رئيس الجمهورية يتسلم جائزة الحوار الاورومتوسطي

مساهل: التخلي عن العنصرية يعزز الحوار الحضاري بين الضفتين

مساهل: التخلي عن العنصرية يعزز الحوار الحضاري بين الضفتين
  • 766
 مليكة. خ مليكة. خ

تسلم رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، أمس، جائزة المجتمع المدني للحوار الاورومتوسطي،  بمناسبة الذكرى الـ11 للإعلان عن مبادرة الحوار جنوب شمال المتوسط، المنبثق عن المؤتمر المنعقد بالجزائر سنة 2006.

جاء ذلك خلال ندوة وطنية عقدتها أكاديمية المجتمع المدني بحضور وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية، السيد عبد القادر مساهل (الذي تسلم الجائزة نيابة عن رئيس الجمهورية) والسيد شارل فرديناند نوتو، رئيس المؤتمر العالمي للحوار جنوب – شمال.

بهذه المناسبة، أكد مساهل أن مؤتمر الجزائر المنعقد سنة 2006 مازال يجلب الاهتمام كونه أرسى أولى ركائز الحوار حول العديد من المسائل الأساسية مثل التربية والتكوين والتشغيل والهجرة، مضيفا أن الرؤية الواضحة التي يحملها الإعلان حول آفاق العلاقة بين ضفتي المتوسط من خلال الجمع بين الحوار والسلم والتنمية تؤكد عدم تجزئة هذه المقاربة. الوزير أشار في هذا السياق إلى أن هذه القيمة كانت دائما محورا بناء وثابتا في السياسة التي يقودها رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، والتي تنصب على تشجيع حركية الانفتاح وتفاهم أكبر لكل المجتمعات.

كما ذكر في هذا الصدد بالجهود التي بذلتها الجزائر بقيادة الرئيس بوتفليقة في مجال تعزيز المؤسسات الديمقراطية ودولة القانون وترقية دور المرأة في المجتمع وضمان المكانة اللائقة للشباب، مضيفا أن التعديل الدستوري الأخير عزز مكانة المجتمع المدني في الجزائر الذي يعد من الأطراف الأساسية في الحركية التي تعرفها البلاد. رغم إقرارهبالإنجازات المحققة خلال العشريات الماضية  لدول الحوض المتوسطي، إلا أن الوزير أشار إلى أن هناك تحديات يستوجب رفعها في ظل تنامي الممارسات العنصرية وترهيب الأجانب والمساس بكرامة الآخرين، مشيرا إلى أن ذلك لا يساعد على تعزيز الحوار الحضاري بل من شأن ذلك أن يرسخ خطوط الانشقاق بين الضفتين. في هذا الصدد يرى المتحدث أن التقارب المسجل مؤخرا بين شعوب المنطقة تفرض الانخراط والالتزام المتجدد لصالح ثقافة السلم والحوار بين الحضارات، مما يعني أنه من الأهمية تعزيز الجسور التي كانت موجودة سابقا من أجل تمتين الروابط لتشمل موضوعات أخرى. مساهل اغتنم هذه المناسبة للتأكيد على أهمية تجند المجموعة الدولية للتصدي للإرهاب من خلال الارتكاز على المسارات الديمقراطية والعدالة الاجتماعية بين المواطنين وتعزيز الوحدة بين الشعوب ومحاربة الفقر والتهميش. وأضاف أن ترقية ثقافة الحوار وإحداث التقارب بين الشمال والجنوب والتخلي عن ثقافة الكراهية والحقد، تشكل سلوكات حضارية  كفيلة بحفظ المكانة المشرفة للأمم.

المتحدث أوضح أن الجزائر التي عانت العنف والعداء الخارجي عبر حقبها التاريخية بإمكانها أن تظهر قيمها الإيجابية في الحوار والتسامح مع الذات ومع الآخرين أيضا، مشيرا إلى أن ذلك مكنها من الحفاظ على التعايش الداخلي ومن ثم مجابهة مختلف الأزمات. 

من جانبه، أشاد رئيس المؤتمر العالمي للحوار جنوب – شمال بالدور الذي تضطلع به الجزائر من أجل إرساء ثقافة الحوار  من خلال احتضانها لمؤتمر عام سنة 2006 كان بمثابة لبنة عززت المقاربة بين الضفتين، مضيفا أن العديد من الحركات الجمعوية أبرزت اهتمامها بالتجربة الجزائرية خلال العشرية السوداء. 

ياسمينة طاية، رئيسة الشبكة الجزائرية للحوار جنوب - شمال، أشارت إلى اعتماد الاحتفال بـ»يوم الحوار» في 26 فيفري من كل سنة، باقتراح تقدمت به الجزائر خلال الملتقى المنعقد بتونس سنة 2012، معربة عن أملها في الاحتفاء به  مستقبلا على المستوى العالمي وليس الجهوي فقط. أما رئيس الأكاديمية، أحمد شنة، فأكد بدوره على تقاسم الشبكة كل الأهداف الساعية لتقريب وجهات النظر بين بلدان المتوسط.

للإشارة، كان وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي  وجامعة الدول العربية استقبل شارل فرديناند نوتو. وصرح السيد نوتو للصحافة عقب لقائه مع السيد مساهل «جئت لأدعو وفدا جزائريا للمشاركة في ملتقى سينعقد في أفريل المقبل ببروكسل حول المدن الكبرى وطريقتها في استقبال  وإدماج المهاجرين».