الجزائر تحيي اليوم الوطني للطالب
مكاسب للطلبة وتشجيع للابتكار والمقاولاتية

- 231

تحيي الجزائر اليوم الوطني للطالب المخلد للذكرى الـ69 لإضراب 19 ماي 1956 التاريخي في ظل مكاسب عدة للطلبة على درب تشجيع الكفاءات العلمية على الابتكار والإبداع لمسايرة التطور التكنولوجي في العالم، حيث تحرص الدولة على مرافقة خريجي الجامعات لمسايرة التنمية الاقتصادية بالبلاد.
تضطلع الجامعة الجزائرية، اليوم، بدور هام في مسار الارتقاء بالجزائر إلى مصف الدول المتقدمة، حيث قطعت في سبيل تحقيق هذا الهدف خلال السنوات الأخيرة، خطوات هامة ترجمتها العناية الخاصة التي يوليها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، لفئة الطلبة بتأكيده في أكثر من مقام على "دعم الدولة لمشاريع الطلبة وتشجيعهم على المزيد من الابتكار والإبداع والتوجه نحو استحداث مؤسساتهم الناشئة".
ضمن هذا المسعى، جاء قرار رئيس الجمهورية بالرفع من قيمة المنحة الجامعية علاوة على توجيهاته للشروع في مخطط الإصلاح الشامل للخدمات الجامعية. وتراهن الجزائر على الطاقات الطلابية للسير قدما نحو آفاق أرحب على نهج التطور والازدهار، كما اعتمدت عليهم ذات 19 ماي 1956، حين قرر طلبة الجامعات والثانويات شن إضراب عن الدروس والامتحانات، تلبية لنداء جبهة التحرير الوطني. وقد شدد رئيس الجمهورية على ضرورة استلهام العبر من "تاريخنا وماضينا المشرف، تقديرا لتضحيات من سبقونا".
والتزم بعدم اتخاذ أي قرار يخصهم "دون إشراكهم فيه وموافقة المجلس الأعلى للشباب".وتنفيذا للرؤية الإصلاحية للجامعة الجزائرية، أعرب رئيس الجمهورية عن أمله في أن تكون المدارس الوطنية العليا بالجزائر و«الفريدة من نوعها إفريقيا وعربيا"، بداية لانطلاقة جديدة. وفي هذا المنحى جاء تدشين القطب العلمي والتكنولوجي الشهيد "عبد الحفيظ إحدادن" بالمدينة الجديدة سيدي عبد الله لتعزيز شبكة المدارس الوطنية العليا، من خلال إنشاء 5 مدارس وطنية تضمن التكوين في تخصصات علمية دقيقة مختلفة، لاسيما منها الرياضيات، الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي. وأطلقت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في مارس المنصرم الطبعة الأولى لـ«جائزة رئيس الجمهورية للباحث المبتكر".
وبالنظر إلى الأهمية التي يكتسيها البحث العلمي كأولوية في الجزائر الجديدة المنتصرة، حظي هذا القطاع باستثمارات وتمويل هامين، حيث بلغت الميزانية المخصصة له خلال سنة 2024 ما يعادل 18 مليار دج مقابل نحو 8 مليار دينار سنة 2020، ما يمثل زيادة تفوق 112 بالمائة. كما شهدت هذه الميزانية ارتفاعا آخر سنة 2025 بنسبة 10 بالمائة مقارنة بالسنة التي قبلها، لتبلغ 20 مليار دج.وعرف الموسم الجامعي الجاري استحداث بيئة مقاولاتية تضم 117 حاضنة أعمال، علاوة على 107 مركز لتطوير المقاولاتية، مع اتباع مسعى لانتقال مؤسسات جامعية إلى جامعات الجيل الرابع.
وعلى صعيد التضامن مع الدول الشقيقة والصديقة، شكلت الجامعة الجزائرية أحد أوجه الوفاء لمبادئ التضامن والأخوة مع مختلف الدول الإفريقية. وهو ما أكده رئيس الجمهورية العام المنصرم، خلال مشاركته بنواكشوط في المؤتمر القاري حول التعليم والشباب وقابلية التوظيف، وتستقبل الجزائر الطلاب من مختلف الدول الإفريقية الشقيقة حيث قارب عددهم في الجامعات الجزائرية العام الماضي، 6000 طالب. كما تخصص الجزائر 2000 منحة دراسية سنوية في التعليم العالي و500 منحة دراسية في التكوين المهني للطلبة الأفارقة، مع توفير فرص التعليم والتكوين لـ65 ألف طالب إفريقي في مختلف التخصصات بالمعاهد والجامعات منذ استقلال الجزائر.