النقابات وجمعيات أولياء التلاميذ تثمّن وتطالب بإشراكها في تسييره
ديوان المطاعم المدرسية يضمن وجبات صحية وتكافؤ الفرص

- القراءات: 442

ثمّنت نقابات التربية وجمعيات أولياء التلاميذ، قرار رئيس الجمهورية، القاضي بالإسراع في استحداث ديوان وطني للمطاعم المدرسية، نظرا لما له من دور أساسي في توفير مناخ سليم للتلميذ وضمان تمدرس أمثل، معتبرين حرص الرئيس وإيلائه الأهمية الاستثنائية للمطاعم المدرسية في المناطق البعيدة خطوة كبيرة، تستجيب لمطالب الأسرة التربوية، وتخفف معاناة التلاميذ، لاسيما بالبلديات الفقيرة التي لا تقوى على توفير وجبات صحية للتلاميذ.
أثلج قرار الرئيس تبون التعجيل بإنشاء ديوان وطني للمطاعم المدرسية، صدور مكوّنات الأسرة التربوية، بعد سنوات من مطالبتها الملحة، بسد النقص الحاصل والعجز الواضح في تسيير هذه الخدمة التي تمس فئة المتمدرسين، وتؤثر على الجانب الصحي ومنه على التحصيل العلمي للتلميذ.
وأثنى بعض الشركاء الاجتماعيين لقطاع التربية الوطنية، في اتصال مع “المساء” على الاهتمام البالغ الذي يوليه القاضي الأول في البلاد لهذا القطاع المفصلي، مؤكدين أن تحقيق مثل هذا المطلب سيكون له آثار طيبة ويحسن وضعية الخدمات المقدمة للتلاميذ، لاسيما بالطور الابتدائي، الذي عجزت أغلب البلديات في تسييره، لاسيما منها تلك التي لا تتوفر على ميزانية كافية للتكفل بخدمات إطعام وفق المقاييس المطلوبة.
المطالبة بإشراك جمعيات أولياء التلاميذ في إنجاح المسعى
ثمّن رئيس الاتحاد الوطني لأولياء التلاميذ، حميد سعدي، قرار السيد الرئيس، وذكر أن هيئته لطالما طالبت بإنشاء ديوان وطني للخدمات المدرسية، قصد إزالة الوضعية غير المريحة للتلميذ، المترتبة عن عجز البلديات في تسيير هذه الخدمات، مشيرا إلى أن استحداث هيئة متخصصة ومسؤولة على توفير الإطعام المدرسي من شأنه تخفيف الأعباء وإزالة النقائص المسجلة من حيث إعداد الوجبة ونوعيتها. وقصد إنجاح هذا المسعى الهام، طالب سعدي بإشراك جمعيات أولياء التلاميذ، بتمكينها من مرافقة مسيري الديوان والسهر على مراقبة ما يقدم فعليا في الميدان، ووضع حد للتلاعب بوجبات التلاميذ. وفي حين أوضح بأن تفاصيل الديوان الجديد (الإدارية والتقنية والمالية) توجد لدى وزارتي التربية الوطنية والداخلية، استبعد محدثنا، أن تعمّم خدمات هذا الديوان على الطورين الآخرين (المتوسط والثانوي) اللذين تسيرهما وزارة التربية الوطنية مباشرة، دون إشراك الجماعات المحلية.
خطوة هامة لإعفاء البلديات من مسؤولية تسيير الشأن التربوي
من جهته، أكد رئيس النقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين، بوعلام عمورة، في تصريح لـ"المساء” أن هيئته كانت من أولى النقابات التي طالبت بتحويل التسيير المدرسي من الجماعات المحلية إلى الوزارة الوصية، مشيرا إلى أن إنشاء ديوان وطني للإطعام المدرسي يعد خطوة أولى لإعفاء البلديات من مسؤولية تسيير الشأن التربوي في الطور الابتدائي، لاسيما أن الجماعات المحلية لا تمتلك الكفاءات البشرية والقدرة المالية لتسيير القطاع، ولا تعرف خصوصيات وحساسية هذا القطاع الهام، وتكفيها مسؤولية تسيير شؤون المواطنين عموما في عديد القطاعات الحياتية الأخرى.
غير أن عمورة ألحّ على ضرورة إشراك النقابات وجمعيات أولياء التلاميذ في عملية إنجاح المسعى من خلال، تمكين الشركاء الاجتماعيين من حق النظر ومراقبة العملية في الميدان وتقديم المقترحات لضمان تسيير ناجح وناجع.
إزالة الاختلالات والفروقات بين البلديات
قالت رئيسة الفدرالية الوطنية لجمعيات أولياء التلاميذ، جميلة خيار، لـ “المساء” أن قرار الرئيس تبون لدفع هذا المشروع الهام، جاء في وقته، لكونه سيحل عديد المشاكل التي تعترض سير العملية التربوية ووضعية التلاميذ، لاسيما بالبلديات التي لا تملك الإمكانيات المادية والبشرية لتقديم هذه الخدمات. وأكدت أن الديوان الوطني للمطاعم المدرسية من شأنه توفير وجبات صحية مفيدة ومدروسة، ومتساوية بين التلاميذ، بعيدا عن الاختلالات السابقة والفروقات بين بلدية وأخرى، مضيفة بأن الديوان المزمع استحداثه سيزيل الهوة بين مدرسة وأخرى ويحدث التوازن بين البلديات. كما سيفرض الشفافية، والنجاعة وتتبع مسار الأموال العمومية وطريقة إنفاقها، لافتة من جهتها، إلى أن الفدرالية طالبت بإشراكها كعضو في لجنة تحضير الوجبات إلى جانب قطاعات أخرى، كالتربية، الصحة، والداخلية.
تتبع مصير الأموال التي تضخها الدولة لفائدة التلميذ
من جانبه، قال رئيس النقابة المستقلة لأساتذة التعليم الابتدائي، محمد حميدات إن قرار الرئيس يستجيب لمطالب وطموحات التلاميذ والأسرة التربوية ككل، موضحا أن الملايير التي كانت تدفعها الخزينة العمومية للبلديات، لا تظهر في الميدان، رغم محدوديتها، وأن الديوان سيكون بمثابة جهاز لتتبع هذه الأموال التي تضخها الدولة لفائدة التلميذ. وثمّن قرار رئيس الجمهورية بعث هذا المشروع الهام الذي سيكون له تأثيرا إيجابيا على وضعية المتمدرسين، لاسيما بالقرى والمداشر النائية ومناطق الظل التي يواجه بها الأطفال متاعب كبيرة في تناول وجبة الغداء، بل إن توفير الإطعام بالمدارس الريفية من شأنه تشجيع الأبناء على الالتحاق بمقاعد الدراسة وعدم التغيب والتأخر عن الحصص الدراسية. كما يطمئن الأولياء بوجود هذه الضروريات التي تضمن بقاء التلاميذ في الحرم المدرسي.