لقاء الرئيس تبون ببابا الفاتيكان أسقط عديد الحواجز.. أسقف الجزائر:

سياسة الجزائر في الحوار بين الأديان نموذج يحتذى به

سياسة الجزائر في الحوار بين الأديان نموذج يحتذى به
رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون - البابا ليون الرابع عشر
  • 234
ك. ع ك. ع

* الاستعمار الفرنسي للجزائر جرح عميق في الذاكرة لم يحظ بالاعتراف الكامل

أكد أسقف الجزائر، جون بول فيسكو، أن سياسة الجزائر في مجال الحوار بين الأديان تعد نموذجا يحتذى به، مشيرا إلى أن اللقاء الأخير الذي جمع رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بالبابا ليون الرابع عشر في الفاتيكان أسقط عديد الحواجز.

وقال جون بول فيسكو في حوار نشر أول أمس، على صفحات يومية "أوريزون"، أن ذلك اللقاء يحمل قبل كل شيء بعدا إنسانيا عميقا، وقد أسقط عديد الحواجز، فالبابا ليون الرابع عشر يعرف الجزائر جيدا، إذ سبق له زيارتها في مناسبتين قبل انتخابه، وهو يكن مودة صادقة لهذا البلد وشعبه، أما الرئيس عبد المجيد تبون، فقد عبّر دوما عن احترامه للكنيسة الكاثوليكية، وهذا الاحترام متبادل تماما. وأشار أسقف الجزائر،  أنه مرّ عشرون عاما منذ أن تم استقبال رئيس جزائري في حاضرة الفاتيكان، معتبرا أن لقاء جويلية الأخير كان في غاية الأهمية، ويمثل رسالة قوية على جودة العلاقات بين الكرسي الرسولي والجزائر.

وتابع يقول: "إن هذه المؤشرات تعزّزت فعليا خلال زيارة الأسقف غالاغر، (وهو ما يعادل وزير شؤون خارجية البابا) في أكتوبر 2022، بمناسبة إحياء الذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين، مؤكدا أن هذه الديناميكية تنم على تعميق حقيقي للمبادلات بين الجانبين". وفي ردّه على سؤال حول المجالات، التي يمكن استكشافها لتعزيز الحوار بين الأديان، ذكر جون بول فيسكو، أنّ سياسة الجزائر في هذا المضمار تعد نموذجا يحتذى به، مشيرا إلى أن الجزائر، كبلد مسلم، لطالما خصّصت مكانة للأقليات، منها الأقلية المسيحية. وأشار إلى أن الكنيسة الكاثوليكية موجودة في الجزائر منذ زمن بعيد، وكان القديس أوغسطين رمزا لها، مضيفا أنه بعد الاستقلال، عام 1962، شجع الكاردينال دوفال رجال الدين على البقاء في الجزائر من أجل التأكيد على إمكانية العيش المشترك.

أما عن سؤال حول تصاعد ظاهرة الإسلاموفوبيا في الغرب وسبل مواجهتها، أكد أسقف الجزائر أن هذه الظاهرة موجودة بالفعل، وتتغذى من الخوف والجهل والانغلاق المجتمعي، مضيفا أن الجزائر بحكم تاريخها وموقعها الجغرافي عند ملتقى العالمين الغربي والعربي-الإسلامي، قادرة على أن تلعب دور جسر تواصل بينهما. وفي معرض تطرّقه لمسالة الاستعمار، اعتبر جون بول فيسكو، أن هناك جرحا عميقا في الذاكرة مرتبطا بالتاريخ الاستعماري في الجزائر، موضحا أن كل استعمار يعد شكلا من أشكال العنف، وهذا العنف لم يحظى بالاعتراف الكامل. وخلص في الأخير إلى التأكيد، بأن هذا الصمت يبقى على التوترات الحالية بين الجزائر وفرنسا، ومن الضروري السعي إلى مصالحة الذاكرة، ليس لإلقاء اللوم وإنما لتحرير الأجيال القادمة.