من الماضي

الذكرى 64 لانفجار ملعب الأبيار

الذكرى 64 لانفجار ملعب الأبيار
  • القراءات: 673
ع.اسماعيل ع.اسماعيل

حلت في هذه السنة، الذكرى الرابعة والستون لانفجار ملعب الأبيار الرياضي، الذي وقع شهر فيفري من عام 1957، المصادف للعام الثالث من اندلاع الثورة التحريرية الجزائرية، بقيادة جبهة التحرير الوطني، وكانت خلالها معركة الجزائر العاصمة "مستعرة" وقاسية بين فدائيي المنظمة المستقلة للجبهة، من جهة، والمظليين الفرنسيين  بقيادة العقيد مارسيل بيجار، من جهة أخرى، والتي بلغت ذروتها بعد لجوء الطرفين إلى وسائل جاوزت الحرب الكلاسيكية.

كان ملعب الأبيار يوم 10 فيفري من تلك السنة، مسرحا لانفجار عنيف بإحدى مدرجاته، أثناء مباراة في كرة القدم جمعت الناديين المعمرين "فوتبال راسينغ يونيفرسيتي" و"سبورتينغ اتحاد الأبيار"، حيث خلف هذا الانفجار خمسة عشر قتيلا وعدة مصابين، نفذه أعضاء تابعون للمنطقة الخاصة بمدينة الجزائر، التي اختار مسؤولوها توجيه، من حين لآخر، ضرباتهم على مستوى هذه الأماكن، من أجل التأثير على نفسية ومعنويات المعمرين، الذين اكتشفوا من خلال وسائل الكفاح الجديدة للثورة الجزائرية، بشاعة الحرب الاستعمارية وتصدي الشعب الجزائري لها بصمود وعزم كبيرين، والإيمان بضرورة افتكاك الاستقلال بالقوة، مهما بلغ من تضحيات جسام. انفجار ملعب الأبيار، تزامن في نفس اليوم وفي نفس التوقيت، مع انفجار آخر وقع بملعب العناصر (حاليا 20 أوت 1955)، وقد نفذ عملية تفجير ملعب العناصر، فدائيان هما محمد بلمين، وباية حسين  التي كان عمرها لا يتجاوز آنذاك 17 سنة، حيث تم توقيفها بسرعة من طرف المظليين، وأحيلا على المحكمة العسكرية الاستعمارية، ليحكم عليهما بالإعدام. باية حسين انخرطت في سن مبكر ضمن النضال لصالح جبهة التحرير الوطني، بعدما شهدت بأم عينيها تحضيرات تفجير الثورة في سن الرابعة عشر، وقتها كانت متواجدة بمنطقة القبائل.

في حي القصبة الذي كانت تقطن فيه مع أفراد من عائلتها، ناضلت في البداية عن طريق حمل البيانات، قبل أن توافق على تحويل المتفجرات إلى مكان انفجارها، فكان تفجير ملعب الأبيار أول عملها الفدائي، في حين قضت معظم فترات توقيفها بسجن "بربروس" في أعالي حي القصبة، حيث وُلدت سنة 1940. في سجن "بربروس"، وجدت حسين باية نفسها أصغر سجينة، حيث كانت رفقة عدة مناضلات وفدائيات، منهن جوهر أكرور وجميلة بوحيرد. لم يتم إعدامها، لكنها بقيت داخل السجن إلى غاية عام 1962، إذ استفادت من الإعفاء بعد اتفاقيات "إيفيان". بعد الاستقلال، استأنفت باية حسين دراستها، إلى أن أصبحت صحفية، ثم نائبة في البرلمان من عام 1977 إلى 1982، وتوفيت سنة 2000