اتحاد الجزائر

الوضعية الحرجة للنادي تحتاج إلى حلّ سريع

الوضعية الحرجة للنادي تحتاج إلى حلّ سريع
  • القراءات: 765
❊ع. إسماعيل ❊ع. إسماعيل

بإعلانهم التوقف عن مواصلة المنافسة في الرابطة الاحترافية الأولى والرابطة الإفريقية، يكون لاعبو اتحاد الجزائر وضعوا ليس فحسب مسيّري النادي، بل حتى مسؤولي الاتحادية الجزائرية لكرة القدم والسلطات العمومية المكلفة بالرياضة، في وضعية محرجة، ذلك أن انقطاع فريقهم عن البطولتين الوطنية والإفريقية سينجر عنه، لا محالة، انزعاج وتذمر في الأوساط الرياضية لفريق سوسطارة، التي لن تهضم وقوع تشكيلتها ضحية أزمة ليس فيها للاعبين وطاقمهم الفني أيّ مسؤولية، ناهيك عن الخلل الذي سيقع في منافسة البطولة الاحترافية بسبب وزن فريق اتحاد الجزائر فيها، لاسيما أنه يوجد في وضعية جيدة للعب الأدوار الأولى فيها، بالإضافة إلى كون اتحاد الجزائر متأهلا إلى دور المجموعات في الرابطة الإفريقية.

الطاقم الفني واللاعبون سمحوا للفريق منذ انطلاق الموسم الكروي، بالبقاء في الواجهة رغم عدم تلقيهم أي جزء من مستحقاتهم المالية. ويُعتبر هذا الموقف سلوكا ينمّ عن مسؤولية معنوية كبيرة وروح رياضية مثالية، في وقت كان من حقهم التوقف عن النشاط الرياضي.

اللاعبون ومدربهم بلال دزيري استجابوا لضميرهم كرياضيين محترفين رفضوا الدخول في المساومة، واضعين الثقة في مسؤولي ناديهم لحل معضلة المستحقات المالية، وفي السلطات العمومية المكلفة بالرياضة، غير أن كل المجهودات التي بُذلت في هذا الاتجاه وجدت بابا مسدودا بسبب إغلاق الحساب الجاري للمؤسسة المالكة للنادي (ETRHB). ولا شك في أن تحرير الحساب الجاري للنادي غير ممكن في الوقت الراهن ولا حتى في المستقبل القريب؛ بسبب القضية الشائكة المتابع فيها علي حداد.

ويبدو بشكل واضح، أن الوضع في اتحاد الجزائر يتجه صوبا إلى وقوع طلاق حتمي بينه والمؤسسة المالكة، في ظل انسداد الطرق القانونية الكافية لحل قضية المستحقات المالية للاعبين والطاقم الفني.

وحسب نظر الاختصاصيين في الجانب القانوني بشكل خاص، فإن قرار الانسحاب يجب أن يصدر من المؤسسة المالكة للنادي، التي يجب عليها الإعلان عن عدم التزامها بمواصلة تسيير اتحاد الجزائر، لكن مع ضرورة التزامها بتسديد كل الديون المترتبة عن تسييرها النادي في السابق، علما أن اتحاد الجزائر اضطر للحصول على عدة سلفيات مالية؛ من أجل المشاركة في منافستي الرابطة الاحترافية الأولى والرابطة الإفريقية.

ولا شك في أن تحقيق كل هذه الشروط سينهي جزءا كبيرا من الأزمة الحادة التي يتخبط فيها النادي العاصمي، الموجود حاليا في مفترق الطرق في ما يتعلق بالمستقبل الذي ينتظره في مجال التسيير. وتوجد عدة أطراف اقتصادية مؤهلة لتبوّؤ مكانة تسيير اتحاد الجزائر، منها، بالدرجة الأولى، المؤسسة البترولية "الحياة بيتروليوم"، التي عبّرت في كثير من المرات، عن استعدادها للتكفل بتسيير اتحاد الجزائر، وقد تريثت لاتّخاذ هذا القرار بسبب الوضع القانوني الشائك للنادي، إلا أن أنظار الأوساط الرياضية لاتحاد الجزائر مصوَّبة نحو السلطات العمومية المكلفة بالرياضة، التي يرجع لها بالدرجة الأولى، النظر في مستقبل اتحاد العاصمة، وإيجاد حلول سريعة له، تحول دون اندثار النادي الذي يسيّر عدة فروع رياضية.

من جهة أخرى، قرر أنصار اتحاد الجزائر الوقوف إلى جانب فريقهم؛ من خلال مساندة اللاعبين والطاقم الفني في قرار الانسحاب من النشاط الرياضي الرسمي؛ إذ لم يتلقوا مستحقاتهم المالية، ويعتبرون موقفهم شرعيا لا غبار عليه، لاسيما أنهم سمحوا للفريق بتحقيق انطلاقة ممتازة في البطولة، وببلوغه دور المجموعات في الرابطة الإفريقية. البعض اعتبروا هذه الحصيلة بمثابة معجزة رياضية في ظل الوضع المالي الكارثي الذي يميز تسيير الفريق، لذا قرر الأنصار الوقوف إلى جانب تشكيلتهم إلى غاية إيجاد حلول تسمح بعودة الاستقرار إلى النادي.