انتهت مؤسسة "مترو الجزائر" من وضع كل التدابير اللازمة لإعادة خدمات نقل المسافرين في انتظار قرار السلطات العمومية باستئناف الرحلات بعد انقطاع دام لأكثر من ثمانية أشهر، حيث تم تهيئة كل المرافق لتمكين  المسافرين من استعمال هذه الوسيلة الهامة في أمن وأمان.

وسيجد مستعملو خط المترو عدة تدابير جديدة ومشددة، تفرض عليهم احترام الإجراءات الوقائية، فما إن تطأ أقدامهم نفق المترو حتى يجدوا عديد  وسائل التحسيس والتحذير، بملصقات أرضية، حددت الإشارات الصفراء منها اتجاه السير للداخلين، والإشارات الزرقاء للخارجين  من نفق المترو، ويفصل بين الاتجاهين خط أحمر، يمنع تجاوزه، لتفادي كل ازدحام أو احتكاك، تحت مراقبة  كاميرات، ستسهر على احترام كل الداخلين والخارجين إلى أنفاق الميترو للإجراءات المذكورة وأعوان  مهمتهم الأولى، تنظيم تنقل المسافرين ومنع كل احتكاك بينهم. وسيجد المسافر إشارات صفراء تحدّد المسار، وتعطى فيه الأولوية للنازلين من القطارات، حسب الملصقة الأرضية، حيث يتعين على المسافرين المستعدين للركوب انتظار نزول المغادرين أولا. كما لاحظنا داخل العربات عدة ملصقات موضوعة على الجدران والأبواب، منها عبارة "وضع الكمامة إجباري"، كما تم وضع علامة "ممنوع الجلوس" على بعض الكراسي وترك أخرى مسموحة للاستعمال، لتفادي كل احتكاك، وكذلك الأمر بالنسبة للسلالم الكهربائية، حيث يفرض ترك مسافات بين المستعلمين، فيما لا يسمح باستعمال أكثر من شخصين للمصعد الكهربائي، المخصص للمعاقين، والنساء الحوامل والمسنين، حيث الصقت عبارة "شخصين على الأكثر في المصعد".

أما بفضاء الدخول وعند الحواجز، فقد تم وضع دوائر حمراء متباعدة عليها إشارة التوقف، تفرض تنظيما خاصا، حيث يمنع تنقل المسافر من نقطة إلى أخرى إذا كانت مشغولة، ولا يسمح بالتحرك نحو حاجز الدخول أو الخروج إلا إذا كان خاليا من أي مسافر. كما تم وضع مطهر كحولي بالقرب من الموزعات الآلية للتذاكر، لتفادي انتشار العدوى من خلال الأزرار المستعملة، كما تم وضع إشارات تُباعِد بين المنتظرين في طابور اقتناء التذاكر. وذكرت المكلفة بالإعلام بمؤسسة "مترو الجزائر" السيدة عميروش لـ "المساء" أن كل التدابير التي تم اتخاذها، تهدف إلى تفادي انتشار فيروس  كوفيد-19، وضمان نقل آمن ومريح للمسافرين، حيث تم ضمن هذه الخطة تقليص عدد المقاعد بـ 50% في كل عربة، وتحديد ساعات العمل من السابعة صباحا إلى السادسة مساء ولم يبق إلا تحديد اليوم الذي سيسمح فيه بانطلاق الرحلات مجدّدا. ولتفادي الاكتظاظ وتجمّع المسافرين في أرصفة الانتظار، ذكرت محدثتنا أنه تم دعم خدمات النقل، حيث يصل القطار إلى المحطة كل أربع دقائق ونصف دقيقة، بدلا من خمس دقائق ضمن خطة لامتصاص تدفق الركاب وتجنب الازدحام على مستوى العربات والأرصفة، كما يتم تجديد الهواء باستمرار عن طريق نظام التهوية في المحطات والأنفاق.

وذكرت أن جميع هذه المهام تم التخطيط لها من حيث تنفيذها أو متابعتها من قبل موظفين جزائريين مؤهلين وذوي خبرة وجاهزين لمواجهة كل التحديات، حيث ظلوا ناشطين حتى خلال فترة الحجر وغلق مترو الجزائر، من أجل الحفاظ على التدريب وصيانة نظام التشغيل وذلك للبقاء على استعداد لعودة تشغيل مترو الجزائر. وجدّدت المديرية التأكيد مرة أخرى على أن اشتراكات مستعملي المترو التي يتم استخدامها بعد توقف الرحلات سيتم تعويض الفترة غير المستهلكة للاشتراكات، وتكييفها مع الفترة الحالية ابتداء من أول يوم للتشغيل.