معركة "ايسين" في أكتوبر 1957
والتضامن بين الشعبين الجزائري والليبي

- 247

❊مقدم: الجزائر إلى جانب الشعب الليبي حتى يستعيد استقراره بعيدا عن التدخّلات الأجنبية
❊الدعوة لجعل ذكرى معركة إيسين محطة سنوية رسمية مشتركة بين الجزائر وليبيا
❊إنشاء مركز بحث جزائري-ليبي لتوثيق تاريخ المقاومة المشتركة ضد الاستعمار الفرنسي
❊البناء على الرصيد التاريخي لتعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والأمني بين البلدين
شكل موضوع "معركة ايسين: محطة من محطات الأخوة والتضامن بين الشعبين الجزائري والليبي" محور ندوة تاريخية نظمت أمس، بالجزائر العاصمة، تخليدا للذكرى 68 لهذه المعركة التي امتزجت فيها دماء الجزائريين وأشقائهم الليبيين في مواجهة الاحتلال الفرنسي للجزائر.
ذكر الأمين العام لمجلس الشورى لاتحاد المغرب العربي، سعيد مقدم، خلال الندوة التي نظمتها جمعية "مشعل الشهيد" والمجلس المذكور، بالتنسيق مع سفارة ليبيا بالجزائر، بالدور التاريخي للشعب الليبي في دعم الثورة الجزائرية منذ اندلاعها عام 1954 إلى غاية تحقيق الاستقلال سنة 1962. وعرج على أحداث المعركة بقرية "ايسين" جنوب بلدة "غات" الليبية، مشيرا إلى أن الحدود الجزائرية-الليبية شهدت في أوائل أكتوبر 1957 واحدة من أشرس المعارك ضد الاستعمار الفرنسي امتزجت فيها دماء الجزائريين بدماء أشقائهم الليبيين "ليثبتوا للعالم أجمع أن الاستعمار قد يفرض بالحديد والنار، لكنه لن يستطيع أن يكسر إرادة الشعوب المتجذرة في أعماق التاريخ والمتطلعة إلى الحرية والسيادة".
وبعد أن أكد أن هذه المعركة "لم تكن مجرد مواجهة عسكرية، بل كانت رسالة سياسية وتاريخية أظهرت للعالم أن الحدود التي رسمها الاستعمار لا يمكن أن تفصل بين شعبين جمعتهما وحدة التاريخ والمصير"، لفت مقدم إلى أن إحياء هذه الذكرى يعد بمثابة "وفاء للتضحيات وتذكير للأجيال الحالية والقادمة بمعاني تجسيد التضامن الحقيقي بين الشعبين الشقيقين الجزائري والليبي"، مؤكدا أن الجزائر "ستبقى اليوم إلى جانب الشعب الليبي، حتى يستعيد استقراره في كنف الحوار والمصالحة بعيدا عن التدخّلات الأجنبية".
وتمت خلال الندوة الدعوة إلى جعل ذكرى معركة إيسين محطة سنوية رسمية مشتركة بين الجزائر وليبيا لتعزيز جسور الأخوة والتضامن بين الشعبين الشقيقين، على غرار ذكرى ساقية سيدي يوسف بين الشعبين الجزائري والتونسي، مع إنشاء مركز بحث جزائري-ليبي لتوثيق تاريخ المقاومة المشتركة ضد الاستعمار الفرنسي وتثمين الذاكرة التاريخية المشتركة. كما تمت الدعوة إلى مواصلة البناء على هذا الرصيد التاريخي لتعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والأمني بين البلدين الشقيقين. وشهدت الندوة التاريخية مشاركة أساتذة في التاريخ وعدد من مجاهدي ثورة التحرير المجيدة وشخصيات وطنية وديبلوماسية وبرلمانيين، حيث تمّ خلالها استذكار رموز المقاومة الذين جسّدوا مآثر التلاحم الأخوي بين الشعبين الجزائري والليبي.