سيكون جاهزا قبل موعد الألعاب المتوسطية بوهران

الشروع في ترميم الفندق الكبير نهاية 2018

الشروع في ترميم الفندق الكبير نهاية 2018
الفندق الكبير الواقع بوسط مدينة وهران
  • القراءات: 1927
❊ ج. الجيلالي ❊ ج. الجيلالي

يظهر أن مشكل رد الاعتبار للفندق الكبير الواقع بوسط مدينة وهران قرب البريد المركزي، وجد الحل النهائي له بعد تأكيد المدير الجديد للفندق السيد علي شرماط، أنّ هذا المرفق سيكون جاهزا قبل موعد الألعاب المتوسطية التي ستحتضنها مدينة وهران في صائفة 2021.

جاء هذا التأكيد بعد مباشرة عمليات الدراسة التقنية الخاصة بهذا الفندق، حيث سبق لمدير السياحة والصناعات التقليدية بولاية وهران قايم بلعباس بن عمر، أن أكد استلام هذا الصرح السياحي في نفس الموعد المذكور آنفا، مشيرا إلى أن الفريق العامل بهذا المشروع على قدم وساق من أجل إنهاء مختلف الإجراءات والدراسات التقنية المتعلقة بعملية رد الاعتبار لهذا المعلم الأثري والسياحي، الذي يحلو للكثير من الوهرانيين تسميته بفندق ساحة المغرب العربي.

ولم يتمكن أحد من المعنيين بعملية الترميم، من تحديد الغلاف المالي الذي سيخصَّص لإعادة عمليات الترميم إلا بعد الانتهاء من الدراسة التقنية التي يشرف عليها مكتب الدراسات المعني بالدراسة التقنية الخاصة به، ويشرف عليها مهندسون جزائريون من خريجي مختلف الجامعات، وهم يعملون من أجل إبراز مختلف المعالم الأثرية للفندق من جهة، وإبراز مهاراتهم وخبراتهم في المجال الهندسي، لا سيما أن هناك الكثير من المعالم اندثرت بفعل الإهمال، الأمر الذي يعمل من خلاله المهندسون على استرجاعها إن أمكن ذلك، لكون الأمر يتطلب إعادة العديد من عمليات التهيئة بدون المساس بالتصاميم والواجهات والأشكال الهندسية الواجب المحافظة عليها قدر الإمكان.

وحسب عدد من المهندسين القائمين على إعداد الدراسة التقنية لهذا المشروع، فإنهم تلقوا تعليمات تفيد بضرورة الحفاظ قدر الإمكان على مختلف المعالم الأثرية  للفندق، الذي يبقى شاهدا على الكثير من الأحداث التاريخية الخاصة بالثورة التحريرية، باعتباره محطة مهمة في عملية السطو على الأموال بالبريد المركزي الذي نفذه عدد من أعضاء المنظمة السرية أو ما يُعرف بـ (الهجوم على بريد وهران) من أجل مد يد العون للحركة الثورية الوطنية.

وبغضّ النظر عن التاريخ الحافل في مختلف المجالات التي عاشها الفندق، فقد احتضن زيارة العديد من الشخصيات التي أقامت فيه، على غرار الرئيس الفرنسي الجنرال ديغول، أو مرور عدد من الفنانين الكبار كوردة الجزائرية أو الملاكم الراحل مارسيل سيردان، وجعله من قبل الرمز الراحل حسين آيت أحمد مكانا لإقامة الثوار الذين نفّذوا عملية الهجوم على البريد المركزي بوهران وغيرها من الأحداث التاريخية التي كان هذا الفندق شاهدا كبيرا عليها. للعلم، فإن الفندق الكبير الواقع بقلب مدينة ومهران، يتربع على مساحة إجمالية تقدر بـ 6.485 مترا مربعا، وتم إنجازه وفتحه رسميا سنة 1930، وهو متكون من 05 طوابق وبه 88 غرفة و220 سريرا و08 ملحقات كبيرة رئاسية؛ حيث تعاقب على تسييره منذ سنة 1963 ديوان التسيير السياحي، ليحوَّل بعدها سنة 1969 إلى مصالح وزارة السياحة حتى 1984، ويحوَّل بعد ذلك إلى مديرية الخطوط الجوية الجزائرية إلى غاية 1986، وأعيد تحويله إلى ديوان التسيير السياحي حتى 2007، ثم بِيع لمستثمر خاص لم يتمكن من تسيير شؤونه بسبب تدهور حالته؛ حيث بقيت وضعيته على حالها إلى غاية سنة 2010، ليحوَّل مرة أخرى إلى ديوان التسيير السياحي للغرب، الذي أخضعه لعملية ترميم مازالت دراسته التقنية تراوح مكانها، إذ من المنتظر أن يتم الشروع في عمليات التهيئة الفعلية له بداية من شهر نوفمبر المقبل بعد الانتهاء من إنجاز دراسته التقنية.