جدا أمام الصومال؛ لأنّها حاسمة في حسابات التأهّل إلى كأس العالم" . وأضاف: "سنواجه منتخبا صعبا قدّم أداء جيّدا في المباريات الأربع الأخيرة" ؛ في إشارة منه إلى تحسّن أداء الصومال في التصفيات مقارنة ببداياته. 

كما شدّد مدرب لازيو السابق على ضرورة تفادي أيّ تراخ أو استخفاف بقدرات المنتخب الصومالي، والعمل على تقديم أداء عال، يضمن الفوز بأريحية لزملاء محمد عمورة؛ من أجل الاحتفال بالتأهّل إلى كأس العالم بعد غياب استمر 12 سنة.

وعلى الورق، تبدو مهمة المنتخب الوطني سهلة لفارق المستوى بينه وبين نظيره الصومالي، لكن الناخب الوطني فلادمير بتيكوفيتش له رأي آخر، إذ يصرّ على إيلاء مواجهة الصوماليين الاهتمام اللازم. ويشدّد على التركيز العالي على المواجهتين المتبقيتين في رزنامة التصفيات. وقال: "نحن أمام مبارتين في غاية الأهمية. خصومنا سيقدّمون أقصى ما لديهم، وسينافسون بشراسة ضدّنا" . 

وبخصوص منافس اليوم قال بيتكوفيتش: "قد يبدو منتخب الصومال فريقا ضعيفا، لكن إذا نظرنا إلى مبارياته الأخيرة، نلاحظ أنه تمكّن من تقديم أداء مشرّف، وكان بإمكانه حصد بعض النقاط" . وتابع: "هدفنا يبقى التأهّل إلى كأس العالم. علينا باحترام خصومنا. وأنا واثق أنّ اللاعبين 26 الذين تمّ استدعاؤهم، سيكونون على أتم الاستعداد لرفع التحدي. سنبذل كلّ ما في وسعنا لإسعاد الشعب الجزائري".

يجدر ذكر أنّ زملاء محرز مازالوا يحملون معهم نكسة الإقصاء من كأس العالم 2022 بطريقة صادمة، وغير متوقعة؛ بدليل تصريحاتهم في كثير من المرات، بأنهم لم يهضموا إلى حدّ الآن، تلك الصدمة القوية التي تبقى الذكرى الأسوأ في مسيرتهم الكروية، وتتجاوز حتى خيبة الخروج من الدور الأوّل لكأس أمم إفريقيا مرتين على التوالي في الكاميرون 2021 (جرت سنة 2022) وكوت ديفوار 2023 (جرت 2024).


.. بعدها أمر آخر

الأساسيون لقطف نقاط الصومال 

يعتزم الناخب الوطني فلادمير بيتكوفيتش، حسم بطاقة التأهّل إلى مونديال 2026 باللاعبين الأساسيين، مدفوعا بجاهزية وعافية محترفينا، واستعادتهم مستواهم المعهود بالأندية التي ينشطون بها في مختلف الدوريات الأوربية.

قدّم اللاعبون الجزائريون أداءً جيّدا، وحصلوا على تنقيط مقبول جدا، كالمدافعين رامي بن سبعيني الذي أصبح أفضل لاعب في ناديه بوروسيا دورتموند، وعيسى ماندي الذي قدّم أداء مبهرا في المقابلات الأخيرة لناديه ليل، وبوداوي الذي شفي واسترجع قدراته بسرعة مع فريقه نيس، ومازة الذي لعب شوطا رائعا ضد أنيون برلين، وفارس شايبي الذي ثبّت مكانة أساسية لنفسه في فريقه فرانكفورت، وأمين غويري الذي استعاد صلابته وحسّه التهديفي مع مارسليا، وأنيس حاج موسى في نادي فينورد الهولندي، والثلاثي الذي ينشط باستمرار وبعطاء جيّد وثابت في الأندية العربية، وهم رياض محرز وبغداد بونجاح ويوسف بلايلي.

ورغم ذلك، فإنّ تغييرات طفيفة يُنتظر أن يُحدثها بيتكوفيتش خاصة على مستوى خط الدفاع. وقد يفتح الباب لأحد المدافعين الجدد، بلغالي أو شرقي؛ لشغل منصب أساسي في ظلّ افتقاد المنتخب الوطني ظهيرين هجوميين بعد إصابة عطال وآيت نوري ولحاق توقاي بهما. أما في خط الوسط فالمؤكد أنّ بيتكوفيتش لن يلعب بمسترجعين اثنين. وأما خط الهجوم فهو جاهز بكامل ذخيرته البشرية وقدراته الفنية والبدنية. ويتوفّر الناخب الوطني على إمكانية توظيف كلّ مهاجميه الأساسيين المعنيين بهذا الموعد.

استكمال الاستعداد ومنطقة مختلطة للإعلام

حلَّ المنتخب الوطني بوهران صبيحة أمس، وكان في استقباله الوالي سمير شيباني، وممثلون آخرون عن السلطات المحلية المدنية والأمنية. وخاض في الأمسية حصة تدريبية على ملعب المباراة "هدفي ميلود"، كانت مفتوحة لمدة ربع ساعة، أمام وسائل الإعلام. وتبعتها منطقة مختلطة. ومن خلال التصريحات السابقة، فإنّ تفاؤلا كبيرا يسود النخبة الوطنية على إنجاز المهمة لتحقيق المبتغى، وحجز مقعد للمنتخب الوطني في نهائيات كأس العالم للمرة الخامسة في تاريخه، وبالتالي التأكيد على عزم "محاربي الصحراء" استعادة مكانتهم بين كبار الكرة في العالم.

الصوماليون يشيدون بحفاوة الاستقبال

حطّ المنتخب الصومالي بمدينة وهران ليلة الثلاثاء، تحسّبا لمواجهة المنتخب الجزائري مساء اليوم، بملعب " هدفي ميلود". وحلّ الوفد الصومالي وسط ظروف تنظيمية مثالية. ولقي ترحابا حارا وأخويا من قبل السلطات المحلية لعاصمة غرب البلاد بالمطار الدولي "أحمد بن بلة"، أشاد به لاعب المنتخب الصومالي فيصل أبوبكر، الذي قال: "الاستقبال كان رائعا في وهران. شكرا لأهل الجزائر على حسن الضيافة؛ شعب الجزائر كريم". وعن المباراة المنتظرة أمام "محاربي الصحراء"، قال  أبوبكر: "إن شاء الله بالتوفيق لمنتخبنا".

الاستعدادات على أوجها لعرس التأهّل

انطلقت الاستعدادات لاستضافة لقاء الأشقاء بين الفريق الوطني بنظيره الصومالي في وهران، باكرا؛ حيث عُقدت العديد من الاجتماعات التنسيقية، لتسخير كلّ الإمكانيات البشرية والمادية واللوجستية، وضبط كلّ تفاصيل تنظيم اللقاء الرياضي والأخوي بين الأشقاء الجزائريين والصوماليين، ليكون عرسا حقيقيا فوق مدرجات ملعب "هدفي ميلود" وخارجه، وبأحياء الباهية وهران؛ احتفاء بعودة "محاربي الصحراء" إلى الساحة الكروية العالمية من بواية منافسة كأس العالم 2026. وفي هذا الإطار، انطلقت حملة تنظيف واسعة بداخل ملعب المباراة وخارجه. وتم ضبط مخطّط أمني صارم ومحدّد، لتسهيل حركة السيارات والمارة بالقرب من الملعب، والأحياء المجاورة له، وتحضير كلّ الظروف المواتية؛ حتى يكون الولوج إلى داخل الملعب سلسا ومريحا، في ظلّ التوافد الكبير لأنصار "الخضر" من مختلف ولايات الوطن، للمشاركة في عرس التأهّل المنتظر. 

لقاء الذهاب كان جزائريا

للتذكير، لقاء الذهاب بين المنتخب الوطني ونظيره الصومالي الذي كان لقاء افتتاحيا للتصفيات الإفريقية المؤهلة لمونديال 2026، لُعب يوم الخميس 16 نوفمبر 2023 بملعب "نيلسون مانديلا "ببراقي في الجزائر العاصمة. وعرف فوز "الخضر" بنتيجة (3-1). وجاءت أهداف المباراة عن طريق كلّ من أحمد عبدي ضدّ مرماه في الد 2، وبونجاح في الد31 وسليماني في الد65 لمصلحة الجزائريين، وعيسى آدم في الد 65 لفائدة الصوماليين.