تلمسان عاصمة الزيانيين

تاريخ عريق ووجهة سياحية بامتياز

تاريخ عريق ووجهة سياحية بامتياز
  • 558
ق. م ق. م

لا تزال تلمسان عاصمة الزيانيين سابقا، تحتفظ إلى اليوم بتراث تاريخي استثنائي، يتضمن معالم بارزة تعود إلى حقب تاريخية مختلفة، مما يجعلها أكثر المدن جاذبية فيما يخص السياحة الثقافية والدينية عبر الوطن، وهي الوجهة التي ينصح بها أكثر السياح لاكتشاف كل هذه الكنوز.

وقد صنفت هذه المدينة من قبل المؤرخين وعلماء الآثار والمؤلفين باسم "لؤلؤة المغرب العربي"، و"غرناطة إفريقيا"، لما تزخر به من معالم ومواقع تاريخية وأثرية ذات جمال خلاب، جعلها تستقطب السياح المحليين والأجانب على حد سواء، حيث يمنحها هذا الإرث التراثي طابع وجهة سياحية أساسية. ومن بين كنوز الفن الإسلامي بتلمسان، المسجد الكبير الواقع بوسط المدينة، والذي يعد تحفة معمارية حقيقية، وقد تم تشييده من طرف المرابطين في القرن الحادي عشر، ثم قام الزيانيون ببناء مئذنته. ويعتبر المسجد الكبير، إلى جانب جامع سيدي بلحسن التنسي (القرن الثالث عشر) ومسجد سيدي بومدين (القرن الحادي عشر) ومسجد سيدي الحلوي، من بين أهم المعالم الدينية التي لا تزال قائمة وشاهدة على العصر الذهبي لمدينة تلمسان. وتحتوي هذه المساجد، لاسيما المسجد الكبير وجامع سيدي بلحسن، على محراب مزين بدقة فائقة فريدة من نوعها.

كما يوجد بتلمسان، العديد من الأضرحة لعلماء تركوا بصمتهم وميزوا زمانهم، مثل سيدي يعقوب وسيدي بومدين الذي يعتبر الولي الصالح للمدينة، وسيدي الداودي أول عالم مسلم يشرح "صحيح البخاري"، وكذلك سيدي إبراهيم وسيدي أحفيف، ولالا ستي، وعلماء آخرون ورجال دين عاشوا في تلمسان.

هذه المؤهلات ذات الصلة بالمعالم والشخصيات الدينية، تشكل موضوع مسار سياحي طوره قطاع الثقافة والفنون لفائدة ضيوف الجزائر، الذين سيشاركون في ألعاب البحر الأبيض المتوسط، المقررة في وهران، ابتداء من 25 جوان الجاري، حسب مدير القطاع، أمين بودفلة.

ستتاح للزوار والسياح، سواء كانوا مواطنين أو أجانب، فرصة اكتشاف أو إعادة اكتشاف التاريخ الروحي لمدينة تلمسان. وسيسمح هذا البرنامج السياحي بالاطلاع على المعالم الأثرية والطبيعية لتلمسان، مثل آثار المنصورة وكهوف عين بني عاد، وهي من أهم العجائب الطبيعية في الجزائر والعالم، بالإضافة إلى هضبة لالة ستي المطلة على مدينة تلمسان، والتي تتميز بجمال استثنائي، لا سيما الغابة الترفيهية "الحجل الصغير" التي تعد مقصد العائلات التلمسانية للراحة والاستجمام.

برنامج متنوع لفائدة وفود ألعاب وهران

وقد سطرت مديرية الثقافة والفنون لولاية تلمسان، برنامجا ترفيهيا بمناسبة ألعاب البحر الأبيض المتوسط وهران-2022، يشمل سهرات موسيقية في الطابع الأندلسي الذي تشتهر به المنطقة، من خلال روادها مثل العربي بن ساري وابنه رضوان وعبد الكريم دالي، والشيخة طيطمة، وغيرهم من المطربين الذين برزوا في هذا الفن. كما ستقام معارض متنوعة لمنتجات الصناعة التقليدية واللوحات والصور الفوتوغرافية على مستوى المرافق الثقافية لتلمسان، على غرار قصر الثقافة ومركز الدراسات الأندلسية وقصر المشور، والتي أصبحت منذ تظاهرة "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية" 2011 مراكز حقيقية للإشعاع الثقافي والفني، ووجهات شهيرة جدا للسياح. بالإضافة إلى هذه المواقع، هناك فضاءات وسط المدينة، مثل الساحة المركزية للمدينة وساحة الموقع التاريخي "الحوض الكبير" ومتنزه لالة ستي والمشور. وذكر ذات المسؤول، أن هذه الأماكن ستحتضن عروضا فنية في الشوارع، مثل الرقص والمسرح ورواية القصص، فضلا عن الفضاءات المخصصة للقراءة والثقافة.

كما تم تخصيص مسار آخر لأماكن شهيرة، حيث بدأ بعض الكتاب مسيرتهم الأدبية، مثل المرحوم محمد ديب، الذي خطى خطواته الأولى في مقهى "الرمانة"، وهو فندق قديم يقع في تلمسان. وسيتم دعوة الضيوف إلى زيارة الأماكن التي ذكرها مؤلف الثلاثية؛ "الحريق" و"النساج" و"الدار الكبرى"، مثل قرية بني بوبلان التاريخية ودار السبيطار وغيرها من المواقع الأخرى.

تدعو تلمسان بتراثها المادي وغير المادي، زوارها، في رحلة عبر الزمن، يطلع من خلالها على تاريخ قرون كاملة، كانت ثرية بالعلوم وكذا علوم الدين والحرف والزخرفة وفن الطبخ واللباس التقليدي.. وهو ماض يؤكد تسميتها بـ"لؤلؤة المغرب العربي".