رابطة وهران أحيت الذكرى الأولى لرحيله
استحضار لخصال وإنجازات الملاكم موسى مصطفى

- 185

بادرت البطلة الوهرانية للملاكمة، مؤخرا، بالتنسيق مع مصلحة الرياضة لبلدية وهران، إلى إحياء الذكرى الأولى لرحيل موسى مصطفى، واحد من أفضل ما أنجبت الملاكمة الجزائرية على مر تاريخها الطويل والحافل، مصرة على معاندة النسيان، والإبقاء على إسم هذا الرياضي البارز حيا دائما في قلوب وذاكرة محبيه، كبقاء إنجازاته التي رفع بها الراية الوطنية عاليا في مختلف المحافل الدولية، خالدة على مر السنوات.
دعا المنظمون لهذه الذكرى الأولى، كافة عائلة العالمي موسى مصطفى، وبعض الأسماء المعروفة في عالم الملاكمة الجزائرية، والوهرانية على وجه الخصوص، على غرار محمد بوشيش الذي لا يقل تميزا وإنجازات، شرف بها القفاز الجزائري دوليا، وابن بلدية المرسى الكبير أورنيدي الهواري، وبوعزة براشد، ومصطفى زرقيط، والهواري زيتوني، ومصطفى لعتيقي، أحد الملاكمين المحترفين، وصاحب سجل ثري، بصم عليه بكثرة صعوده فوق الحلبة في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، وأسماء أخرى معروفة، تألقت في الساحة الوهرانية، وفي عديد الاختصاصات الرياضية، وكذا شخصيات من المجتمع المدني بوهران، معروفة بنشاطها الجمعوي والسياحي والثقافي، وفي مجال حقوق الإنسان، كقادة شراكة الذي مثل عائلة شراكة، ووالده الملاكم المرحوم بشير، الذي زرع الرعب في نفوس خصومه فوق الحلبة، خلال فترة المستعمر الغاشم، وبعد الاستقلال.
وقد كانت الذكرى مناسبة، لاستحضار الخصال الرياضية للملاكم الفقيد موسى مصطفى، واستذكار تتويجاته التي خلدها قفازه الذهبي، والإدلاء بشهادات من عايشوا تلك الفترة الزاهية، التي صنعها بفنياته وإنجازاته، وفي أجواء ملؤها المحبة والأخوة والوفاء، لكنها لم تخل من الأسى والدموع على فَقْد من صنع مجد الملاكمة في حقبة من عمرها الطويل والزاهر. ولعل شهادة الملاكم البطل الآخر محمد بودشيش، كانت الأكثر تأثيرا، حيث صرح قائلا بعد افتراق الجمع: "موسى مصطفى، رفيق دربي.. وسطرنا مشوارنا في عالم الملاكمة سويا، وقوت الملاكمة صداقتنا وعلاقتنا، وفي عالمها، عشنا سنوات المجد والفرح، وكذلك العثرات والأسى، وبرحيله، فقدت الملاكمة الجزائرية، خاصة الوهرانية، جانبا من عزها، ومدافعا مستميتا، عن الفن النبيل في الجزائر". وأضاف: "موسى كان مثالا لكل الملاكمين الشباب في وقته، والذين كانوا يطلبون منه دائما النصح، وكان يقوم بذلك بقلب طيب، ورحابة صدر، وسيبقى هذا الملاكم الكبير خالدا في ذاكرتنا، وأشكر كثيرا المنظمين على هذه المبادرة الطيبة، وكذلك بدعوة عالة موسى والملاكمين القدامى".
للتذكير، يعد موسى مصطفى، أول ملاكم جزائري يحرز على ميدالية أولمبية، وكان ذلك سنة 1984 في أولمبياد لوس أنجلس، وبذلك كان أول رياضي يهدي ميدالية أولمبية للجزائر، وحصد أغلب تتويجاته الوطنية والإفريقية والعربية، وحتى العالمية في وزن نصف الثقيل، وكان موسى يتمتع بفنيات ممتازة، كانت ستقفز به، وتجعل منه ملاكما محترفا من الطراز الأول، لولا نقص الدعم والإمكانيات. في الجانب الآخر، عمل موسى مصطفى لبعض الوقت، بمديرية الشباب والرياضة لولاية وهران، وترأس الرابطة الوهرانية للملاكمة لعهدة واحدة، كما كان عضوا في لجنة تنظيم الطبعة 19 من ألعاب البحر الأبيض المتوسط، التي نظمتها وهران سنة 2022. وتوفي موسى يوم 03 أوت 2024، عن عمر 62 سنة، متأثرا بإصابات بليغة، جراء تعرضه لحادث سير أليم بمسقط رأسه وهران.