معرض التجارة البينية رافد لتجسيد المنطقة الحرّة القارية.. منظمات أرباب عمل إفريقية:

دور استراتيجي للجزائر في تسريع تجسيد منطقة "زليكاف"

دور استراتيجي للجزائر في تسريع تجسيد منطقة "زليكاف"
  • 185
ع. م / (واج)  ع. م / (واج) 

❊ غينا: جهود الجزائر للتحضير للمعرض تعكس التزامها بالاندماج الإفريقي

❊ كيروثي: الجزائر باستثماراتها محرك أساسي لتحقيق رؤية "زليكاف"

❊ نارتي: المعرض محفّز حقيقي لكسر الحواجز التجارية بين بلدان القارة

أكدت عدة منظمات أرباب عمل إفريقية، أن معرض التجارة البينية الإفريقية المقرر تنظيمه بالجزائر من 4 إلى 10 سبتمبر، يشكل قوة دافعة لتجسيد منطقة التجارة الحرّة القارية الإفريقية "زليكاف"، مبرزة الدور الذي تلعبه الجزائر في تسريع وتيرة الاندماج الاقتصادي للقارة.

اعتبر المدير التنفيذي للغرفة الإفريقية للتجارة والصناعة، كيبور غينا، في تصريح لوكالة الأنباء، بأن المعرض يمثل تجربة فريدة من شأنها توفير فضاء عملي يلتقي فيه البائعون والمشترون الأفارقة لإبرام الصفقات والمساهمة في تعزيز المبادلات داخل القارة، معتبرا بعد أن ذكر بدور الجزائر في تسريع تجسيد منطقة "زليكاف" أن "الجهود المبذولة للتحضير لهذا الحدث تعكس التزاما راسخا من الجزائر لصالح الاندماج الإفريقي". 

وأشار إلى أن "استضافة الجزائر لمعرض التجارة البينية الإفريقية دليل واضح على إرادتها في أن تكون فاعلا محوريا"، مضيفا بأن "حجم الوسائل المسخرة لتنظيم هذا الموعد يعكس رؤية بعيدة المدى، وهي جعل الجزائر منصة إقليمية تلتقي فيها إفريقيا للتجارة والاستثمار".وبخصوص مشاركة الغرفة الإفريقية في التظاهرة أوضح غينا، بأن المنظمة التي يوجد مقرها في أديس أبابا بإثيوبيا، شاركت في الدورات الثلاث السابقة للمعرض لكنها ستستفيد لأول مرة في الجزائر من جناح خاص بها، مخصص لعرض أبرز مبادراتها من جلسات الاستماع للقطاع الخاص الإفريقي، برامج لدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، برامج في التمويل المناخي ومشاريع رقمنة غرف التجارة.وعبّر عن تفاؤله بمستقبل منطقة "زليكاف" رغم العراقيل التي ما تزال تعترض التجارة البينية الإفريقية، على غرار الحواجز الجمركية وغير الجمركية، الصعوبات اللوجستية، نقص التمويل الملائم للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، إضافة إلى بطء الإصلاحات الإدارية، قائلا "مع الجيل الجديد من المواطنين الأفارقة ستتعزز الثقة وسنتجه نحو سوق قارية مفتوحة للتجارة والاستثمار وحرية التنقل".

ومن جانبها اعتبرت المديرة التنفيذية لجمعية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الإفريقية، جاسينتا كيروثي، أن "معرض التجارة البينية الإفريقية لسنة 2025، سيكون حدثا مرجعيا لا يكتفي بالبناء على زخم الطبعات السابقة، بل سيؤدي دورا محوريا في تسريع الاندماج الاقتصادي للقارة وتطوير التجارة البينية الإفريقية في إطار منطقة زليكاف". وأضافت أن هذا الموعد سيوفر للمؤسسات الإفريقية فرصا غير مسبوقة للتواصل والتعاون والترويج لمنتجاتها عبر الحدود الوطنية، مؤكدة أنه "أكثر من مجرد معرض تجاري فهو منصة قارية للشراكات، موجهة لإبراز التميز الإفريقي وفتح آفاق لأسواق جديدة، فرص استثمارية، ومشاريع مشتركة". 

ولفتت في هذا السياق، إلى أن هذه الطبعة ستركز على "توسيع مشاركة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، تعزيز حضور ريادة الأعمال لدى الشباب، والاستفادة من الحلول الرقمية لجعل التجارة العابرة للحدود أكثر سلاسة من أي وقت مضى".وترى كيروثي، أن طبعة الجزائر ستكون "منصة مثالية لمواجهة التحديات الكبرى التي تعرقل الاندماج عبر الحوار وإبرام الاتفاقات وتبادل الحلول"، مبرزة على وجه الخصوص "نقص البنى التحتية، التباينات في مجال التشريع، بطء الإجراءات على الحدود، محدودية الوصول إلى التمويل خصوصا للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، فضلا عن ضعف التحسيس وتبادل المعلومات بين الأسواق الإفريقية".وأشارت المسؤولة بالجمعية التي تتخذ من أبوجا (نيجيريا) مقرا لها، إلى أن "الجزائر تلعب دورا استراتيجيا ورمزيا في استضافة هذه الطبعة، فهي جسر بين شمال إفريقيا وإفريقيا جنوب الصحراء، وبفضل استثماراتها المتنامية في البنى التحتية وتسهيل المبادلات، هي بصدد أن تصبح محركا أساسيا لتحقيق رؤية منطقة زليكاف".

وأضافت بأن تنظيم هذا المعرض بالجزائر يعد "إشارة واضحة على التزام الجزائر بالتضامن القاري، الاندماج الاقتصادي، وتنويع الشراكات التجارية".ويمكن للجزائر ـ حسب المتحدثة ـ أن "تلعب دورا محوريا في تعزيز الروابط التجارية الإفريقية-العربية، ترقية المبادلات الثقافية والصناعية، وأن تفرض نفسها كبوابة حقيقية نحو إفريقيا". وختمت المسؤولة بالقول "مع الجزائر كمدينة مضيفة لمعرض التجارة البينية الافريقية لسنة 2025، نحن على يقين بأن ديناميكية التحول نحو إفريقيا أكثر ترابطا وأكثر صمودا وازدهارا ستتعزز لا محالة".

من جانبه اعتبر مدير جمعية رواد الأعمال الأفارقة، كورنيليوس نارتي، أن "هذا المعرض الذي يأتي في لحظة حاسمة مع دخول منطقة زليكاف مرحلتها العملية، يشكل محفزا حقيقيا يسهم في كسر الحواجز التجارية بين بلدان القارة".