مشيدا بدور المؤسسات الأمنية في الدفاع عن سيادة الوطن.. ربيقة:
صون الذّاكرة الوطنية أولوية وجب تحصينها

- 223

❊ انطلاق تصوير فيلم "جراح لا تندمل"
أكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة، أول أمس، من وهران، أن صون الذّاكرة الوطنية يعد أولوية وجب مواصلة تعزيزها وتحصينها، مضيفا أن الوزارة تسهر على تنفيذ ما أقرّه رئيس الجمهورية السيّد عبد المجيد تبون، من استراتيجية في هذا الميدان.
أوضح الوزير، في كلمته بمناسبة افتتاح أشغال ملتقى وطني منظم من طرف الجمعية الوطنية لكبار معطوبي حرب التحرير الوطني بمناسبة اليوم الوطني للذّاكرة المخلّد لمجازر 8 ماي 1945، أن ملف الذاكرة "ينبع من تلك الصفحات المجيدة ومن تقدير رئيس الجمهورية، لمسؤولية الدولة تجاه رصيدها التاريخي والوفاء لعهد الشهداء الأبرار، باعتبارها أحد المقومات التي صهرت الهوية الوطنية، ومرتكزا جوهريا لبناء الحاضر واستشراف المستقبل على أسس ومبادئ رسالة نوفمبر الخالدة".
ولفت ربيقة، إلى أن الذّاكرة "تصون تاريخا حافلا صنعه أجدادنا من شهداء المقاومة إلى شهداء الثورة التحريرية المجيدة"، مشيدا بـ«الجهود الجبّارة التي يقوم بها الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني، إلى جانب باقي المؤسسات الأمنية من أجل توفير الأمن والأمان وحماية الوطن والدفاع عن سيادته وصون حرمة أرضه ووحدة شعبه".وتابع أن "الجزائر اليوم كلها عزم ويقين بأن الأرض التي تخضّبت بدماء الشهداء الأبرار لن تكون إلا أرضا للشرفاء"، داعيا الأجيال الجديدة إلى "التمعّن في كل ما تحمله ذكريات تاريخنا المجيد بمحطاته ورموزه من دلالات وعبر هي منارات للحاضر والمستقبل".
وذكر الوزير، بأن مجازر 8 ماي 1945، تعد "محطة تاريخية خالدة" للشعب الجزائري وكانت "فصلا مضيئا من فصول المقاومة التي باشرها شعبنا منذ اليوم الأول الذي وضعت فيه جحافل المستعمر أقدامها على أرض وطننا"، مبرزا أن ذلك "القمع الذي قوبل به المنتفضون لم يكن سوى موقعة دامية من ضمن مئات المواقع التي اقترفها المستعمر الغاشم".
وعلى الرغم من سياسة الغزو الممنهج وارتكاب أبشع الجرائم في حقّه ـ يضيف الوزير ـ فإن الشعب الجزائري ظل "يقدم التضحيات ويستميت في مكافحة المستعمر بما أتيح من وسائل إلى أن استكمل وقفته الجبّارة باندلاع ثورة نوفمبر الخالدة"، مشيرا إلى أن مجازر 8 ماي 1945، كانت "إيذانا لهبّة وطنية عارمة استخلصت الدروس وعبّأت النّفوس وقادت الوطن إلى تحقيق الاستقلال بتضحيات النّساء والرجال وببطولاتهم الخالدة".
من جهته، دعا رئيس الجمعية الوطنية لكبار معطوبي حرب التحرير الوطني، حي عبد النّبي، الشباب إلى "المحافظة على الذّاكرة التاريخية والسيادة الوطنية وعلى المكاسب المحقّقة"، باعتبارها "أمانة ضحى من أجلها الشهداء كي تنعم الجزائر اليوم بالحرية والسلم ونعيش نحن أحرارا وأسيادا في وطننا". وأشرف ربيقة، بالمناسبة على تكريم رئيس الجمعية الوطنية لكبار معطوبي حرب التحرير الوطني، كما قام بزيارة المجاهد عبيد مصطفى، بمنزله وعائلة المجاهد المتوفى الأمين الولائي السابق للمنظمة الوطنية للمجاهدين لوهران سومر عبد القادر.
انطلاق تصوير فيلم "جراح لا تندمل"
أعطى وزير المجاهدين وذوي الحقوق، إشارة انطلاق تصوير فيلم وثائقي تاريخي بعنوان "جراح لا تندمل" من إنتاج المؤسسة العمومية للتلفزيون الجزائري بوهران، مشيرا بالمناسبة إلى أن الوزارة تشرف على ما يناهز 45 ألف شهادة حيّة بما يعادل 33 ألف ساعة تسجيل، وتعمل حاليا على رقمنتها حيث تم لحد الآن رقمنة ما يقارب 14 ألف شهادة حيّة والعمل جار لتوطينها في قاعدة البيانات الوطنية المركزية "داتا سانتر" ليتم إدراجه في تطبيقة خاصة بالتسيير الإلكتروني للملفات"، لافتا إلى أن هذا العمل سيكون هو حق للأجيال القادمة، ويدرج ضمن بوابة إلكترونية خاصة بالشهادات الحيّة توجه للطلبة والمختصين والباحثين، وأشار الوزير، إلى أنه سيتم في الأيام المقبلة، إطلاق بوابة "جيو هيريتاج" تضم زهاء 10 آلاف موقع تاريخي على المستوى الوطني.
ويوثّق هذا الوثائقي التاريخي الذي أعطيت إشارة انطلاق تصويره من مقر الجمعية الوطنية لكبار معطوبي حرب التحرير الوطني بوهران، لشهادات حيّة لمجاهدين ومعطوبي حرب التحرير الوطني ممن كانوا يكافحون المستدمر الفرنسي الغاشم على خطي شال وموريس يشير المخرج زوبير محبوب، في تصريح إعلامي. ويعد هذا العمل الوثائقي من 15 عددا بمعدل 13 دقيقة لكل عدد، توثيقا للذّاكرة على لسان أبطالها، حيث يركّز على مختلف العمليات التي نفّذها المجاهدون الأبطال والتضحيات التي قدموها في سبيل استرجاع السيادة الوطنية والاستقلال.