أبدى سفير كوريا الجنوبية في الجزائر سيم لي اون، إعجابه بمسار المصالحة الجزائرية وكشف عن رغبة ملحة لتطبيقه على العلاقات بين الكوريتين من أجل إحلال السلام في شبه الجزيرة الكورية.

في تصريح  لـ«المساء” على هامش مأدبة عشاء نظمتها سفارة كوريا الجنوبية على شرف ممثلي وسائل الإعلام الجزائرية مساء الأربعاء، قال السيد سيم لي اون، إنه كسفير لكوريا ”جد فخور لتعرّفه على المصالحة الجزائرية”. وأضاف ”نريد تطبيق هذا المسار السّلمي على العلاقات بين الكوريتين”.

وفيما يتعلق بالخيار السلمي أكد أن الجزائر ”أظهرت الكثير من الأشياء، وهي التي عرفت العشرية السوداء... لكنها استطاعت التغلب على تلك الصعوبات، وأوضحت ليس فقط للكوريين، بل لكل المجموعة الدولية أنه يمكن التصالح فيما بيننا عبر الطريق السّلمي”.

ويرى السفير الكوري أن المصالحة الجزائرية مناسبة اليوم لتطبّق على الحالة الكورية، خاصة في ظل التقارب الأخير بين الشمال والجنوب، والذي ترجم بعقد ثلاث قمم بين قادة البلدين، وينتظر عقد قمة قريبا بين الرئيس الكوري الجنوبي مون جي اين، ونظيره الشمالي كيم جونغ ان.

لكنه اعتبر أنه من المبكر جدا وصف ذلك بمثابة خطوة نحو توحيد الكوريتين، باعتبار أن مسار التوحيد طريق طويل جدا وبحاجة إلى بعض المراحل خاصة فيما يتعلق بالعمل على التخلص من الأسلحة النووية، أكد السفير أنه سيتم على أساسه تطوير خلال الأشهر القادمة مسار التعاون بين الكوريتين.

ويأتي هذا اللقاء بعد أيام قليلة من انطلاق فعاليات الأسبوع الثقافي الكوري بالجزائرمن الـ7 إلى 11 أكتوبر القادم، والذي سيعرف برنامجا متنوعا وثريا يهدف للتعريف بالثقافة والعادات الكورية.

ويتضمن البرنامج أربعة مواعيد يتعلق الأول بمهرجان موسيقي للفرقة الكورية ”سي. اوم” تقدم عرضها في اليوم الأول من انطلاق الأسبوع الكوري بقصر الثقافة يتجاوز بين الموسيقى الكورية العصرية والتقليدية، بينما برمج خلال اليوم الثاني الطبعة الرابعة لمسابقة اللغة الكورية التي سيحتضنها مقر السفارة، حيث اختير لها هذه المرة موضوع العلاقات الثنائية الجزائرية الكورية والثقافة الكورية.

كما سيعرف الأسبوع الثقافي عرض فيلمين كوريين سيسمحان للجمهور الجزائري باكتشاف كوريا التقليدية والعصرية، في حين سيتم خلال اليوم الأخير إطلاق مسابقة ”كي ـ بوب 2018”.

وبهذه المناسبة لم يخف السفير الكوري، رغبته في توسيع مجالات التعاون بين البلدين لتشمل كل الميادين خاصة الثقافية والتربية والتكنولوجية، مشيرا إلى وصول قيمة المبادلات التجارية إلى ملياري دولار سنويا بعد ما كانت لا تتجاوز 100 مليون دولار وذلك قبل التوقيع على اتفاق الشراكة الإستراتيجية عام 2006،  وقال إن ”العلاقات الاقتصادية ومنذ هذا التاريخ تطورت بسرعة ونأمل في تطويرها أكثر”.