كأس أمم إفريقيا 2017
الجزائر.. محارب تائه في صحراء المجد الإفريقي

- 749

اقتحم منتخب الجزائر دائرة الكبار بقارة إفريقيا في السبع سنوات الأخيرة، بفضل ثورة بدأها المدرب المخضرم رابح سعدان، أعادت محاربي الصحراء مجددا إلى الساحة العالمية بالتأهل للمونديال مرتين متتاليتين في سنتي 2010 و2014.
الثورة أشعلها سعدان، واستكملها المدرب الصربي وحيد حاليلوزيتش الذي نجح في تغيير جلد المنتخب بنسبة تفوق 90%، وقاده إلى تحقيق نتائج مبهرة في مونديال 2014 بالبرازيل، قبل الخروج في الدور الثاني بشق الأنفس بالخسارة أمام ألمانيا الذي استكمل مشواره إلى النهاية ليفوز باللقب.
تعاقب على تمثيل المنتخب الوطني في هذه الفترة؛ نجوم كبار مثل حارسي المرمى فوزي شاوشي وقواوي الوناس، يزيد منصوري، كريم زياني، مراد مغني، عبد القادر غزال، رفيق صايفي، مجيد بوقرة، رفيق حليش، نذير بلحاج وكريم مطمور ومهدي لحسن.
ورغم كل هذه الإنجازات والأسماء الكبيرة، إلا أن «محاربي الصحراء» فشلوا في التربع على زعامة القارة في الأربع نسخ الأخيرة من كأس الأمم الإفريقية، بل حل رابعا في نسخة 2010 بأنغولا، ولم يتأهل إلى بطولة 2012 التي أقيمت بغينيا الإستوائية والغابون، وودع من الدور الأول بطولة جنوب إفريقيا عام 2013، والدور الثاني في البطولة الأخيرة بغينيا الإستوائية سنة 2015.
يملك «ثعالب الصحراء» إنجازا وحيدا بالفوز بلقب البطولة عند استضافتها عام 1990، على مدار المشاركة في المونديال الإفريقي 17 مرة، لعب خلالها 57 مباراة، فاز بـ 20 مباراة، وتعادل في 17 منها وخسر 20، سجل 67 هدفًا، وتلقت شباكه نفس العدد.
وفي الغابون، يملك المنتخب الوطني واحدة من أقوى تشكيلات البطولة، ولديه مزيج مميز من عناصر الشباب والخبرة، كفيل بأن يعود إلى مطار هواري بومدين باللقب القاري مجددا بعد غياب 27 عاما.
ويعول محاربو الصحراء على نجمهم الأول رياض محرز نجم ليستر سيتي، الذي توج بجائزة أفضل لاعب إفريقي عام 2016 بخلاف فوزه بنفس الجائزة من هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، إضافة إلى فوزه بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي، بعدما قاد فريقه للتتويج بلقب البريميير ليغ بسيناريو إعجازي لأول مرة في تاريخه.
يعاون محرز لتحقيق الحلم الإفريقي، خط هجوم قوي يضم زميله بصفوف ليستر سيتي إسلام سليماني، ونجوم آخرين مثل المهاجم القوي بغداد بونجاح هداف السد القطري، وهلال العربي سوداني مهاجم دينامو زغرب الكرواتي، إضافة إلى أسلحة أخرى، مثل رشيد غزال لاعب أولمبيك ليون، فوزي غلام ظهير أيسر نابولي، عيسى مندي مدافع ريال بيتيس، وصاحب التسديدات القوية نبيل بن طالب صخرة الوسط بنادي شالكه الألماني، وسفير تايدر لاعب بولونيا الإيطالي، وعدلان قديورة صانع ألعاب واتفورد، وياسين براهيمي نجم بورتو البرتغالي.
لكن الأزمة الأكبر التي تواجه المنتخب الجزائري، هي عدم الاستقرار الفني، حيث تعاقب على تدريبه 4 مدربين مختلفين عقب مونديال 2014 برحيل حاليلوزيتش، بدءا من الفرنسي كريستيان غوركوف لمدة عامين، ثم نبيل ناجز بشكل مؤقت، والصربي ميلوفان رايفاتس، وأخيرا جورج ليكانس الذي تولى المسؤولية في أكتوبر الماضي، وللمرة الثانية بعد عام 2003.
هذا التغيير المستمر، سببه اندلاع المشاكل بين مسؤولي الاتحادية الوطنية لكرة القدم والمدربين الأجانب من جهة، ومع اللاعبين من جهة أخرى، مما أثر بالسلب على مشوار الفريق في التصفيات المؤهلة لمونديال 2018، حيث جمع نقطة وحيدة من التعادل مع الكاميرون (1-1) وخسارة ثقيلة أمام نيجيريا بنتيجة (3-1).