المدرسة الوطنية العليا للصحافة وعلوم الإعلام:

شراكة مع الإذاعة وتدشين إذاعة خاصة

شراكة مع الإذاعة وتدشين إذاعة خاصة
  • القراءات: 642
لطيفة داريب لطيفة داريب

أبرمت المدرسة الوطنية العليا للصحافة وعلوم الإعلام، أمس، اتفاقية شراكة مع الإذاعة الوطنية، كما دشنت رسميا إذاعتها الخاصة وهذا على هامش تنظيمها للملتقى الدولي الأول بعنوان "60 سنة من الإذاعة في الجزائر، الرهانات والتحديات".

بالمناسبة تحدث مدير المدرسة الوطنية العليا للصحافة وعلوم الإعلام البروفيسور عبد السلام بن زاوي، عن فحوى الاتفاقية التي أبرمتها المدرسة مع الإذاعة الوطنية، والتي تهتم عموما بتشجيع وتكوين الطلبة الموهوبين، لينتقل في حديثه عن فكرة تنظيم هذا الملتقى الذي يتمحور حول الحركية الدائمة للإذاعة الجزائرية منذ نشأتها في قالب سري في 16 ديسمبر 1956 إلى يومنا هذا، مرورا باسترجاع السيادة على الإذاعة الوطنية وصولا الى المرحلة الراهنة المتميزة برقمنة المشهد الإذاعي الجزائري.

وأضاف بن زاوي أن "إذاعة اليوم وما يصاحبها من تطورات هائلة، هي وليدة تلك التي ولدت في السر عام 1956"، ليؤكد الغاية من تنظيم الملتقى والمتمثلة في بناء جسر بين الماضي والمستقبل أي بين طلبة اليوم ومؤسسي الإذاعة.

بالمناسبة أعلن بن زاوي، عن التدشين الرسمي لإذاعة المدرسة بعد 3 سنوات من التحضيرات، علما أنه سيتم بثها على موقع المدرسة في انتظار أن يخصص لها موقع الكتروني.

في هذا السياق تم تسجيل الحصة الأولى لإذاعة المدرسة الوطنية العليا للصحافة وعلوم الإعلام على هامش تنظيم هذا الملتقى بمشاركة مدير المدرسة ومدير الإذاعة وشخصيات أخرى.

بدوره قدم الأستاذ محمد بغالي، مدير الإذاعة الوطنية أرقاما تخص المؤسسة التي يترأسها، حيث قال "إن الإذاعة حينما تأسست في السر كانت تبث بمعدل ساعتين يوميا، أما اليوم فتبث بمعدل 900 ساعة يوميا و27 ألف شهريا و324 ألف ساعة سنويا، كما أن لها 10 ملايين مشترك وتتوزع إلى أربعة قنوات وطنية و48 قناة جهوية و3 موضوعاتية و10 مكاتب في الولايات الجديدة.

وأضاف أن الإذاعة الجزائرية لم تولد مثل بقية الإذاعات في العالم أي بموجب مرسوم، وأدت دورها بالكامل أثناء الثورة التحريرية من خلال التأكيد على أهمية الإعلام لتحقيق الاستقلال ونفس الشيء بعد الظفر بالحرية من خلال عدم تنصلها من مسؤوليتها في الحفاظ على الوحدة الوطنية والاستقرار لتصبح إحدى أكبر الشبكات الإذاعية في العالم.

أما الدكتور خالد لعلاوي، رئيس اللجنة العلمية للملتقى الذي تختم فعاليته اليوم بمقر المدرسة فقد تطرق الى محاور الملتقى وهي "نشأة الإذاعة السرية وأثرها على المجتمع الجزائري.. تحديات ورهانات الإذاعة بعد الاستقلال"، "الإذاعات المحلية: فاعل أساسي في ترقية الاتصال الجواري والتنمية المحلية" و"رهانات رقمنة الإذاعة في الجزائر".

وقدم العديد من الأساتذة مداخلاتهم حول موضوع الملتقى الذي عرف استضافة الوزير السابق دحو ولد قابلية، بحكم أنه كان شاهدا على تأسيس الإذاعة في حلّتها الثانية (عام 1959)، وقدم بالمناسبة مداخلة تحت عنوان "الإذاعة السرية صوت الثورة الجزائرية"، حيث ذكر فيها بأن "العقيد بوالصوف، قرر أن يكون للجزائر إذاعتها الخاصة حتى تكون خطابات ثوارها أكثر تأثيرا سواء على المستوى المحلي أو على المستوى الدولي، وكان ذلك حينما عين مسؤولا على الولاية الخامسة بعد مؤتمر الصومام، ليقرر عام 1956، وتحديدا في سبتمبر الاعتماد على خمسة أو ستة من الثوار الجزائريين الذين كانوا يتقنون لغة الإشارة، وطلب منهم تكوين 30 فردا من خريجي الثانويات والجامعات". بعدها قام العقيد ـ يضيف ولدقابلية ـ "بإرسال ثمانية منهم الى مناطق جزائرية مثل عين الصفراء والبيّض وسعيدة، ليضعوا أجهزة خاصة لإيصال قيادة الولاية بقيادات المناطق والنواحي، كما كلّف ثمانية آخرين باستقبال رسائل العدو المشفّرة".

وتابع ولد قابلية، أن بوالصوف خصص الفريق الثالث لإنشاء إذاعة جزائرية من خلال الاعتماد على جهاز "بي سي 610" بقوة 400 واط، وإضفاء بعض التغييرات عليه لتحويله الى جهاز بث إذاعي، كما زود الفريق بأسماء لامعة شكلت طاقم التحرير باللغات العربية والأمازيغية والفرنسية، وهكذا تم تشغيل الإذاعة في منطقة الريف (شمال المغرب) والتي كانت تحت حكم الإسبان في 16 ديسمبر 1956. وتم ذلك بحضور شخصيات لامعة في الثورة، ليتم اطلاق أول إرسال من خلال القاء خطاب يحكي تاريخ مقاومة الشعب الجزائري منذ الفترة الرومانية إلى الفترة الاستعمارية الفرنسية.

وذكر ولد قابلية، كيف أن المستعمر الفرنسي حاول من خلال التشويش وإلقاء قنابل في منطقة الريف ايقاف البث، "والذي توقف فعلا ولم يعد الى الواجهة إلا في عام 1959، بقرار ثان من بوالصوف الذي اعتمد هذه المرة على جهاز بقوة 5000 واط واستطاع إيصال صوت الجزائر إلى العديد من الدول ليكون النّصر الإعلامي للجزائر على حساب المحتل ٠