بسبب الاعتماد المتزايد على الأنظمة المعلوماتية والمنصات الرقمية.. آين مسعودان:
حماية المعطيات الصحية أولوية استراتيجية للدولة
- 123
م. س
أكد وزير الصحة، محمد صديق آيت مسعودان، أمس بالجزائر العاصمة، أن ملف الأمن السيبراني وحماية المعطيات الصحية يندرج ضمن الأولويات الاستراتيجية للدولة الجزائرية، حسبما أورده بيان للوزارة.
وبمناسبة إشرافه على افتتاح الأسبوع التكويني الوطني حول "الأمن السيبراني وحماية المعطيات ذات الطابع الشخصي في القطاع الصحي"، أكد آيت مسعودان أن ملف الأمن السيبراني وحماية المعطيات الصحية يندرجان "ضمن الأولويات الاستراتيجية للدولة الجزائرية، لا سيما في ظل التحوّل الرقمي الشامل الذي يشهده قطاع الصحة".
وعرج الوزير على التحديات التي يفرضها التحوّل الرقمي، في ظل الاعتماد المتزايد على الأنظمة المعلوماتية والمنصات الرقمية لتحسين نوعية الخدمات الصحية وتعزيز جودة التكفل بالمريض. ومن أهم هذه التحديات "ضمان أمن المعلومات وحماية المعطيات الصحية ذات الطابع الشخصي، باعتبارها من أكثر البيانات حساسية وارتباطا بحقوق الأفراد وحرياتهم الأساسية".
وأشار في هذا الصدد إلى أن قطاعه يعمل بالانسجام مع الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني وتوجيهات السلطات العليا في هذا المجال، من خلال "إدماج البعدين الأمني والقانوني في جميع مشاريع الرقمنة وترسيخ ثقافة حماية المعطيات داخل المؤسسات الصحية، من خلال التكوين، التحسيس وبناء القدرات البشرية".
وفي هذا الإطار، يأتي تنظيم هذا الأسبوع التكويني الذي احتضنه المعهد الوطني للتكوين العالي شبه الطبي، والرامي إلى "تعزيز الامتثال للتشريع الوطني المتعلق بإنشاء وتشغيل الأنظمة المعلوماتية الصحية وتدعيم التنسيق المؤسساتي مع السلطة الوطنية لحماية المعطيات ذات الطابع الشخصي، بما يكرس مبادئ حوكمة البيانات الصحية".
كما يعكس أيضا حرص الوزارة على الاستثمار في المورد البشري وتأهيل الكفاءات الشابة وتعزيز وعيها بالمسؤوليات المهنية والقانونية المرتبطة باستعمال الأنظمة الرقمية والمعطيات الصحية". وفي الختام، أشاد آيت مسعودان بمساهمة الشركاء المؤسساتيين في إرساء هذا البرنامج التكويني، بما يعكس "تكامل الرؤى وتنسيق الجهود، خدمة للأمن الرقمي الوطني وحماية السيادة المعلوماتية".
حفاظا على صحة المواطنين وضمانا لمستقبل الأجيال.. بوعمرة:
الاستعمال العقلاني للمضادات الحيوية أولوية وطنية
أكد المدير العام للمعهد الوطني للصحة العمومية، البروفيسور عبد الرزاق بوعمرة، أمس بالجزائر العاصمة، أن الاستعمال العقلاني للمضادات الحيوية يعد أولوية وطنية في إطار الأمن الصحي بالجزائر.وخلال افتتاحه لدورة تكوينية حول "الاستعمال العقلاني للمضادات الحيوية"، موجهة لفائدة الأطباء العامين، الجراحين وأطباء الإنعاش بمختلف الهياكل الصحية، أبرز البروفيسور بوعمرة الأهمية التي تكتسيها هذه المسألة التي تمثل "أولوية وطنية من أولويات الأمن الصحي في الجزائر، حفاظا على صحة المواطنين وضمانا لمستقبل الأجيال".
وأشار إلى أن الدراسات التي أنجزها المعهد، خلال السنوات الأخيرة، حول استهلاك المضادات الحيوية بالجزائر، أثبت "الحاجة الملحة إلى تعزيز التكوين والتوعية في هذا المجال". وبذلك، تأتي هذه الأيام التكوينية لتترجم نتائج هذه الدراسات إلى برامج عملية ستستمر طيلة عام 2026، من خلال تكوين مهنيي الصحة وتعبئة مختلف الفاعلين في المستشفيات والعيادات والصيدليات، بالإضافة إلى الممارسين العامين وأطباء الأطفال والجراحين وهذا في إطار "مقاربة شاملة متعددة التخصصات". وفي ذات المنحى، أكد البروفيسور بوعمرة أن المعهد "سيواصل رصد الاستهلاك الوطني للمضادات الحيوية عبر تحقيقات دورية، مع تقديم توصيات علمية للسلطات الصحية وللمهنيين، بما يضمن الاستخدام الأمثل لهذه الأدوية الحيوية".
من جانبها، أبرزت رئيسة مصلحة الأمراض المعدية بالمؤسسة الاستشفائية المتخصصة في الأمراض المعدية "الهادي فليسي"، بباب الوادي، بالجزائر العاصمة، البروفيسور نسيمة عاشور، وجود "ارتفاع ملحوظ في مقاومة المضادات الحيوية"، مؤكدة أن هذه الظاهرة هي نتيجة سوء استعمال هذه الجزيئات الدوائية التي صنعت لمساعدة الفرد على العلاج وليس لتأزيم وضعه الصحي. وإزاء ذلك، دعا المختص في علم الأوبئة بالمستشفى الجامعي بالدويرة، الدكتور عطيف محمد لمين، المواطنين إلى تفادي الاستعمال الفردي للمضادات الحيوية، دون استشارة الطبيب، مذكرا بخطورة ذلك، حيث يؤدي الاستعمال المفرط لهذه الأدوية إلى مقاومة الجسم لها.