نموذج شراكة واعد بين "سوناطراك" و"مداد للطاقة".. حشيشي:
مشروع استراتيجي جزائري – سعودي بـ 5.4 مليار دولار

- 230

❊ العقد يتعلق باستكشاف واستغلال المحروقات في محيط إليزي- جنوب
❊ أول عقد لشركة سعودية بالجزائر لإنتاج 993 مليون برميل مكافئ نفط
❊ مداد للطاقة: قانون المحروقات الجزائري أرسى رؤية واضحة وجذابة
❊ السفير السعودي: قانون الاستثمار الجديد استقطب الشركات السعودية
وقع مجمّع "سوناطراك" على عقد محروقات مع الشركة السعودية "مداد للطاقة" بقيمة مالية تقارب 5,4 مليار دولار، في شكل تقاسم الإنتاج يتعلق باستكشاف واستغلال المحروقات في المحيط التعاقدي لـ"إليزي- جنوب" الواقع في حوض إليزي، وذلك لتحقيق إنتاج إجمالي يقدر بنحو 993 مليون برميل مكافئ نفط مع نهاية الفترة التعاقدية.
أكد الرئيس المدير العام لمجمع "سوناطراك" رشيد حشيشي خلال التوقيع على هذا العقد، أمس، بحضور وزير الدولة وزير المحروقات والمناجم محمد عرقاب وسفير المملكة العربية السعودية بالجزائر والرئيس المدير العام لمداد للطاقة شمال إفريقيا بمقر سوناطراك بالجزائر، أن الطرفين يتطلعان مع نهاية الفترة التعاقدية، إلى تحقيق إنتاج إجمالي يقدر بنحو 993 مليون برميل مكافئ نفط، منها 125 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعى الموجة للتسويق و204 مليون برميل من المحروقات السائلة، تتوزع على 103 مليون ن برميل من غاز البترول المسال، و101 مليون برميل من المكثفات، وهي مؤشرات واعدة تعكس الإمكانات الكبيرة لهذا المشروع وما يمكن أن يتيحه من فرص اقتصادية وتقنية للطرفين وتثمين لموارد المحروقات التي تزخر بها الجزائر، على حد قول حشيشي.
وأوضح أنّ العقد الذي يندرج في إطار أحكام القانون رقم 19 – 13 المتعلق بالمحروقات يعد ثمرة لتعاون بنّاء بين الجانبين الجزائري والسعودي، ويتعلق باستكشاف واستغلال المحروقات في المحيط التعاقدي لـ«إليزي- جنوب" الواقع في حوض إليزي في منطقة واعدة وغنية بالإمكانات الطاقوية.
وذكر حشيشي أن العقد يمتد على مدى 30 سنة قابلة للتمديد لعشر سنوات إضافية، ويتضمن فترة بحث مدتها سبع سنوات، معلنا أن الاستثمارات الإجمالية المخصّصة له تقدر بنحو 5,4 مليار دولار، منها 288 مليون دولار موجهة للبحث، على أن تقوم شركة مداد للطاقة ممثلة في فرع شمال إفريقيا بتمويل مرحلتي الاستكشاف والاستغلال بنسبة 100%، وهوما يعكس –كما قال - الثقة الكبيرة في البيئة الاستثمارية في الجزائر، وفي القدرات التقنية والاحترافية لمجمع سوناطراك. وسيتم إسناد الأشغال المتعلقة بتنفيذ هذا العقد إلى متعاملين وطنيين، تعزيزا لدور المؤسسات الجزائرية في مجال سلاسل القيم المتعلقة بالمحروقات. كما أشار إلى أن تنفيذ برنامج الأشغال المرتبطة بهذا العقد سيتم في إطار التقيد الدقيق بمتطلبات، حماية البيئة وبالاعتماد على أحدث الحلول التكنولوجية والرقمية في الصناعة البترولية، بما يضمن أعلى معايير الكفاءة والجودة والاستدامة.
واعتبر حشيشي أن هذا العقد يأتي تتويجا للأعمال المشتركة المنبثقة عن بروتكول الاتفاق المبرم بتاريخ 3 مارس 2024 بين سوناطراك ومؤسّسة "مداد للطاقة -شمال إفريقيا" والذي مهد الطريق لمباحثات بناءة أدت إلى هذا الإنجاز الهام، مبرزا بأن التعاون الجزائري - السعودي في مجال المحروقات يمثل نموذجا للشراكة العربية الواعدة القائمة على الثقة المتبادلة والمصالح المشتركة، فضلا عن أنه تعبير صادق عن عمق العلاقات المتميزة بين الجزائر والسعودية التي ما فتئت تشهد "تطوّرا متناميا في مختلف المجالات".
المشروع بوابة لانطلاقة استثمارية بين البلدين
من جهته أكد الرئيس المدير العام لشركة "مداد للطاقة- شمال إفريقيا"، عبد الاله بن عبد الله العيبان على أهمية هذا العقد الذي يعد أول عقد محروقات لشركة سعودية في الجزائر في إطار قانون المحروقات الذي أرسى رؤية واضحة وجذابة للاستثمار في الجزائر، مضيفا أن هذا المشروع يمثل خطوة نوعية واستراتيجية بامتياز، حيث أشار إلى أن هذه الشراكة ستكون بوابة لانطلاقة استثمارية كبيرة تعزّز التعاون بين بلدين ليس فقط في قطاع المحروقات بل أيضا في القطاعات الصناعية والخدماتية ذات الصلة. كما أعرب عن فخر شركته الكبير لهذا التعاون مجددا التزامها الكامل بالعمل بتفاني إلى جانب الشريك الجزائري في إطار الاحترام التام للمعايير البيئية والتقنية والقانونية في إطار الشفافية والتكامل.
أما سفير المملكة العربية السعودية بالجزائر عبد الله بن ناصر عبد الله البصيري فذكر بحرص وتوجيهات قيادة البلدين لتعزيز التعاون الاقتصادي، مشيرا إلى أن العلاقات الاقتصادية عرفت نموا وتطوّرا في سنة 2025 بما يتوافق مع حجم البلدين. وأضاف السفير أن قانون الاستثمار الجزائري شجع شركة مداد للطاقة وغيرها من الشركات السعودية، وأعطاهم ضمانا للاستثمار في الجزائر، حيث أكد أن التوقيع لأول مرة على عقد محروقات لشركة سعودية بالجزائر وبهذا الحجم يعد بداية قوية لشراكة واعدة.