قمة الدول الإفريقية المنتجة للقاح "كوفيد-19".. الرئيس تبون يشدّد:

ضرورة إيصال منتجات القارة إلى منصات التوزيع العالمية

ضرورة إيصال منتجات القارة  إلى منصات التوزيع العالمية
رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون
  • القراءات: 306
  ي. س ي. س

أكد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أول أمس، أن الجهود التي بذلتها الجزائر وعدة دول إفريقية في مكافحة جائحة كورونا ، "أكبر دليل" على أن القارة أصبحت تمتلك "مقومات فعلية" في هذه الوقاية الصحية، مشددا على ضرورة تمكين اللقاحات المنتجة في القارة السمراء من الوصول إلى منصات الشراء والتوزيع العالمية. وشدّد الرئيس تبون في كلمة خلال قمة مصغرة للدول الإفريقية المنتجة للقاح المضاد لـ"كوفيد-19"، تناولت مسألة "وصول اللقاحات المنتجة في إفريقيا إلى منصات الشراء والتوزيع العالمية"، قرأها وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، عبر تقنية التواصل المرئي عن بعد، على أن "الجهود التي بذلتها الجزائر والعديد من الدول الافريقية الشقيقة والنتائج المرضية التي تم تحقيقها رغم ما تحمله هذه العملية من تعقيدات وما تتطلبه من تجهيزات ومعدات حديثة وعمالة متخصصة، تعد أكبر دليل على أن إفريقيا أصبحت تمتلك مقومات فعلية في مجال مكافحة الجائحة وانتاج اللقاحات".

واعتبر رئيس الجمهورية، أن ما تحقق في هذا المجال يعد  "مكسبا ليس فقط لقارتنا وإنما للعالم أجمع"، مضيفا أنه "سواء تعلق الأمر بالجائحة الحالية أو أي خطر مستقبلي مماثل، على شركائنا الدوليين أن يدركوا أن لهم مصلحة كبيرة في نجاح افريقيا في هذا المجال وفي قدرتها على تقديم مساهمة معتبرة مستقبلا في التصدي لأي وباء يهدد البشرية مثلما هو الحال بالنسبة لجائحة كورونا". وأكد الرئيس تبون أنه "من الضروري دعوة شركائنا من دول ومنظمات دولية إلى دعم الجهود التي تبذلها قارتنا في هذا المجال من أجل تعزيز القدرة الإنتاجية العالمية وتجاوز خطورة الاعتماد على عدد قليل من مصنعي اللقاحات التي كشفت عنها بكل وضوح جائحة كورونا". ولفت رئيس الجمهورية، إلى أنه يتعين على الدول الإفريقية " تعزيز مطالبها في المجالات المتصلة برفع القيود والسماح بنقل التكنولوجيا بغية تحقيق تنوع أفضل في إنتاج اللقاحات والأدوات الطبية الأخرى" و«دعم الدول الإفريقية في مجال تكوين وتدريب المتخصصين"، فضلا عن "تمكين اللقاحات المنتجة في إفريقيا من الوصول إلى منصات الشراء والتوزيع العالمية، بإزالة العقبات التي تحول دون استصدار الموافقات الضرورية، خاصة من قبل منظمة الصحة العالمية لتصدير وبيع واستعمال اللقاحات المنتجة على مستوى القارة".

كما نبّه إلى أنه "في انتظار دور الوكالة الإفريقية للأدوية التي ينبغي التسريع في تفعيلها للتكفل بتنسيق جهود الدول الإفريقية والدفاع عن مصالحها على المستوى الدولي، يقع علينا اليوم بالنظر إلى التحديات التي نواجهها في تعاملاتنا الخارجية، تعزيز التشاور والتنسيق والعمل بصفة موحدة لتحقيق الفعالية المرجوة". وأشار في السياق على ضرورة "حثّ المركز الإفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية منها (Africa  CDC)   على إسماع صوت القارة لدى المنظمات الدولية المتخصصة والمنصات العالمية للشراء والتوزيع من خلال عقد محادثات جادة معها وذلك بالتنسيق مع الدول الإفريقية المنتجة للقاحات". ولم يغفل الرئيس تبون، ضرورة "إنشاء قاعدة بيانات يتم تحيينها بصفة منتظمة حول القدرة الإنتاجية للدول الإفريقية المصنعة للقاحات المضادة لجائحة "كوفيد-19" والأمراض الأخرى بغرض الحصول على صورة واضحة حول إمكانات افريقيا في الاستجابة للطلب على المستوى القاري". وذكر رئيس الجمهورية، من جهة أخرى  بضرورة مواصلة دول إفريقيا "الجهود لتحقيق اكتفاء ذاتي من حيث انتاج اللقاحات على المستوى الافريقي، عبر انتهاج سياسة موحدة تشجع استهلاك الكميات المنتجة محليا، بهدف تقوية الصناعة القارية وتطويرها".

وتوقف الرئيس تبون، عند الجهود التي بذلتها الجزائر في مجال مكافحة هذا الوباء وهو "التحدي الذي رفعته بالفعل"، من خلال "تمكنها من إطلاق عملية الإنتاج الفعلي للقاح "كورونافاك" بالاعتماد أساسا على قدراتها البشرية والمادية وبالتعاون مع الشريك الصيني "سينوفاك". ودعا الرئيس تبون، الدول الإفريقية إلى ضرورة استخلاص الدروس والعبر من الأزمة الصحية الراهنة وما خلفته من عديد الآثار السلبية، من أجل "الحفاظ على أمننا الصحي وامتلاك مقومات السيادة الصحية على المستوى القاري".

وخلص إلى تجديد "تمسك الجزائر الثابت بمبادئ التضامن والتكامل ووحدة المصير واستعدادها للمساهمة في أي جهد مشترك، يرمي لتعزيز قدراتنا الجماعية وتحصين قارتنا من الأخطار الناجمة عن الأوبئة وتفادي تكرار الاجحاف والتهميش الذي تعرضت له في بداية الجائحة الحالية من حيث التوزيع غير العادل سواء للمستلزمات الطبية والأدوية أو اللقاحات". يذكر أن، رمطان لعمامرة، شارك ممثلا لرئيس الجمهورية في هذه القمة التي ضمت الرئيس السينغالي ماكي سال، الذي تضمن بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الإفريقي، وممثلي مفوضية المنظمة القارية والعديد من رؤساء الدول الإفريقية، التي تمكنت فعليا من اطلاق عمليات انتاج اللقاحات على غرار الجزائر وجنوب افريقيا وغانا وروندا وإثيوبيا أو تلك التي هي بصدد التحضير للقيام بذلك. كما سجلت القمة كذلك مشاركة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بصفته الرئيس الدوري الحالي للمجلس الأوروبي، وذلك في إطار التعاون والتنسيق بين منظمتي الاتحاد الافريقي والاتحاد الأوروبي. وقد انصبت المداولات حول السبل الكفيلة بتجاوز العقبات أمام تعزيز عملية انتاج اللقاحات إفريقيا وتسويقها سواء داخل القارة أو على المستوى الدولي.