مع توالي الانجازات وتقلدها لعديد المناصب في الهيئات والمنظمات العالمية
ثقل دبلوماسي للجزائر في المحافل الدولية

- 301

❊ الحفاظ على كرامة المواطن في الخارج خط أحمر
❊ نشاط متميز لبعثة الجزائر في مجلس الأمن
تتوالى انجازات الدبلوماسية الجزائرية على مستوى المنظمات الدولية في الفترة الأخيرة، حيث نجحت بجدارة في اعتماد الاتفاقيات الدولية، فضلا عن انتخابها في المناصب الهامة بالنظر إلى المصداقية التي تحظى بها منذ الاستقلال في احترام المعاهدات الدولية، باعتبارها مبدأ مقدّسا في سياستها الخارجية، والأمر ذاته عندما يتعلق بالحفاظ على كرامة المواطن والدفاع عن حقوقه في أي بقعة من العالم.
عززت الجزائر رصيدها الدبلوماسي مؤخرا باعتماد اتفاقية دولية شاملة لمكافحة استخدام تكنولوجيات المعلومات والاتصالات للأغراض الإجرامية، والتي حظيت بإجماع كل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وذلك بعد مفاوضات استمرت لمدة 3 سنوات قبل أن تعقد جلسة أخيرة دامت أسبوعين في نيويورك، في انتظار تقديمها إلى الجمعية العامة لاعتمادها رسميا.
وتزامن هذا الانجاز مع التميز الذي يحظى به نشاط بعثة الجزائر في الأمم المتحدة، بمناسبة توليها مهامها كعضو غير دائم على مستوى هذا المحفل الأممي، فبالإضافة إلى إدراجها مختلف القضايا الدولية وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي أبلت بخصوصها البلاء الحسن، لم تتردد البعثة في التصدي لمحاولات الاستفزاز التي قد تطال أي مواطن جزائري على غرار ما جرى مع قضية الرياضية إيمان خليف، التي تبين رغبة بعض القوى الدولية استغلالها لمآربها الخاصة، وهو ما يترجم حرص رئيس الجمهورية، الذي سبق له وأن أسدى تعليمات صارمة للسلك الدبلوماسي بضرورة حماية كرامة المواطن في أي نقطة عبر العالم، بل أنه تابع شخصيا ملف إيمان خليف، عن قرب ولم يتردد في تقديم دعمه الكامل لها.
ويمكن القول إن الحضور الدبلوماسي للجزائر تعزز منذ انتخاب رئيس الجمهورية، في أهم المنظمات الدولية والإقليمية والهيئات القارية، اعترافا لها بدورها كقوة فاعلة في إرساء دعائم الأمن والاستقرار في العالم وفي تعزيز حقوق الإنسان.
فبعد انتخابها كعضو غير دائم بمجلس الأمن لمدة سنتين ونشاطها المكثف في خدمة قضايا السلم، حققت الجزائر مكاسب جديدة على مستوى المحفل الأممي، ما يعكس الثقة التي تحظى بها لدى أعضاء المجموعة الدولية. فقد شكلت تزكية الجزائر في منصب نائب رئيس الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وكذا عضو في المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة بانتخابها للمرة الثامنة في تاريخها، خطوة جديدة في سياق إثبات الحضور المتنامي للجزائر عبر الهياكل الأممية التي لها تأثير في تقديم الاقتراحات وصناعة القرار.
ويأتي ذلك بعد انتخاب الجزائر بالتزكية لمدة أربع سنوات اعتبارا من العام الماضي، في كل من لجنة المنظمات غير الحكومية ولجنة العلم والتكنولوجيا للتنمية التابعتين للمجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة. كما تم انتخاب الجزائر بجدارة واستحقاق كعضو في مجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة للفترة 2023-2025، تقديرا لدورها كدولة محورية في المنطقة واهتمامها بتعزيز مبادئ حقوق الإنسان في العالم، وذلك للمرة الثالثة منذ إنشاء هذه الهيئة عام 2006.
فضلا عن ذلك فاز السفير العربي جاكتا، بجدارة نهاية العام الماضي برئاسة لجنة الخدمة المدنية الدولية التابعة للأمم المتحدة وذلك للمرة الثانية على التوالي، بعد هزيمة منافسه المغربي بـ121 صوت مقابل 64، في حين انتخب مندوبها الدائم بفيينا بالتزكية في منصب نائب رئيس المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) باسم المجموعة الإفريقية، فضلا عن الفوز بعضوية مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية للفترة الممتدة من عام 2023 إلى عام 2025، حيث حظيت بلادنا بدعم المجموعة الإفريقية للمندوبين الدائمين لدى المنظمات الدولية بفيينا.
كما انتخبت الجزائر بالتزكية لعهدة مدتها أربع سنوات في كل من لجنة المنظمات غير الحكومية ولجنة العلم والتكنولوجيا للتنمية التابعتين للمجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة، في حين انتخبت الممثلة الدائمة لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية سليمة عبد الحق، في منصب نائب رئيس الدورة الـ27 لندوة الدول الأطراف في اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية المنعقدة بلاهاي نهاية العام الماضي.
وإلى جانب انتخاب الجزائر أيضا عضوا في مجلس إدارة الاتحاد الدولي للاتصالات، فقد انتخب مرشح الجزائر شريف رحماني، بالإجماع عضوا في مجموعة الشخصيات البارزة بالآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء، حيث سيكون للجزائر حضورا دائما في هذه الهيئة التابعة للاتحاد الإفريقي والمكلفة بتقييم إنجازات الدول الأعضاء في مجال الحكم الراشد.