النقابات التربوية في تصريحات لـ«المساء»:

نسعى إلى حل متكامل يقوم على تغيير الذهنيات

نسعى إلى حل متكامل يقوم على تغيير الذهنيات
  • 794
رشيد كعبوب رشيد كعبوب

يقترح الشريك الاجتماعي على وزارة التربية الوطنية، عدة نقاط لإنجاح مشروع إصلاح المنظومة التربوية. وفي هذا الاستقصاء الذي مس بعض النقابات يرى ممثلوها أن الإصلاح يجب أن يكون جذريا ومتكاملا، يتم من خلاله إبعاد الصراعات الإيديولوجية، وتحكيم الطرق العلمية الموضوعية، مؤكدين أن المشروع لن يبنى على أسس صلبة ما لم تتغير الذهنيات «الخائفة من التغيير»، فيما ركز آخرون على ضرورة توفير الجو الملائم لتطبيق عملية الإصلاح، ومنها توفير الوسائل البيداغوجية وتحسين النفقات المخصصة للقطاع.

مزيان مريان، رئيس النقابة المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي: الخائفون من التغيير عقبة  في الطريق

يرى مزيان مريان رئيس النقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي، أن المحيط البيداغوجي غير متلائم مع الأهداف المسطرة في منظومة الإصلاح التربوي، وأنه لكي نسير إلى الأمام بمشروع الإصلاح يجب القضاء على العراقيل الإيديولوجية، مشيرا إلى أنه كلما خطا القائمون على المشروع خطوة إلى الأمام وجدوا بعض العراقيل من طرف «مَن يخافون من التغيير». إلى جانب ذلك ينتقد محدثنا عملية تكوين الأساتذة التي تسير بطريقة غير مبنية على أسس صلبة، وأن الأصوب ـ يقول السيد مريان ـ أن يكون التكوين فقط بالمدارس العليا، وليس بالإدماج المباشر عن طريق المسابقات، مشيرا إلى ضرورة القضاء على الاكتظاظ وبلوغ المعدل العالمي (25 تلميذا في القسم) كي يستطيع الأستاذ التحكم في الدرس والاهتمام بكل المتمدرسين.

إيدير عاشور، الأمين العام لمجلس أساتذة ثانويات الجزائر: أبعدوا الصراعات الإيديولوجية من طريق الإصلاح 

ويركز الأمين العام لمجلس أساتذة ثانويات الجزائر إيدير عاشور في تصريح لنا حول العقبات التي تعترض طريق الإصلاح التربوي، على أن الصراعات الإيديولوجية هي أكبر العقبات التي تحول دون الخروج بمنظومة تربوية وطنية قوية ومتفتحة، وأن عدة مؤشرات ظهرت من خلال المشاكل والعراقيل التي ظهرت في الطريق، منها ما تعلّق باللغة التي تدرَّس بها بعض المواد، وتم تقديم مبررات رافضة للتغيير لا تنطلق من أسس علمية موضوعية. ويعتقد محدثنا أنه إذا لم نبعد هذه الصراعات الإيديولوجية عن المنظومة فإنه لن يتم تحقيق ما نصبوا  إليه من إصلاح لهذا القطاع الهام.

مسعود العمراوي رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين: «الاستعجال» في تطبيق الإصلاح عواقبه غير مضمونة

يعتبر رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين مسعود العمراوي، أن أول عقبة تقف حجر عثرة في طريق إصلاح المنظومة التربوية، هي «الاستعجال»، وأن أول ملاحظة لوزارة التربية الوطنية في تقييمها للإصلاحات السابقة منذ 2003، تتعلق بكون المنظومة التربوية فشلت بسبب الاستعجال في تطبيقها. وثاني عقبة تتمثل في إصلاحات الجيل الثاني، فالخبراء تم اعتمادهم من مرسيليا ولم يستطيعوا تبليغ المعلومة، مضيفا أنه لما حوصر هؤلاء الخبراء من طرف نظرائهم الجزائريين اعترفوا بأنهم مجرد مفتشين في التعليم الابتدائي»، مضيفا: «لا أعتقد أن مثل هؤلاء الخبراء يستطيعون أن يحققوا قفزة نوعية في قطاع التربية، وكذلك بالنسبة للكتب المدرسية التي عولجت في عجالة وأعطيت لمؤلفين لم يزيدوا عما يوجد من قبل إلا بعض التغييرات، ونُسبت لهم على أساس أنها من إنتاجهم»، معتبرا ذلك سطوا على عمل الآخرين. 

بلعموري الغليظ رئيس اتحادية مستخدمي قطاع التربية: تكوين الأستاذ ورفع الميزانية أساس النجاح

ذكر بلعموري الغليظ أن أهم عنصر في العملية التربوية هو الأستاذ، «يجب أن نعطي عناية كبيرة لتكوين الأستاذ، وإلا فإنه سيكون هو العقبة الكبيرة بالدرجة الأولى في مسيرة الإصلاح»، وأن ثاني عقبة هي عدم تخصيص نفقات كافية لقطاع التربية والتعليم، مستدلا على جمهورية سنغافورة التي تعد مثلا للتطور الاقتصادي والاجتماعي، استطاعت أن تنجح في وقت قصير، لأنها خصصت لهذا القطاع الهام 20 بالمائة من ميزانية الدولة؛ بما يعادل 10 ملايير دولار.

علي بن زينة رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ: لا بد من إصلاح جذري متكامل 

ذكر علي بن زينة رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ، أنه لكي يكون الإصلاح جذريا يجب أن لا يهمل أي جانب، ولا يقتصر فقط على إعادة النظر في مناهج التدريس، بل يجب أن يتوفر الجو المناسب لتطبَّق الطرق الجديدة، ويكون هناك وسائل بيداغوجية لإنجاح العملية، مضيفا أن من بين العقبات التي تقف حجر عثرة في طريق تطبيق مبدأ «المقاربة بالكفاءات»، تلك الفوارق الموجودة في وسائل العمل، وهذا يجرنا – يقول محدثنا – إلى القول بأن الحل يكمن في تخصيص هذه التجهيزات والوسائل عن طريق استحداث ديوان وطني لتسيير المنشآت المدرسية وخدماتها، كالإطعام، التدفئة، النقل، الإيواء، وصيانة الهياكل التربوية، والإشراف على عملية إنجاز المشاريع الجديدة. وبهذه الطريقة يتم التخفيف عن مديري المؤسسات، وتمكينهم من الاهتمام فقط بالجانب البيداغوجي.

إلى جانب ذلك، يرى السيد بن زينة أنه لتجسيد عملية إصلاح ناجعة لا بد من استغلال الكفاءات التي غادرت القطاع، والتي لها رؤية وطريقة جزائرية ناجعة بدون اللجوء إلى استيراد الخبرة.

كما يعتقد محدثنا أن من الواجب تسطير مخطط لتحديد احتياجات القطاع من الإطارات، وتكوينها تكوينا جيدا.