مهنيون ينبّهون التلاميذ عشية الفروض وتقويمات الفصل الأول

حذار من الذكاء الاصطناعي في المراجعة

حذار من الذكاء الاصطناعي في المراجعة
  • 107
ايمان بلعمري ايمان بلعمري

❊ ضرورة التوازن بين التقدّم التكنولوجي والحفاظ على قيم التعلّم والاجتهاد

حذّر أساتذة ومهنيو قطاع التربية من التحديات الجديدة المترتبة عن الاعتماد المفرط وغير المدروسدعا رئيس “مجلس ثانويات الجزائر” زبير روينة في اتصال لـ"المساء” إلى ضرورة تحديد الإطار الأخلاقي لاستعمال الذكاء الاصطناعي من قبل التلاميذ، بعد أن أصبحوا يستعملونه بشكل مباشر في إعداد الواجبات المنزلية والفروض التي يكلفون بها، “ليجد الأساتذة أنفسهم بصدد تقويم الذكاء الاصطناعي بذل تلاميذهم”.

 وأضاف روينة أن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في المراجعة وحل التمارين، من شأنه أن يؤثر بشكل كبير على مردود التلاميذ، الذين أصبحوا يعتمدون على هذه الأدوات  في الإجابة عن تساؤلات جاهزة، وبذلك لا يتجاوزون الصعوبات التي تساهم في تنمية تفكيرهم . ودعا ذات النقابي أولياء التلاميذ إلى مراقبة استغلال هذه التكنولوجيا، “التي كلما اقتربت من المتمدرسين  بخطوة ابتعدوا عن محيطهم الحقيقي والواقعي بخطوات”.

من جانبه أكد الناشط التربوي يوسف رمضاني، لـ"المساء” أن استعمال الذكاء الاصطناعي في حل التمارين والواجبات الدراسية والتحضير للفروض والاختبارات الفصلية، أصبح ظاهرة متزايدة في الوسط المدرسي، “تعكس من جهة تطوّر الوعي التكنولوجي لدى الجيل الجديد، لكنها من جهة أخرى، تثير تساؤلات عميقة حول حدود الاستخدام السليم والمسؤول لهذه التقنية”. وأضاف في هذا الشأن “لا شك أن الذكاء الاصطناعي يقدّم إمكانات هائلة في تبسيط المفاهيم وفهم الدروس، لكنه عندما يستخدم بطريقة غير تربوية يتحوّل من أداة للتعلم إلى وسيلة تضعف البناء المعرفي للتلميذ وتشوّه العملية التعليمية”، مشيرا إلى أن الجانب السلبي لهذه الظاهرة، “لا يكمن فقط في الغش أو النقل الآلي للإجابات، بل يتعدى ذلك إلى إضعاف التفكير النقدي والإبداعي لدى المتعلم”.

كما اعتبر محدثنا، أن اعتماد التلميذ كليا على برامج وتطبيقات الذكاء الاصطناعي لإنتاج الحلول دون بذل مجهود شخصي في التحليل أو الفهم، يجعله يحرم نفسه من أهم مرحلة في التعلم، وهي مرحلة التفاعل الذهني مع المعلومة. وبذلك مع مرور الوقت يتراجع لديه الحس المنطقي والقدرة على ربط الأفكار واستنباط الحلول، ما يؤدي إلى تكوين جيل من المتلقين السلبيين الذين يجيدون التعامل مع التقنيات، لكنهم يفتقرون إلى عمق التفكير والاستقلالية الذهنية.

كما أبرز  رمضاني أن بعض التلاميذ باتوا يلجؤون إلى الذكاء الاصطناعي لإنجاز تمارينهم وواجباتهم دون قراءة أو فهم المحتوى، ما يؤدي بهم إلى الفشل في الفروض والاختبارات الفصلية التي تتطلب الفهم والتحليل الذاتي، “وهنا تكمن الخطورة الكبرى التي تجعل الذكاء الاصطناعي عبارة عن أداة تغذي ثقافة المظاهر والنتائج السريعة للتلميذ بدل ثقافة الجهد والمعرفة الحقيقية”.

 بناء على ذلك، دعا المتحدث إلى ضرورة مرافقة المتمدرسين وتوعيتهم بأن الذكاء الاصطناعي ليس بديلا عن الذكاء البشري، بل هو وسيلة دعم ومراجعة فقط، والاعتماد الكلي عليه يفرغ العملية التعليمية من محتواها المعرفي، معتبرا المعادلة الحقيقية تقوم على التوازن بين الاستفادة من التقدم التكنولوجي والحفاظ على قيم التعلم والاجتهاد، “لأن المدرسة لا تكوّن فقط متفوّقين رقميا، بل عقولا ناقدة ومسؤولة قادرة على التفكير والإبداع في عالم سريع التحوّل”. على الذكاء الاصطناعي من قبل التلاميذ، من خلال إعداد التمارين أو المراجعة، لاجتياز الفروض التي تنطلق اليوم بالنسبة للأطوار التعليمية الثلاثة .