قرين من سطيف:
٨٠٪ من الإشهار يذهب إلى الخواص، وفوضى القنوات لن تستمر

- 360

أكد، أمس، حميد قرين وزير الاتصال، أن الإشهار لن يمنح مستقبلا للعناوين التي لا تحترم قواعد وشروط أخلاقيات المهنة، موجها أصابع الاتهام لبعض وسائل الإعلام التي تسير في خطى منهج الشتم والقذف، اللذين أصبحا مقترنان بالإعلام الجزائري، موضحا أن المنح سيتم عن طريق مقاييس حددت بدقة، وأن نسبة 80 بالمائة من الإشهار العمومي يمنح للقطاع الخاص عكس ما يعتقده الكثير.
في سياق حديثه عن الإعلام، كشف حميد قرين أن أزيد من خمسين قناة قضائية باتت معرضة للغلق النهائي إن اقتضى الأمر،وثمة 5 قنوات معتمدة فقط والتي تنشط بطريقة قانونية. مؤكدا أن سلطة الضبط ستمارس كل صلاحياتها في هذا الشأن، وسوف لن تتسامح إطلاقا مع أي كان، هذا هو السبيل الوحيد لتنظيم مجال السمعي البصري، الذي يشهد حسبه فوضى عارمة.
وزير الاتصال حميد قرين، خلال إشرافه على افتتاح أشغال الندوة التكوينية المتعلقة بالتعرف على وسائل الإعلام، التي احتضنتها قاعة المحاضرات مولود قاسم نايت بلقاسم بجامعة فرحات عباس بالباز سطيف1، أكد أن مبادرته هذه تدخل ضمن سلسلة التعرف على وسائل الإعلام وجدلية الحق في معلومة موثوقة، الهدف منها تعميم الفائدة وتوسيع دائرة التعرف على وسائل الإعلام لمواطني كل مناطق الوطن. موضحا أن هذه المبادرة لا تعني أنها تفرض على الصحفيين أن يكونوا فنانين في كتاباتهم ومقالاتهم بقدر التزامهم بالاحترافية والموضوعية وتقديم مادة إعلامية للقارئ من خلال التأكد من صحة المعلومة. مستدلا بتجربته في كتابه مطلع التسعينات، "الوفاق أسطورة النفس الثاني" الذي تطلب منه إجراء تحقيقات كبيرة ومعمقة على تاريخ الوفاق السطايفي حتى خارج إقليم الولاية، دامت قرابة السنتين قبل إصدار الكتاب.
من جهته محمد كروسي، مدير الأخبار بيومية المجاهد العريقة، قدم محاضرة حول التحولات التي يشهدها قطاع الإعلام في الوقت الراهن، مقارنة بسنوات الستينات إلى غاية بداية التسعينات، والتي أصبحت سهلة الإنتاج حسبه، بفضل التكنولوجيا الحديثة، متسائلا حول دوافع وأسباب تحرر الإعلام من الصحفي، بعدما أصبح بإمكان أي مواطن إعطاء المعلومة عبر شبكات التواصل الاجتماعي بالصوت والصورة على المباشر.
وأرجع محمد كروسي، الأسباب التي جعلت هذا التطور يحدث انفجارا حقيقيا في واقع الإعلام والاتصال، إلى ثلاثة عناصر أساسية، أبرزها الديمقراطية التي لم تبق الإعلام حكرا على الصحافة، والثورة التكنولوجية التي قلبت شروط وظروف العمل الصحفي حيث شكل الهاتف النقال والانترنيت ومختلف شبكات التواصل الاجتماعية، عوامل بنيوية فرضت على الصحفي وتيرة جديدة في العمل وحجما جديدا لإنتاجاته الصحفية بالإضافة إلى اللقاء بين الفعل الديمقراطي والثورة التكنولوجية، ما ساهم في خلق حركية دائمة وتوسع مستمر، الشيء الذي قلب بعض المفاهيم والمواثيق الإعلامية وحتى الكتابة الصحفية نفسها.