الأنصار حمّلوه مسؤولية إقصاء "الخضر"
بوقرة يعتذر وينهي مسيرته مع المحليّين بخيبة جديدة
- 306
ت. عمارة
اعتذر مجيد بوقرة، مدرب المنتخب الوطني المحلي، من الشعب الجزائري بعد الإقصاء المر من الدور ربع النهائي لكأس العرب أمام الإمارات، أول أمس، معلنا، بالمناسبة، نهاية مهمته مع “الخضر” بخيبة جديدة بعد تلك التي عاشها معهم في بطولة إفريقيا للاعبين المحليين شهر أوت الماضي، في وقت تعرّض لانتقادات قوية من طرف الأنصار، الذين هاجموه بقوة بخصوص خياراته الفنية في مباراة الإمارات، وكأس العرب، والتي حدّت، بشكل كبير، من قدرات المنتخب المحلي.
خرج المنتخب الوطني المحلي بخيبة أمل كبيرة من كأس العرب، أول أمس، بعد إقصائه من الدور ربع النهائي على يد منتخب الإمارات بركلات الترجيح (7-6)، بعد انتهاء اللقاء بوقتيه الأصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي هدف لمثله، في مباراة لم يظهر فيها أشبال بوقرة بالمستوى المطلوب، ووسط قرارات فنية وتكتيكية محيّرة من “ الماجيك”، الذي تعرّض لانتقادات قوية من طرف الأنصار؛ بسبب خياراته الفنية في كأس العرب، وطريقة تسييره مباراة الإمارات وسط تفوّق واضح لمدرب الإمارات، الروماني كوزمان.
وحرص بوقرة خلال الندوة الصحفية التي عقدها بعد اللقاء، على تقديم اعتذاراته للجزائريين بعد هذا الإقصاء المر. وأعلن، بالمناسبة، نهاية مسيرته مع المحليين قائلا: "على الرغم من أن عقدي لا ينص على هدف التتويج باللقب، إلا أن هدفي خلال المنافسة كان الدفاع عن لقب كأس العرب. لقد كان شرفًا لي تدريب المنتخب المحلي. وعشت لحظات استثنائية"، مضيفا: "في جميع المسابقات الرسمية لم نخسر أي مباراة. وخرجنا بركلات الترجيح؛ إنها نهاية حقبة". وتابع: "عقدي ينتهي رسميا شهر ديسمبر؛ ولهذا أعلن نهاية مهمتي. أشكر الطاقم الفني، والجماهير على هذه التجربة. الجزائر منحتني اسمًا. وساعدتني على التطور كلاعب، ومدرب. أعتذر للجماهير الغفيرة التي حضرت، ولكل الجزائريين"، قبل أن يوضح: “عندما نلعب هدفنا الوحيد هو أن نجعلهم فخورين بنا. كان بإمكاننا تقديم أداء أفضل، لكن هذه هي كرة القدم".
وفي ما يتعلق بمستقبله وإمكانية انضمامه لطاقم بيتكوفيتش مع المنتخب الأول، كان بوقرة واضحًا؛ قال: “لا. أنا مدرب رئيسي، لا يمكنني الانضمام لطاقم بيتكوفيتش كمدرب مساعد". أما بخصوص التغييرات المتأخرة فردّ "الماجيك": "أجريت تغييرات متأخرة؛ لأنني كنت متخوفا من عامل الإرهاق. كما إن الإصابات الكثيرة أثرت على الخيارات المتاحة بالنسبة لي".
وعن ركلات الترجيح أشار إلى دور الحظ والإرهاق قائلا: “ركلات الترجيح هي ضربات حظ. وكان الإرهاق عاملاً مؤثرا. عندما تخسر بركلات الترجيح يكون هناك دائماً ما يُقال. لكنه القدر والمكتوب". ورغم خيبة الأمل أراد بوقرة تسليط الضوء على جانب إيجابي؛ قال: “هناك جوانب إيجابية في هذه البطولة؛ فقد وجدنا بعض اللاعبين الواعدين للمستقبل".
ومن جهة أخرى، تعرّض "الماجيك" لانتقادات قوية من طرف أنصار المنتخب الوطني بعد الإقصاء في منصات التواصل الاجتماعي المختلفة؛ حيث حمّله الجزائريون مسؤولية الخروج المبكر من المنافسة العربية؛ بسبب خياراته الفنية التي حملت طابعي المجاملة، والمحاباة، حسب الكثير من أنصار "الخضر"، من خلال اعتماده على لاعبين منتهي الصلاحية؛ على غرار إسلام سليماني، وآدم وناس، والعديد من اللاعبين المصابين وغير الجاهزين من الناحية البدنية؛ مثل أمير سعيود، ونوفل خاسف، ويوسف عطال، في وقت همَّش فيه بعض اللاعبين، الذين كانوا يستحقون، على الأقل، فرصا أكبر في هذه المنافسة. وفي مقدمتهم اللاعب رفيق غيتان، دون الحديث عن بعض الأسماء التي تم استبعادها من القائمة النهاية؛ على غرار إبراهيم ديب لاعب النادي القسنطيني. وينتظر الجزائريون اهتماما أكبر من الفاف، بالمنتخب المحلي، وتعيين طاقم فني في المستوى، والعمل على المدى الطويل؛ تحضيرا لـ"الشان" المقبلة، وكأس العرب.
برزت منذ أول مشاركة لها في المنافسة
أسماء لمعت مع كتيبة "بوقرة" في كأس العرب
برزت بعض العناصر مع المنتخب الوطني المحلي خلال مشاركته الأخيرة في كأس العرب قطر 2025، حيث صنعت الفارق في المواجهات التي لعبت فيها، وقدّمت أداء لافتا، جعلها محط إشادة من المتابعين وعشاق المنتخب الوطني المحلي.
عبادة.. مدافع بقلب محارب
كان المدافع المحوري لفريق أولمبي الشلف، أشرف عبادة، أبرز اللاعبين في كتيبة الناخب الوطني مجيد بوقرة، بعدما توهج في كأس العرب، وتحوّل إلى نجم فوق العادة وسط تشكيلة "المحاربين"، التي خاضت طبعة هذا العام من كاس العرب. عبادة الذي بدأ “مونديال العرب” كاسم مجهول حتى لعموم الجمهور الجزائري، كسب مكانة كبيرة بسرعة فائقة. وارتفعت أسهمه إلى درجة أنه أصبح مرشحا للانتقال إلى أحد الأندية العربية العريقة، أو الاحتراف في أوروبا.
وشارك نجم دفاع المنتخب المحلي أساسيا في المباريات الأربع أمام السودان، والبحرين، والعراق في دوري المجموعات، ثم أخيرا ضد منتخب الإمارات في الدور ربع النهائي. ونال المدافع الصاعد إشادة كبيرة من قبل الجماهير والملاحظين بعد المستويات القوية التي قدمها في المسابقة الإقليمية، بتدخلاته القوية، وقدرته على الفوز بالصراعات الثنائية، إلى جانب سرعته الكبيرة التي جعلته يتفوق على المهاجمين.
وتشير كل المعطيات إلى أن اللاعب الشاب يشق طريقه نحو الاحتراف في المستوى العالي بالنظر إلى حضوره الفني والبدني القوي، ليكون أفضل عنصر في دفاعات “الخضر”، وهو الذي يشارك، لأول مرة في، مسابقة كبرى بعد صعوده المتدرج مع جمعية الشلف، وبروزه في البطولة الوطنية بفضل شراسته، وروحه القتالية، وقراءته الجيدة للكرات؛ ما يجعل منه أحد أبرز الوجوه الصاعدة في كرة القدم الجزائرية. ويسير بخطى ثابتة نحو حجز عقد احترافي خارج البطولة الجزائرية.
فيكتور لكحل يؤكد أنه لم ينته
الاسم الثاني الذي كان من أهم نقاط قوة المنتخب الوطني المحلي في هذه الدورة العربية، هو فيكتور لكحل، إذ يعد نجم القادسية الكويتي، أحد أبرز اللاعبين في مركز الوسط الدفاعي. وتلقّى هو الآخر ثناء الجماهير الجزائرية، التي ترى فيه القطعة الناقصة في المنتخب الأول منذ اعتزال النجم عدلان قديورة. لاعب القادسية الكويتي صاحب 31 سنة أكد أنه لم ينته، وكان من بين أهم العناصر التي اعتمد عليها المدرب بوقرة في كأس العرب، وهو الذي تعرض لإصابة خلال مشاركته في المباراة الودية للمنتخب الوطني أمام تونس، في مارس 2019، حيث لعب 14 دقيقة فقط، قبل أن يصاب على مستوى الأربطة المعاكسة، ما قضى على مشواره الدولي في بدايته. لكن خريج مدرسة شبان نادي لوهافر الفرنسي، نجح مؤخرا في استعادة أفضل مستوياته البدنية والفنية.
بولبينة وبركان.. ثنائي هجوم واعد
من جهته، برز عادل بولبينة كأحد أهم العناصر الهجومية في القاطرة الأمامية للمنتخب الوطني المحلي، خلال مشاركته في كأس العرب 2025 الجارية حاليا بقطر. المهاجم الدولي الجزائري الواعد أكد المستويات القوية التي قدمها مع فريقه الدحيل ضمن منافسات الدوري القطري، ودوري أبطال آسيا للنخبة؛ حيث كان سمّا قاتلا في دفاعات المنافسين منذ بداية الدورة العربية، خاصة خلال مواجهة الجولة الثانية من دور المجموعات التي فاز بها الخضر أمام البحرين بنتيجة5-1. وساهم بولبينة في 3 أهداف ما بين صناعة وتسجيل. ويمتاز اللاعب صاحب 22 عاما، بقدرته على اللعب في جميع المراكز الهجومية ولو أنه يفضل أن يتم الدفع به في مركز الجناح الأيسر، حيث يجد راحته أكثر.
كما كان المهاجم رضوان بركان من الأسماء التي ذاع صيتها مع محليّي “الخضر” بالنظر الى المستويات الرائعة التي قدمها خاصة خلال الدور الأول من "مونديال العرب"، هداف الوكرة القطري، حيث قدّم عرضاً لافتاً في كأس العرب، وسجل هدفين، ومنح تمريرتين حاسمتين. كما تميز بحضوره اللافت، وقوّته البدنية، وحسه التهديفي، ليفرض نفسه كأحد أبرز المهاجمين الواعدين في الكرة الجزائرية، مع طموحات واضحة لكتابة مستقبل مشرق بقميص المنتخب الوطني في قادم الاستحقاقات.
بعوش صمام الأمان في الرواق الأيسر
من بين اكتشافات المنتخب الوطني المحلي في النسخة الحالية من كأس العرب فيفا 2025، برز اسم المدافع هواري بعوش. لاعب ممتاز دفاعيا. وقام بالتغطية الدفاعية، والمهام التي أوكلت له من طرف الطاقم الفني في المواجهات التي شارك فيها أساسيا، مظهرا أنه عنصر يمكن أن يشكل صمام أمان لكتيبة “بوقرة” خلال مشاركته الأخيرة في كأس العرب.
وكان مدرب المنتخب الوطني المحلي مجيد بوقرة، استدعى المدافع الأيسر لفريق شباب قسنطينة هواري بعوش، ليكون ضمن قائمته المعنية بخوض كأس العرب، تحسبا لتعزيز الجدار الخلفي للخضر، حيث كان اللاعب نوفل خاسف لايزال يعاني من الإصابة منذ انطلاق البطولة العربية. وكان بعوش عند حسن ظن مدربه، وقدّم مستوى جيدا منذ أول مشاركة له رفقة محليّي الخضر.