لإعادة إدماجهم وتقليص حالات العود ..بوجمعة:

600 مرشد ديني لتأطير نزلاء المؤسسات العقابية

600 مرشد ديني لتأطير نزلاء المؤسسات العقابية
وزير العدل حافظ الاختام لطفي بوجمعة
  • 151
إيمان بلعمري إيمان بلعمري

❊ بلمهدي: إعادة الإدماج ملف إنساني وحقوقي تدافع عنه الدولة دعما للحريات

❊ الاستثمار في الإرشاد الديني ركيزة أساسية لإصلاح المجتمع 

❊ برامج علاجية متخصصة للنّزلاء المدمنين على العنف والمخدرات

كشف وزير العدل حافظ الاختام لطفي بوجمعة، أمس، عن تعيين 596 مؤطر ديني منهم 299 إمام و206 معلم قرآن و91 مرشدة دينية، للإشراف على تأطير دروس الإرشاد والتوجيه الديني في إطار إعادة تأهيل نزلاء المؤسسات العقابية وإعادة إدماجهم الاجتماعي، مشيرا إلى أن هذا الموارد البشرية ساعدت في تأطير 596 قسم لحفظ وتجويد القرآن لفائدة 11022 نزيل تمكن منهم 241 نزيل من حفظ القرآن كاملا.

أبرز الوزير، خلال ملتقى وطني للتأطير الديني بالوسط العقابي المنظم تحت عنوان” الإرشادي الديني في المؤسسات العقابية وآليات تطويره لتحقيق التأهيل المنشود”، نظم بدار الإمام – المحمدية- بالعاصمة، الدور الأساسي للوعظ والإرشاد الديني والتعليم القرآني في عملية إعادة تأهيل نزلاء المؤسسات العقابية وإعادة إدماجهم، من خلال تنمية روح الفضيلة، وبعث الوازع الديني والأخلاقي في الشخص النزيل لحمله على الابتعاد عن الجريمة والفساد، مشيرا إلى أن ذلك يمكن من مواجهة حالات العود وتقليص عدد المنحرفين ويسهم في تحقيق أمن المجتمع و طمأنينته.

وبعد أن اعتبر أن إصلاح المنحرف يقع على عائق المجتمع بجميع أطيافه وبكل فعالياته من مؤسسات وهيئات الدولة، من خلال ما يسهمون به من نشاطات وبرامج ودعم عملية إعادة الإدماج أثناء فترة قضاء العقوبة ومرافقتهم بعد الافراح لتمكينهم من الانخراط في المجتمع من جديد، أوضح بوجمعة، بأن أن الشراكة بين قطاعي العدل والشؤون الدينية، ساعدت على توطيد التعاون من خلال وسائل مشتركة، حيث توجت الجهود المشتركة بين القطاعين، حسب ذات المسؤول، بتفعيل عملية تثبيت حفظ القرآن باستحداث دفتر للمتابعة وشهادة تثبيت الحفظ، ما شجع النزلاء، على الاقبال والتسجيل في اقسام الحفظ والانضباط في ارتيادها، مع مشاركتهم في تطبيق البرامج العلاجية المتخصصة الموجهة للنزلاء المدمنين على العنف والمخدرات، كما أشار الوزير، إلى إعداد دليل خاص بالإمام والمرشدة الدينية للعمل في الوسط العقابي، يتضمن المحاور الكبرى للوعظ والإرشاد الديني بما يتماشى واحتياجات وخصوصيات الجمهور العقابي.

واعتبر الوزير، أن الملتقى المنظم أمس، يسمح بتقديم واقع مسار حافل من العمل المشترك من خلال تحليل واقع الإرشاد الديني داخل المؤسسات العقابية وتحديد العوامل التي تحد من تأثيره وحسن سيره، وتقديم مقترحات لوضع خارطة طريق لتحسين الأداء وتحقيق الإصلاح المنشود ومحاربة العود، داعيا إلى تعزيز روح التنافس بين نزلاء المؤسسات العقابية من خلال المشاركة في مختلف المسابقات الدورية لرفع مستواهم وخلق جو علمي ونفسي ملائم يساعد على تحقيق الاهداف المسطرة .

من جهته أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي، أن الملتقى يمثل محطة للمراجعة والتقييم والارتقاء بجهود الشراكة بين القطاعين، معتبرا الاتفاقية المبرمة بين الطرفين من أنجح الاتفاقيات في ميدان العمل المشترك. وأشار إلى أن حضور قطاع الشؤون الدينية داخل المؤسسات العقابية تجسد من خلال تأطير نشاطات حفظ القرآن الكريم، إلى جانب برامج الوعظ والإرشاد الديني التي يشرف عليها أئمة ومرشدون ومرشدات، لمرافقة النّزلاء ومساعدتهم على تجاوز الصعوبات النّفسية المرتبطة بفقدان الحرية، وأشار إلى أن هذا التواصل الديني يبعث الطمأنينة في نفوس المحبوسين، ويخفف عنهم الإحساس بالتهميش والإقصاء ويفتح أمامهم باب الأمل لتصحيح المسار، كاشفا عن إطلاق مدرسة قرآنية افتراضية داخل المؤسسات العقابية تعمل بالتنسيق مع مؤطّري السجون، ضمن رؤية لإصلاح الإنسان ومحاربة الجريمة من جذورها، كما أكد الوزير، أن مسألة إعادة الإدماج تعتبر ملفا إنسانيا وحقوقيا تدافع عنه الدولة في سياق دعم الحريات وصون كرامة الإنسان، مشددا على أن الاستثمار في الإرشاد الديني داخل المؤسسات العقابية يشكل ركيزة أساسية لإصلاح المجتمع وتعزيز قيم التسامح والتوبة لدى النّزلاء.