دعما لخيار استغلال مياه البحر.. خبراء يؤكدون:
تقنيات حديثة لرفع منسوب المياه المحلاة وخفض التكاليف

- 787

* 40 بالمائة من مياه الشرب تبذر في الشبكات ومن طرف المستهلك
أكد المشاركون في الندوة الخاصة بالتكنولوجيات المستجدة في مجال تحلية مياه البحر، أهمية إستعمال التكنولوجيات الحديثة والطاقات المتجددة، لخفض تكلفة التحلية ورفع منسوب المياه المحلاة بالوصول إلى 0,60 متر مكعب محلى في كل متر مكعب، بدلا من 0,45 متر مكعب حاليا والتي تكلف 80 دينارا، وهذا استعدادا لاستلام المحطات الخمس الجديدة الجاري انجازها في إطار تطبيق قرارات رئيس الجمهورية المتعلقة بتعميم خيار تحلية مياه البحر عبر الولايات الساحلية لسد الحاجيات الوطنية.
وشدد المشاركون في الندوة العلمية التي نظمتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالتنسيق مع الوكالة الوطنية لتثمين نتائج البحث والتنمية التكنولوجية، أمس بالعاصمة، على ضرورة محاربة التبذير الذي يتسبب حاليا في ضياع 40 بالمائة من المياه بشبكات التوزيع والاستعمال غير الرشيد للمياه من قبل المستهلك. كما تطرقوا خلال اللقاء إلى التقنيات الحديثة المستعملة في مجال تحلية مياه البحر، من أجل إستخدامها تحسبا لفتح المحطات الخمس الجديدة لتحلية مياه البحر، والتي تم انجازها بكل من فوكة بتيبازة وكاب جنات ببومرداس وأخرى بالطارف وبجاية ووهران.
ضمن هذا المنظور أكد نجيب درويش، مدير الوكالة الوطنية لتثمين نتائج البحث والتنمية التكنولوجية، أن الملتقى يهدف لتثمين نتائج البحث والتنمية التكنولوجية مع المديرية العامة للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي، بالشراكة والتعاون مع اليونيسكو والمعهد الأوروبي للأغشية من جامعة مونبيلييه الفرنسية وجمعية الأغشية الإفريقية.
كما يهدف الملتقى لإبراز التكنولوجيات المستجدة لمعالجة المياه والهواء، وتحلية مياه البحر وإعادة إستعمال مياه الصرف الصحي، وإنتاج الهيدروجين وتحلية المياه بالطاقة الشمسية الحرارية والفولتية الضوئية، من أجل الخروج بتوصيات تساعد على تدعيم الأمن المائي واقتراح حلول تقنية في مجال تحلية المياه، مع تعزيز كفاءة الموارد المائية بفضل التبادل بين الخبراء حول الحلول التكنولوجية المبتكرة في هذا المجال.
كما أكد مدير التطوير التكنولوجي والابتكار، بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، تصالي الجيلالي، لـ"المساء" أن الجزائر تبحث عن نقل التكنولوجيات الحديثة في مجال تحلية مياه البحر للشركات الجزائرية، كون هذا الخيار مكلف جدا ويتراوح ما بين 50 إلى 80 دينارا للمتر المكعب الواحد حسب نوعية التكنولوجية المستعملة، لكون الأغشية المستعملة في التحلية مستوردة ولديها مدة صلاحية محدودة، مشيرا إلى أنه يجري البحث عن التنسيق بين 5 جامعات جزائرية والشبكة الدولية المختصة للوصول إلى استخدام التكنولوجيات النظيفة والطاقات المتجددة كالرياح بالجنوب مثلا والطاقة الشمسية بدل الطاقة الكهربائية لتحلية المياه، التي تعد السبيل الوحيد لسد احتياجات الساكنة من الماء مع تجسيد هذه النظرة الجديدة من قبل المؤسسات الناشئة بالتعاون مع الباحثين، مؤكدا ضرورة مكافحة تبذير المياه الصالحة للشرب، معتبرا ضياع 40 بالمائة من الماء، معدل كبير جدا مقارنة بالمستوى العالمي الذي لا يتعدى 15 بالمائة.
من جانبه ذكر مدير شركة "بني صاف واتر" الخاصة شارفي محمد لـ"المساء" أن الهدف من استعمال تكنولوجيات تحلية المياه هو الرفع من كمية المياه المحلاة بالوصول إلى منسوب 0,50 أو 0,60 متر معكب في كل متر مكعب من مياه البحر المحلاة.