تتوالى المقابلات الصعبة على جمعية وهران؛ إذ تنتظره أخرى بميدانه أمام نادي جمعية الخروب المغمور، الذي لم يكبحه نقص تجربته مع قسمه الجديد عن تحقيق نتائج إيجابية فاجأت أكثر من فريق ومتتبع.

وتدرك جمعية وهران جيدا المخاطر التي تلف مواجهتها، خاصة مع تردي حصادها في الفترة الأخيرة، ما جعل تشكيلتها عرضة لسهام الأنصار، الذين أبدوا خشيتهم الكبيرة بعد سقوطها في الجولة الماضية أمام مولودية بجاية، واكتفائها قبلها بتعادل مخيب بميدانها أمام اتحاد عنابة، وهو التردي الذي لم يجد ”الجمعاوة” من مبرر له سوى اتهام الطاقم الفني بقيادة المدرب الرئيس سالم العوفي، بنقص الكفاءة، وهو ما رفضه هذا الأخير جملة وتفصيلا، ورد عليه بقوة عندما قال: ”لقد تناسى من ينتقدني ويسبني أنني خاطرت لما قبلت بمهمة تدريب جمعية وهران في ظروف صعبة جدا؛ لا أموال ولا انتدابات قوية، وتحضيرات لثلاثة أسابيع فقط، ونقص التحفيز بعد الانطلاقة بجولات، ورغم ذلك قارعنا منافسينا، وحققنا نتائج إيجابية، وهذا كله يجعلني أقول بأن ثمة مؤامرة تحاك ضدي وجمعية وهران، وهذا أمر غير مقبول!”. وذهب العوفي بعيدا في رده، عندما كشف عن إيداعه شكوى في حق مناصرين تلاسن معهم بشدة على هامش إحدى الحصص التدريبية وعبر إحدى صفحات مواقع التواصل الاجتمامي المهتمة بنقل أخبار ويوميات الفريق، وهذا بتهمة السب، وكذا تحريض الأنصار على شتمه خلال بعض المباريات. وتم استدعاؤهم من طرف مصالح الأمن من أجل التحقيق معهم والاستماع لأقوالهم.

وقد يجد العوفي، وفق ذلك، صعوبة في التعامل مع محيط الفريق مستقبلا في ظل التعاطف الذي سيلقاه المناصرون، الذين اشتكى منهم من قبل باقي الأنصار، وهذا ما قد يدفع المدررب إما إلى رمي المنشفة أو التعرض للإقالة من قبل الإدارة، بحجة الحفاظ على استقرار المجموعة، وتخفيف ضغط المحيط عنها.

وقد انتشرت إشاعات في الساعات الماضية عن قيام المسيرين بخطوة في هذا الاتجاه قبل أن تخرج الإدارة عن صمتها وتنفي ما رُوج وقيل، مؤكدة بقاء العوفي في منصبه وبأن ما يحصل أمر طبيعي ومنتظر بعد كل سقوط، وأن الانهزام في بجاية ما هو إلا كبوة جواد، والبطولة لازالت طويلة، وهدف الصعود لا بديل عنه؛ في محاولة منها للتخفيف من وطأة النتيجتين السلبيتين الأخيرتين، ومن الضغط الذي يمارسه الأنصار الذين داوموا على حضور الحصص التدريبية غاضبين، منتقدين الإدارة، ومطالبين إياها بالتحرك لإعادة الأمور إلى نصابها قبل أن تقع الفأس في الرأس، ويصبح هذا الموسم نسخة مطابقة للمواسم الماضية العجاف.

وفي ظل هذه المعطيات، حضرت التشكيلة الوهرانية لمباراة جمعية الخروب، التي رغم صعوبتها، إلا أنها ستسعى إلى  خطف نقاطها، تضع بها حدا لمزيد من الانحدار، وذلك ما يعيه جيدا المدرب العوفي سالم، الذي قال عنها: ”نحن مجبرون على الفوز، خاصة أننا لازلنا نتطلع للصعود، ويتحتم علينا وفق ذلك إلغاء أي تعثر في مواجهاتنا القادمة، حتى لا نبتعد عن كوكبة المعنيين بالصعود، ولا أخفي تخوّفي من مباراة الخروب؛ كونها مفخخة”.

أما عن المضيف جمعية الخروب فقال مدرب ”الجمعاوة”: ”لا شك أن جمعية الخروب فريق فرض نفسه بقوة إلح حد الآن رغم كونه صاعدا جديدا، ونحن نعرف ذلك، وعلينا أن نضع له حسابا، ونتعامل معه بحذر وجدية وقوة. ولا أحسن من جلب نتيجة إيجابية من أمام منافس مباشر على الصعود”.

العمالي حاضر رغم أنف الإدارة

هذا التمني مشروع، ولا يبدو صعبا في ظل اكتمال التعداد الذي لا يشكو غيابات مؤثرة، حتى لاعب الوسط العمالي محمد الأمين المغضوب عليه من قبل المسيرين، سيجدد المدرب العوفي الثقة في خدماته، وقد يستفيد من زمن للعب ضد ”لايسكا”.