على خلفية السيول التي غمرت سكيكدة

الأمطار تفضح إهمال المصالح المختصة

الأمطار تفضح إهمال المصالح المختصة
  • القراءات: 792
❊ بوجمعة ذيب ❊ بوجمعة ذيب

عرّت الأمطار الغزيرة التي تساقطت خلال 24 ساعة الأخيرة على مدينة سكيكدة، سياسة «البريكولاج» التي انتُهجت عند إنجاز مشاريع التهيئة والتحسين الحضري التي خُصصت لها أموال طائلة من الخزانة العمومية، إذ كانت بعض الأمطار كافية بأن تكشف المستور، حيث غطت جل أحياء سكيكدة، خاصة المتواجدة بالجهة المنخفضة منها انطلاقا من أحياء ممرات 20 أوت إلى غاية أحياء 500 مسكن والإخوة بوحجة وصالح بوالكروة ونهج هواري بومدين وحي عيسى بوكرمة.

وقد فاجأت السيول المواطنين الذين وجدوا أنفسهم محاصَرين بالمياه الجارفة، فيما اضطرت بعض المؤسسات التعليمية، كما هي الحال بحي مرج الذيب و700 مسكن، لإجلاء التلاميذ خوفا من أن تغمر مياه الأمطار حرم المؤسسة التربوية. واضطرت الحماية المدنية للتدخل لإجلاء تلاميذ مدرسة العماري بوعيطة الواقعة بحي لوكيل بسكيكدة، بسبب الفيضانات التي حاصرت المدرسة. كما انقطعت الدراسة عن ابتدائيتي سعد قرمش ومختار حمبارك وإكمالية مرج الذيب وابن جبير وعمار قحيط. زيادة على هذا، فقد خلقت مياه الأمطار الغزيرة التي اجتاحت المدينة بما فيها الشارع الرئيس ديدوش مراد المعروف بشارع الأقواس، ازدحاما مروريا لا مثيل له، وصل إلى حد الشلل، وسط تذمر المواطنين الذين صبوا جام غضبهم على المسؤولين المحليين الذين اتهموهم بالتقصير والإهمال واللامبالاة. وقد زاد انسداد البالوعات وقنوات الصرف الصحي أمام تباطؤ مصالح البلدية في تنقيتها وصيانتها دوريا تحسبا للأمطار خاصة أن نشرية مصالح الأرصاد الجوية التي تلقت مصالح البلدية نسخا منها كانت تتوقع سقوط كميات كبيرة من الأمطار، زاد هذا الأمر في تأزم الوضع بدون إغفال عدم التزام مختلف الورشات بسكيكدة، برفع التربة والحجارة حتى لا تجرفها السيول، لتبقى سكيكدة تعاني مع تساقط الأمطار من الفيضانات وتجمّع المياه داخل الأحياء والتجمعات السكنية، ليظل السؤال المطروح: من المسؤول عن هذا الوضع الكارثي؟

وفي سياق متصل برداءة الأحوال الجوية التي تعيشها سكيكدة، فإذا كانت هذه الأخيرة لم تخلّف أضرارا في الأرواح، فإنها، بالمقابل، ألحقت أضرارا ببعض المركبات؛ كتهدم جدار بحي الربوة الجميلة على مركبة، وسقوط سيارة في حفرة بنهج هواري بومدين عند مفترق الطرق المؤدي إلى حي الزفزاف بسبب الأشغال التي خضع لها هذا الأخير. كما غمرت مياه الأمطار العديد من المركبات. إلى جانب هذا، خلّفت رداءة الأحوال الجوية سقوط جدار الحديقة الأثرية بوسط سكيكدة، وسقوط أشجار على بعض الأكواخ ببحيرة الطيور، فيما عاش سكان الحي الإيطالي العتيق بمن فيهم قاطنو الأحياء القديمة، حالات خوف وفزع من أن تؤدي الأمطار الغزيرة والرياح، إلى تهدم بنايتهم الهشة.

 

بوجمعة ذيب