لعمامرة يؤكد أنه ساهم إسهاما كبيرا في تكوين أجيال من الدبلوماسيين

وفاة المجاهد محمد مشاطي آخر عضو في مجموعة الـ22

وفاة المجاهد محمد مشاطي آخر عضو في مجموعة الـ22
  • 2298
توفي يوم الخميس، بمستشفى بجنيف بسويسرا، المجاهد محمد مشاطي، عن عمر يناهز 93 سنة تاركا وراءه مشوارا نضاليا ثريا وهو آخر عضو في مجموعة الـ22 التي كانت وراء اندلاع ثورة التحرير. وولد المجاهد مشاطي، الذي شارك  في الحرب العالمية الثانية في 21 مارس 1921 بقسنطينة.انخرط المرحوم عام 1945 في حزب الشعب الجزائري ثم في المنظمة الخاصة وحركة انتصار الحريات  الديمقراطية واللجنة الثورية للوحدة والعمل. وفي بداية 1954 اضطر إلى مغادرة التراب الوطني للعلاج في فرنسا، لينضم بعد ذلك إلى فدرالية فرنسا لجبهة التحرير الوطني. وكان المرحوم مسؤولا عن منطقة في الجزائر العاصمة تحت قيادة محمد بوضياف، قبل أن يتم تحويله إلى الجنوب الغربي. وفي أوت 1956 تم توقيفه من قبل القوات الفرنسية وزج به في السجن قبل إطلاق سراحه سنة 1961.
وبعد الاستقلال شغل الراحل عدة مناصب هامة منها سفيرا للجزائر في ألمانيا، ونائب رئيس الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان، وفي سنة 2000 أصدر كتابا يضم شهاداته بعنوان ”مناضل الجزائر المستقلة: مذكرات 2000 - 1921” عن دار النشر القصبة. وبالرغم من تقدمه في السن كان المرحوم حريصا على تقديم شهاداته حول مراحل هامة للثورة الجزائرية من أجل فهم أفضل للتاريخ، كما كانت للمجاهد الراحل مشاركات على صفحات مختلف الجرائد الوطنية على غرار المقال الذي نشره غداة الإنفتاح الديمقراطي للجزائر ما بعد 1988 بعنوان ”من الحزب الواحد إلى التعددية الحزبية”.
وعلى إثر هذا المصاب الجلل، أكد وزير الشؤون الخارجية السيد رمطان لعمامرة، يوم الخميس، على هامش الحفل الرمزي الذي نظمته الوزارة إحياء للذكرى المزدوجة لعيدي الاستقلال والشباب، أن المرحوم محمد مشاطي، مثّل الجزائر بالخارج أحسن تمثيلا، مضيفا بعد أن أشاد بخصال المرحوم، أن هذا الأخير ساهم إسهاما كبيرا بخبرته في تكوين أجيال من الدبلوماسيين وبناء الدبلوماسية الجزائرية والدولة الحديثة. ووصفه  بالقدوة الحسنة للأجيال الصاعدة.
وأروع مثال قدمه السيد لعمامرة، في هذا المجال والجزائر تحتفل بالذكرى المزدوجة لعيدي الاستقلال والشباب هو الإنجاز الذي حققه الفريق الوطني في مونديال 2014 بالبرازيل، ورفع العلم الوطني وإثبات وجود الجزائر بين الأمم.
أما السيد علي هارون، مسؤول سياسي لفيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا، قد أشاد من جانبه بالدور الذي لعبه المرحوم محمد مشاطي -آخر أعضاء مجموعة الـ22 التي فجرت ثورة نوفمبر المجيدة سنة 1954 - في إنشاء الفيدرالية، مشيدا بنضاله داخل وخارج الوطن.
ويرتقب وصول جثمان المرحوم إلى أرض الوطن اليوم السبت.(واج)