سيشرع الصندوق الوطني للتقاعد عبر مختلف وكالاته الجهوية ومراكزه الجوارية عبر الوطن قريبا، في حملة تحسيسية عبر الهاتف النقال، للتعريف بنظام التقاعد في الجزائر ومختلف المستجدات الحاصلة به والامتيازات الموجهة خصيصا لفئة المتقاعدين، في إطار السياسة الجوارية الجديدة التي ينتهجها الصندوق من أجل التقرب أكثر من منتسبي القطاع، حسبما كشف عنه المدير العام لهذه الهيئة السيد سليمان ملوكة، الذي طمأن بالوضعية المالية المريحة لصندوق التقاعد وعدم تأثرها بتداعيات أزمة تدني أسعار المحروقات.

وأوضح السيد ملوكة في ندوة نقاش نشطها أمس الإثنين بمنتدى جريدة "الشعب" بالجزائر العاصمة، أن هيئته ستطلق حملة تحسيسية واسعة النطاق عبر خدمة الرسائل النصية "أس أم أس" للهاتف النقال، لتعريف كافة المواطنين والعمال والموظفين والمتقاعدين على وجه التحديد، بالمحاور الرئيسة الكبرى لنظام التقاعد، والنصوص التنظيمية والقوانين التي تضبط القطاع، مشيرا إلى أن ذلك سيضمن الإجابة عن كل الاستفسارات والانشغالات الخاصة بهذه الفئة، والامتيازات التي تستفيد منها، فضلا عن كيفية تسوية الملفات العالقة بدون عناء التنقل إلى مقر الوكالات الجهوية.

وأضاف المتحدث في هذا الاطار، أن هذه الحملة تندرج في إطار توسيع السياسة الجديدة لصندوق التقاعد، القائمة على ضمان الاتصال الجواري مع المتقاعدين والموظفين والمشرفين على التقاعد؛ تماشيا مع تعليمات وزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، الرامية إلى تطوير وعصرنة القطاع أكثر، مشيرا إلى أن كل الجهود ستنصب خلال هذه السنة، على استحداث آليات عمل جديدة، تضمن التواصل الدائم والمستمر مع الزبائن، والقضاء التدريجي من أشكال البيروقراطية التي كانوا يعانون منها في السابق.

كما أكد السيد ملوكة في السياق، أن مصالحه تسجل بكل ارتياح، الوضعية المالية المريحة للصندوق الوطني للتقاعد من خلال التحكم الجيد في ضبط دفع معاشات المتقاعدين بانتظام، والمقدر عددهم حاليا بـ 2.7 مليون متقاعد، منهم 1.7 متقاعد بشكل مباشر، ومليون فيما يتعلق بذوي الحقوق والنساء الأرامل، حيث إن 550 ألف متقاعد من (1.7 متقاعد) مسجلون في إطار التقاعد المسبق، مطمئنا، بالمناسبة، بأن الدولة لن تتخلى عن سياسة التكفّل بهذه الفئة، مجددا تأكيده أن لا خوف على أموال وامتيازات المتقاعدين؛ لكونها لن تتأثر بتداعيات تراجع أسعار البترول، ولا تعنى بسياسة التقشف التي تدعو إليها الحكومة.

وأشار مسؤول الصندوق في هذا الصدد إلى التفكير في استحداث تطبيق خاص يمكن تحميله بصيغتي "البلاي ستور" و"أندرويد"، يسمح بتحميل نظام التقاعد والاطلاع عليه، حيث يمكّن المواطنين من تحديد أماكن تواجد الصناديق الجهوية عبر الولايات المقدر عددها بـ 52 صندوقا ولائيا و185 مركزا جواريا، بالإضافة إلى إتاحته فرصة القيام بحسابات التقاعد من خلال تقديم المعطيات والمعلومات الخاصة بكل مستفيد. وفي رده على أسئلة الصحافيين، أوضح المدير العام للصندوق الوطني للتقاعد، أنه لا وجود لأي مراجعة لنظام التقاعد، كما أشار إليه البعض رغم الأزمة الاقتصادية التي خلّفها تراجع أسعار النفط، مؤكدا الاستمرار في دفع معاشات التقاعد بشكل منتظم وعادي جدا.

كما أضاف بخصوص اقتراح بعض نقابات التربية الوطنية وسائقي القطارات تخفيض سن التقاعد، أن ذلك غير ممكن ولا يمكن التفكير فيه، وهذا تفاديا لأي اختلالات في التوازنات المالية للصندوق، مذكرا بأن القانون واضح في هذا الشأن، حيث يُسمح للموظف بالاستفادة من التقاعد بعد وصوله 60 سنة أو بعد قضاذه مدة 32 سنة خدمة، وفي حالات أن يكون العامل ملتزما بتسديد اشتراكاته لصندوق الضمان الاجتماعي لأكثر من 15 سنة، علما أن الجزائر تحصي أكثر من 08 ملايين مشترك في صندوق التقاعد. كما قال إن عقود ما قبل التشغيل يتم احتسابها خلال التقاعد. وفي الأخير، أشار المتحدث إلى التفكير في إمكانية إبرام عقد مع المؤسسات البنكية، لتسهيل دفع المعاشات عن طريق حسابات البنوك، مع العلم أنه يتم حاليا التعامل مع الحسابات الجارية لبريد الجزائر.