الدكتور مصطفى مجاهدي رئيس المرصد الوطني للتربية والتكوين لـ»المساء»:

لا بد من تعاون «المؤسسات المجتمعية» مع المدرسة للقيام بالعملية التعليمية

لا بد من تعاون «المؤسسات المجتمعية»  مع المدرسة للقيام بالعملية التعليمية
  • 698
 رشيد كعبوب رشيد كعبوب

في هذا الحوار المقتضب مع الدكتور مصطفى مجاهدي، رئيس المرصد الوطني للتربية والتكوين، الذي أجريناه على هامش لقاء بسكرة المختتم أول أمس، يشرح الجوانب التي تستهدفها عملية «المعالجة التربوية» يعترف بأن حلقات «المؤسسات المجتمعية» كالأسرة والمجتمع إذا لم تكن مترابطة ومؤدية دورها الوظيفي التربوي، فإنها ستؤثر على العملية التربوية، خاصة ما تعلق بتنصل الأسرة من المسؤولية تجته الأبناء.

❊ هل ترون أن «المعالجة البيداغوجية» وحدها كفيلة باستدراك النقائص والتراكمات التي أثرت سلبا على العملية التربوية؟

❊❊ لا نرى حلا آخر إلاّ هذا الحل، لأن طبيعة الحلول تأتي من تشخيص المشاكل والصعوبات، ليس هناك حلول نظرية تأتي من بطون الكتب، فالنظريات شيء جميل ولكن إدراجها واعتمادها من أجل أن تشكل حلولا لواقع معيّن، يجب بالضرورة أن يكون بفهم هذا الواقع، وتوظيف النظرية للقيام بالمعالجات البيداغوجية أو الوقائية، حتى تكون هذه الطروحات النظرية، أدوات لحل مشاكل واقعية، وإلا لكانت النظرية مقصودة لذاتها وليس لحل المشكلة.

❊ أنتم انطلقتم إذاً من الميدان نحو للتشخيص، ثم إيجاد حلول مناسبة لطبيعة المشكل؟

❊❊ نحن نعمل على مستويين ميداني ونظري فالنظرية تقترح مداخل لإيجاد حلول معينة لمشاكل مطروحة واقعيا، لكن إذا لم نفهم المشاكل المطروحة، فإننا لا نستطيع توظيف أطر نظرية من أجل إيجاد حلول.

❊ المدرسة وحدها قد لا تكفي لتأمين التلميذ ضد التسرب والعنف، خاصة أن يحتك بالشارع ويعود إلى العائلة، وقد يهدم هذان الطرفان ما قد تبنونه داخل المدرسة، ولا تنفع حينها المعالجة البيداغوجية؟

❊❊ التلميذ الذي له أبوان يهتمان به ويحاولان الانخراط في هذه الديناميكية، تكون له حظوظ أكبر في النجاح، عكس التلميذ الذي له أبوان متنصلان من المسؤولية، وبالتالي فالوزارة تسعى إلى تحقيق الإنصاف وتطبيق مبدأ تكافؤ الفرص بين التلاميذ من حيث الاهتمام، ومن خلال الأدوات التي نشتغل عليها نسعى إلى ضمان هذا الإنصاف، حيث نعمل على إيجاد حلول التلاميذ الذين يعانون مشاكل في التحصيل العلمي والوصول بهم إلى «متوسط المستوى» الموجود في القسم، حتى لا يكونوا منعزلين، وتكبر الهوة بين تلميذ وآخر، ويجب على الأستاذ أن يدرك الفوارق الفردية الموجودة بالقسم، ويعمل على حمل المتعلمين الموجودين في الدرجة الثانية نحو الدرجة الأولى، من خلال توفير الحظوظ لكل المتعلمين، حتى يحصلوا على كفاءة بنفس الدرجة.

❊ ألا ترون أن غياب «المعالجة» في مؤسسات أخرى كالأسرة والمجتمع، وغياب دور الوسيط الاجتماعي، قد يجعل نتائج «المعالجة البيداغوجية» غير مضمونة كون التلميذ لا يكون في منأى عن الأمراض الاختلالات التي يجدها في الأسرة والمجتمع؟

❊❊ لا شك أن التلميذ، يمضي وقتا في المدرسة، ووقتا في الشارع، ووقتا في البيت.. وبالتالي فقضية التربية ليست مهمة المدرسة فقط، لأن هذا الطفل أو الشاب يَعْبُر خلال اليوم عبر مؤسسات مجتمعية مختلفة، هذه السلسلة لو بقيت مترابطة فإنها ستؤدي دورها الوظيفي التربوي، أما إذا اختلت حلقة في هذه السلسلة فإنها ستؤثر على كل الحلقات الأخرى، وبالتالي فإن كل الأدوار التي تقوم بها المؤسسات الأخرى ستبقى ناقصة لغياب دور وظيفي لا يؤدَّي من طرف حلقة أخرى، وسنسجل هذه الملاحظة في توصياتنا لورشة «المعالجة البيداغوجية».