المركّب الرياضي للرويبة
أشغال ترميم وتوسعةٌ تواكب التطلعات

- 679

ينتظر سكان مدينة الرويبة وضواحيها ولاسيما أوساطها الرياضية، بفارغ الصبر، فتح أبواب المركب الرياضي الذي يحمل تسمية "الشهيد محمد قادري"، خاصة أنّه يشهد منذ سنة ونصف سنة أشغال ترميم وتوسعة، بعد أن تضرّر هذا المركب كثيرا بسبب الإهمال الذي طال منشآته وتجهيزاته، على غرار المدرجات وأرضية الملعب وقاعات الرياضات الجماعية والفردية، خاصة تلك التي كانت تستقبل الممارسين في الهواء الطلق، حيث تعرّضت أرضيتها للتلف بما فيها السياج الحديدي الذي كان يحيط بها، ناهيك عما حدث من تسيب في تسيير القاعة متعدّدة الرياضات التي كانت تستقبل مباريات البطولة الخاصة بفروع كرة السلة وكرة اليد والكرة الطائرة، وحتى مكاتب الإدارة وغرف تبديل الملابس تعرّضت للإهمال والسرقة والنهب.. وذلك بعد أن عجزت البلدية عن دعم المركب بالعدد الكافي من العمال.
تحوّلت الوضعية السيئة التي كان عليها المركّب إلى حديث العام والخاص في مدينة الرويبة وأحيائها، إذ لم يتوقّف المواطنون في السنوات الأخيرة، عن مطالبة السلطات المحلية بالتحرّك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في هذه المنشأة الرياضية، التي كان من المفروض أن تعطي دفعا جديدا للرياضة بالمنطقة. ووُجّهت أصابع الاتهام إلى المجالس الشعبية المنتخبة، لاسيما التي كانت تسيّر البلدية في العهدة ما قبل الأخيرة، حيث لم تعمل على تخصيص موظفين وعمال للمركب بالقدر الكافي من أجل تسييره وصيانته. وإلى حدّ اليوم يوظّف المركب سبعة عمال، وهو عدد غير كاف لحمايته من الإتلاف؛ فتوقف المركب عن أداء دوره الرياضي والتربوي، وتحوّلت مساحاته إلى وكر لمتعاطي المخدرات والكحول. ولحسن الحظ أنّ السلطات المحلية تفطّنت لهذا الوضع الذي قبع فيه المركب سنوات عديدة، وقرّرت إعادة تجديده، وبعث عمليات إنجاز منشآت رياضية جديدة.
مسبح بمواصفات أولمبية
يُعتبر بعث مشروع أشغال تشييد مسبح أولمبي بمقاييس أولمبية في هذا المركّب، من بين أكبر مكاسب الرياضة في الرويبة. وتعرف أشغاله تقدّما بنسبة خمسين في المائة، والانتهاء من إنجازه قد لا يطول كثيرا؛ كون شركة "كوسيدار" المكلّفة بتشييده خصّصت له ثلاث فرق من العمال يؤدون مهامهم على مدار 24 ساعة.
وفي هذا الشأن، قال مدير المركب أمحمد سعدون عن هذا المشروع: "تشييد مسبح داخل المركب الرياضي شكّل دوما حلم كل سكان مقاطعة الرويبة.. لقد كان هذا المسبح مبرمجا قبل انطلاق أشغال تشييد المركب الرياضي.. فهو يُعدّ دعما قويا للرياضة الجزائرية بصفة عامة ولسباحتها بصفة خاصة.. نحن نتوقع قيام الجمعيات الرياضية في الرويبة بفتح فروع لفائدة الفئة الشبانية؛ تحسبا لمشاركتها في منافسات البطولات الوطنية، فضلا عن أن ممارسة السباحة لها فوائد صحية، لاسيما بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مرض الربو.. إنجاز هذا المسبح سينهي متاعب بعض العائلات التي تجد صعوبات كبيرة في نقل أبنائها المصابين بالربو، إلى المسابح المتواجدة في كلّ من هراوة وباب الزوار وخميس الخشنة وبرج الكيفان".
ومن بين الأشغال الأخرى المتواجدة في طور الإنجاز تلك التي تخصّ الواجهة الشرقية للملعب؛ بنايتان تضمان 20 شباكا لاقتناء التذاكر، بالإضافة إلى المداخل المتعددة للجمهور الرياضي عند توجّهه إلى مدرجات الملعب، حيث تم توسيع هذه الجهة لتفادي ازدحام الأنصار المتوافدين لمشاهدة مباريات مختلف البطولات الوطنية، وتخصيص موقف جديد للسيارات والحافلات التي يمكن لأصحابها التوجّه إلى محيط المركب أو مغادرته بدون المرور بوسط المدينة. ومن شأن هذا الخيار التقليل من أحداث الشغب التي كانت تحدث في السابق بوسط المدينة.
أما الأشغال التي تم إنجازها بشكل نهائي فتتعلق بمنصتي الملعب التي أعيد تجديد سقفهما بالكامل، وتغيير كراسي المنصتين بأخرى جديدة، عددها عشرة آلاف كرسي. كما أعيد تجديد قاعات تبديل الملابس ومكاتب إدارة المركب الموجودة كلها تحت المنصة الأولى، مع تأثيثها بنسبة كبيرة. ونفس العملية مسّت القاعات الرياضية المجاورة لها، التي تخصّ رياضات الجيدو والكاراتي والدراجات والمصارعة، حيث كانت هذه القاعات في حالة إتلاف متقدم بعدما بقيت بدون ترميم منذ سنوات عديدة، ويمكنها الآن، حسب مدير المركب الرياضي أمحمد سعدون، استقبال ممارسي مختلف الفروع في ظروف جيدة.
تجديد مساحات الهواء الطلق
ومن بين أكبر عمليات التجديد التي شهدها المركب الرياضي تلك التي مست المساحات الرياضية في الهواء الطلق، حيث قال مدير المركب: "هذه المساحات الرياضية عرفت منذ تدشين المركب، ضغطا قويا من الممارسين الرياضيين، لاسيما في اختصاص الكرة الطائرة وكرة السلة، ما تسبّب في تآكل أرضيتها وتحطيم السياج المحيط بها بالكامل.. هذا الوضع تسبّب في وقوع إصابات عديدة للرياضيين، وأصبح استمرار الممارسة الرياضية فيها خطيرا على صحة الرياضيين.. والحمد لله أنّ هذه المساحات تعرف اليوم وضعا مريحا بعدما تم تغطية أرضيتها بزفت جديد، وإحاطتها بسياج حديدي صلب، وتدعيم مداخلها بأبواب من حديد تقيها دخول أشخاص مجهولين في أوقات توقف الممارسة الرياضية، وتحافظ بذلك هذه المساحات على نظافتها وسلامتها".
وستستمر عملية تجديد المركب خلال هذه الصائفة من أجل إكمال الأشغال الجارية فيه؛ كتحسين أرضية الميدان من خلال تهيئة العشب الطبيعي الذي يغطيها، وتهيئة مضمار ألعاب القوى، إلى جانب تثبيت سياج حديدي فاصل بين المدرجات وأرضية الميدان؛ من شأنه أن يمنع الأنصار من اجتياح الملعب أو رمي المقذوفات.
وكانت البلدية سجّلت إنجاز منصة في الجهة الشرقية من الملعب لكن تمّ التحفّظ عليه لوجود عجز مالي في الميزانية المخصّصة لتجديد المركب الرياضي، حيث تمّ تأجيل هذا الإنجاز إلى وقت لاحق. وكان الاختصاصيون في كرة القدم لاحظوا وجود تعكر لمباريات البطولة في هذه الرياضة عند هبوب رياح قوية على أرضية الميدان من جهتها الشرقية، وهو ما يستدعي بناء منصة جديدة في هذه الجهة، إلاّ أن الحفاظ على تجهيزات ومنشآت المركب أصبح الهاجس الكبير الذي ينتاب بلدية الرويبة، حيث لازال المركب يفتقر إلى الوسائل البشرية التي من شأنها حمايته من تدهور وضعيته. ولم يخف مدير المركب تخوّفه الكبير في هذا الجانب، حيث علق قائلا: "لقد أصبح من الصعب جدا تسيير المركب في ظل ضعف العمال المنتدبين لحراسته والحفاظ على تجهيزاته ومنشآته.. حاليا يوجد تحت مسؤوليتي سبعة عمال فقط، وهو عدد قليل لكون المركب يتربع على 14 هكتارا يصعب مراقبتها نهارا وليلا، هذا الوضع يجب أن ينتبه إليه مسيّرو بلدية الرويبة؛ من خلال إيجاد حلول سريعة.. يجب في نظري تغيير العقلية السائدة بخصوص تسيير المركب. وهناك حلان لتجنيب اندثار سريع للمركب؛ إما إخضاع المركّب لاستقلالية التسيير من خلال تعيين إدارة كاملة بوسائلها البشرية والمادية تابعة للبلدية، أو التعاقد مع شركة أو مؤسّسة خاصة لتسيير المركب".