ثمّن أمس، وزير الفلاحة سيد أحمد فروخي، موقف الأطباء البياطرة بعدما أوقفوا إضرابهم الوطني الذي شنّوه خلال أول أمس، والذي شل مختلف المذابح العمومية عبر 40 ولاية عبر الوطن، حيث أكد الوزير أن المفاوضات مع ممثلي هذه الشريحة تسير في الطريق الصحيح حتى يتم في الفصل في كل الأمور العالقة، مضيفا أن وزارته تبقي على باب الحوار مفتوحا من أجل مناقشة كل الأمور المهمة الخاصة بشريحة البياطرة العاملين في القطاع العمومي.

واعتبر الوزير، خلال تصريحاته على هامش الزيارة التفقدية التي قادته إلى ولاية قسنطينة، أن الحوار مع التنظيم النقابي لفئة البياطرة أعطى ثماره، حيث عاد هؤلاء إلى ممارسة عملهم بشكل عادي في ظل الإجراءات التي ستتخذها الحكومة لتحسين وضعيتهم، مضيفا أن حل المشاكل المهنية المطروحة سيكون تدريجيا.

وأرجع الوزير، ارتفاع أسعار المواد الغذائية خاصة الفلاحية منها عبر مختلف أسواق الوطن، خلال اليومين الأولين من رمضان، إلى الضغط الكبير الذي عرفته الأسواق مما خلق موجة طلب أكثر من العرض وهو الأمر الذي جعل الأسعار ـ حسبه ـ ترتفع، مطمئنا المواطنين بأن السلع متوفرة في الأسواق وكذا المخازن وأن الأسعار ستعود إلى حالها خلال الأسبوع المقبل على أبعد تقدير.   

ووصف وزير الفلاحة قسنطينة بالولاية الرائدة في مجال الحبوب ومواد فلاحية أخرى، مضيفا أن تجربة النماذج المندمجة عرفت نجاحا كبيرا، وأن المستثمرات الفلاحية التي تركز على إنتاج الأشجار المثمرة المكثفة تساهم بشكل معتبر في تنويع المنتوج الفلاحي بعاصمة الشرق. ليضيف أن هذه التجربة يجب أن تعمم على باقي الولاية من أجل تطوير فلاحة عصرية من شأنها تقديم الإضافة في ميزان التصدير والاستيراد.

وزار الوزير مستمثرة نجاعي الفلاحية ببلدية أولاد رحمون، حيث وقف على عملية حصد العدس، وطالب بتوسيع مساحة زراعة العدس للتقليل من الاستيراد وتنويع الإنتاج من خلال زراعة الحمص أيضا. 

الوزير تلقى شروحات حول عملية الحصاد التي تضيع فيها كمية كبيرة من الإنتاج بسبب عدم تأقلم الحاصدات مع طول النبتة، ويصل إنتاج المحصول إلى 12 قنطارا في الهكتار فقط.  

ووقف الوزير عند أحد المستثمرين الخواص بالمنطقة الصناعية الطرف ببلدية عين أعبيد، والتي ستنطلق في إنتاج الخبز الصناعي بعد حوالي 15 يوما بطاقة إنتاج في حدود 200 ألف خبزة في اليوم، واعتبر أن هذا المصنع سيقدم خدمة كبيرة للمواطن ويمكن من اقتصاد المواد الخام وكذا ضبط المنتوج. مضيفا أن هذا المشروع يجب أن يشجع وينقل إلى ولايات أخرى، داعيا إلى ضرورة التوجه التدريجي لعصرنة هذه المهنة وربطها بصناعة تخفف من صعوبة العمل وتوفير المنتوج بنوعية جيدة في كل أيام السنة.

وكانت آخر نقطة من زيارة الوزير، السوق الجوارية المستحدثة بمناسبة شهر رمضان والتي يحتضنها مقر دار النقابة بوسط قسنطينة، حيث استمع إلى انشغالات المواطنين واطلع على الأسعار المعروضة، وطالب المسؤولين بوزارته بالاستجابة لطلب المواطنين بتخصيص مساحة لبيع السمك في هذا السوق بالتنسيق مع متعاملين اقتصاديين من ولايات مجاورة على غرار سكيكدة وجيجل.