حالة العدّاء الدولي الجزائري عبد الرحمان عنو المقيم بفرنسا والمنتمي لنادي مونتروي، لا تختلف كثيرا عن بعض رياضيّي النخبة في ألعاب القوى الجزائرية، الذين لا تلتفت إليهم هيئة هذه الرياضة لما يطالبون بالاستفادة من منح التحضير في الخارج. ويقول عنو في هذا الحوار الذي جمعنا به، إنه يعاني التهميش والإقصاء. وشرح السبب الذي جعله يرفض المشاركة في بطولة أمم إفريقيا للعدو الريفي المقررة بالشلف يوم 17 مارس الجاري.

معروف عن عبد الرحمان عنو أنه نائب بطل العالم صنف الأواسط سنة 2010، وصاحب اللقب العربي صنف الآمال في 2011 التي تُوّج فيها أيضا بطلا في البطولة العربية، كما شارك في بطولة العالم 2013.

❊ علمنا أن المدرب الوطني عز الدين صخري عرض عليك المشاركة في بطولة أمم إفريقيا للعدو الريفي لكنك رفضت ذلك، فما السبب؟

❊❊ هل يمكن المشاركة في منافسة دولية بحجم بطولة أمم إفريقيا للعدو الريفي بدون تحضيرات  تليق بهذا الموعد الرياضي الهام؟! اطرحوا هذا السؤال على اتحادية ألعاب القوى الجزائرية، التي رفضت استفادتي من منحة رياضية للتحضير في الخارج، والآن تطالبني بالمشاركة في هذه المنافسة القارية مع أنها سمحت للرياضيين الآخرين بالتحضير في الخارج.. أجد نفسي الآن غير مستعد ليس بدنيا فحسب، بل معنويا لخوض غمار هذه البطولة؛ لشعوري بالإهمال من قبل الاتحادية وحتى من المدير الفني الوطني عبد الرحمان مرسلي، الذي يرفض الرد على مكالماتي  الهاتفية.

❊ البعض من محيط الاتحادية يقول إن الاتحادية لا تعترف بالعمل الذي تقوم به مع مدربك بن يوسف عيسى، بحجة نقص مؤهلاته التدريبية، بل قيل عنه إنه سائق أجرة في فرنسا.

❊❊ هذه ادعاءات  باطلة، لأنّ أهل الاختصاص في ألعاب القوى الجزائرية يعرفون جيدا أن مدربي بن يوسف عيسى خريج معهد تكنولوجيا الرياضة بدالي إبراهيم، وقد درس في نفس المعهد مع مدربين معروفين على المستوى الوطني منهم أحمد ماهور باشا، عبد الرحمان مرسلي، صادو والسيدة بن عمارة.. هو مدرب ومستشار رياضي ومتمكن جيدا في مجال التدريب، بل هو معروف بسخائه تجاه رياضيّيه، فكم من مرة ساعدني بأمواله الخاصة للقيام ببعض التربصات أو المشاركة في التجمعات الدولية! للأسف، بعض الأطراف في الاتحادية تريد تغليط الرأي العام الرياضي حول هذا المدرب بالقول إنه سائق أجرة في فرنسا، والحقيقة أن بن يوسف عيسى يملك شركة لسيارات الأجرة، وأنا فخور بالعمل مع هذا المدرب الكفء، الذي رفضت الفيدرالية دخوله إلى مكان توقف المدربين أثناء مشاركتي في بطولة العالم بالرغم من أن له الحق في متابعة سباقي.. اليوم الاتحادية الجديدة لألعاب القوى ليست مغايرة للاتحادية السابقة؛ لأن لا شيء تغير في مجال التسيير والاهتمام بالرياضيين ذوي المستوى العالي.

❊ قلت إن المدير الفني الوطني يرفض التحدث إليك على الهاتف...

❊❊ أتذكر أن مرسلي كان في 2013 يلح عليّ كي ألتحق به في الولايات المتحدة الأمريكية لما كان يدرب هناك مجموعة من الرياضيين الجزائريين، وقتها كنت مستفيدا من منحة رياضية في الخارج سلّمتها لي وزارة الشباب والرياضة، لكن اليوم مرسلي أدار ظهره لي؛ لأنه يعلم أنني غير مستفيد من منحة رياضية للتربص في الخارج ولا يريد رؤيتي ضمن المنتخب الوطني.. كان عليه أن يساعدني للحصول على هذه المنحة عوض إقصائي.

❊ما هي المقاييس التي تعتمد عليها الاتحادية لتسليم المنح الرياضية للتحضير في الخارج؟

❊❊ اتحادية ألعاب القوى لا تعمل بأي مقياس في هذا المجال.. اليوم، للأسف الشديد، نشاهد كل شيء يسير بالنفوذ والقوة داخل الهيئة الفيدرالية للحصول على هذه المنح.. يجب عليها إعادة النظر في هذا الأمر من خلال تحديد المقاييس الرياضية التي تسمح بتسليم المنح الرياضية لكل من يستحقها.

❊وزارة الشباب والرياضة هي من يصادق على المنح الرياضية، هل أعلمتها بوضعيتك؟

❊❊ لقد قابلت في الوزارة مسؤولا مكلفا بهذا الملف، وطلبت أن يتم تسليمي منحا للتحضير في الخارج، لكن طلبوا مني التريث ريثما يتم دراسة الملف الذي تقدمت به، في حين أن بعض الرياضيين استفادوا من هذه المنحة للتحضير في فرنسا والبرتغال.

❊ تبدو يائسا جدا من وضعيتك؟

❊❊ أجد نفسي اليوم في وضعية حرجة بعدما طلب مني الطاقم الفني لمنتخب فرنسا الانضمام إلى صفوفه. أنا دائما متشبث بألوان وطني، وأتمنى أن أحصل في أقرب وقت على منحة التدريب في الخارج، لكن أخشى أن تطول عليّ الحال وأضطر لاختيار الفريق الوطني الفرنسي؛ حيث الجميع في هذا البلد يعرفون قدراتي ويحترمونها.

❊حاوره: ع. إسماعيل