اتفاق على تجسيد خط أنابيب الغاز العابر للصحراء في أقرب الآجال

بنية تحتية إقليمية ذات نطاق دولي

بنية تحتية إقليمية ذات نطاق دولي
وزراء الطاقة لكل من الجزائر ونيجيريا والنيجر
  • القراءات: 472
ق . إ/ و. أ ق . إ/ و. أ

* وزراء الطاقة للجزائر والنيجر ونيجيريا يتفقون على الشروع في الدراسات التقنية

* المشروع سيعزز قدرات الإنتاج والتصدير والتثمين في البلدان الثلاثة

* تنظيم الاجتماع الثلاثي القادم أواخر جويلية المقبل بالجزائر

اتفق وزراء الطاقة لكل من الجزائر ونيجيريا والنيجر الأحد الماضي على تجسيد مشروع إنجاز خط أنابيب الغاز العابر للصحراء في "أقرب الآجال"، وهي بنية تحتية إقليمية ذات نطاق دولي، تسمح بتزويد أوروبا بالغاز الطبيعي وبتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية للبلدان الثلاثةخلال اجتماعهم في أبوجا بنيجيريا، اتفق كل من وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب ووزير الدولة للموارد البترولية لنيجيريا، تيميبري سيلف ووزير الطاقة والطاقات المتجددة لدولة النيجر مهاماني ساني محمدو على وضع اللبنات الأولى لهذا المشروع، من خلال الشروع في الدراسات التقنية تحسبا لتجسيده ميدانيا في "اقرب الآجال".

ويتعلق الأمر بالاجتماع الثلاثي الثاني بين الوزراء الثلاثة بعد الاجتماع المنعقد في فيفري الماضي بنيامي (النيجر) بهدف بعث المشروع والذي توّجت أشغاله بإعلان نيامي الذي وضع أسس خارطة طريق بهدف انشاء فريق عمل يجتمع بشكل منتظم قصد إطلاق وتحيين دراسة جدوى مشروع خط أنابيب الغاز العابر الصحراءفي بداية الاجتماع، صرح السيد عرقاب أن "إعادة بعث مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء تأتي في ظرف جيو - سياسي وطاقوي خاص، يتميز بطلب متزايد على الغاز والبترول، وركود العرض بسبب انخفاض الاستثمارات خصوصا في مجال التنقيب عن البترول والغاز". ويعتبر أنبوب الغاز هذا، حسب الوزير، "بمثابة مصدر جديد لإمداد الأسواق التي يتزايد طلبها باستمرار بالنظر إلى المكانة التي سيحتلها الغاز الطبيعي في مزيج الطاقة مستقبلا"، مضيفا أنه إضافة إلى المزايا التي يوفرها فإن المشروع سيعزز قدرات الإنتاج والتصدير والتثمين في البلدان الثلاثة.

ومن بين هذه المزايا، ذكر السيد عرقاب التنمية التي سيحققها هذا المشروع بالنسبة للسكان المحليين ومختلف مناطق العبور وهو خط يعبر 3 بلدان وقادر على ربط بلدان أخرى مثل مالي والتشاد وتوفر جزء كبير من التمويل وقرب السوق الأوروبية من السواحل الجزائرية فضلا عن تكلفة المشروع ونقل الغاز الذي سيكون "أكثر فائدة". كما أشار الوزير إلى أن خط الغاز هذا، سيسهم في بروز سوق إفريقية للطاقة وكذا تبادل المهارات والوسائل بين الشركات الوطنية للمحروقات من أجل تطوير صناعة مستقلة، داعيا مجموع الأطراف والفرق، للمشاركة بفعالية في إنجاز هذا المشروع الهام في الآجال المحددة، من أجل ضمان تموين الأسواق وضمان تموقع البلدان الثلاثة (الجزائر ونيجيريا والنيجر) ضمن الخارطة العالمية للانتقال الطاقوي والتنمية المستدامة.

ويمكن لهذا الخط الناقل للغاز العابر للصحراء، أن ينجز في ظرف ثلاث سنوات وسيسمح بنقل 20 إلى 30 مليار متر مكعب من الغاز انطلاقا من نيجيرياويجمع عديد المسؤولين والخبراء على أن هذا المشروع "أكثر أمانا وأكثر جدوى من الناحية الاقتصادية"، عكس المشاريع الأخرى التي تنطوي على أخطار والتي تبقى نجاعتها الاقتصادية غير مؤكدةوتشير التقديرات المالية التي تم تحديدها خلال إطلاق المشروع في 2009، إلى أن التكلفة الاستثمارية لهذا الأخير تناهز 10 ملايير دولار.

يجدر التذكير بأن خط أنابيب الغاز هذا الذي يبلغ طوله 4128 كلم، منها 1037 كلم يتواجد على التراب النايجيري و841 كلم في النيجر و2310 كلم على التراب الجزائري، سيربط الحقول الغازية بنيجيريا انطلاقا من (واري) مرورا بالنيجر الى الحدود الجزائرية ليتم ربطه بالشبكة الجزائرية، وسيسمح بتسويق الإنتاج الغازي النايجيري لا سيما في الأسواق الأوروبية. كما سيسمح خلال مساره،  بتزويد مناطق شمال وشمال شرق ووسط نيجيريا بالغاز فضلا عن بلدان منطقة الساحل. 

  قدرات الجزائر تعطي للمشروع آفاقا واعدة للقارة

تسمح المنشآت الحالية والمستقبلية لشبكة نقل المحروقات بالجزائر وكذا خبرة مجمع "سوناطراك" المتميزة في مثل هذه المشاريع الطاقوية بإعطاء مشروع خط أنابيب الغاز العابر للصحراء بعدا اقتصاديا يفتح آفاقا واعدة للقارة الإفريقية، حسبما أكده أمس بيان لمجمع "سوناطراك". وأوضح البيان أن الرئيس المدير العام لمجمّع "سوناطراك"، توفيق حكار، يشارك ضمن الوفد الوزاري الذي يقوده وزير الطاقة والمناجم، محمد عرقاب، بأبوجا (نيجيريا) لحضور الاجتماع الثلاثي بين الجزائر والنيجر ونيجيريا، يومي 20 و21 جوان الحالي، قصد متابعة الدراسات حول مشروع خط أنابيب الغاز العابر للصحراء"، مشيرا إلى أن هذا الاجتماع، الثاني من نوعه هذه السنة، جمع الوزراء المسؤولين عن الطاقة والبترول من البلدان الثلاث من أجل عرض سير عمل لجان المشروع ومتابعة القرارات التي اتخذت في الاجتماع السابق وكذا مناقشة الخطوات المقبلة لإنجاز المشروع.

في سياق متصل، أكد مجمّع "سوناطراك" أن الجزائر "ملتزمة بإنجاح هذا المشروع الاستراتيجي بالاعتماد على المنشآت الحالية والمستقبلية لشبكة نقل المحروقات بالجزائر وكذا خبرة مجمع سوناطراك المتميزة في مثل هذه المشاريع الطاقوية". وأبرز البيان أن هذه الإمكانات والقدرات "ستعطي للمشروع بعدا اقتصاديا قاريا استراتيجيا يفتح آفاقا واعدة للقارة الإفريقية ويعزز مجالات التعاون بين دولها خاصة الدول التي يعبرها هذا الأنبوب الغازي". جدير بالذكر أن وزراء الطاقة للجزائر والنيجر ونيجيريا، اتفقوا على تنظيم الاجتماع الثلاثي القادم في فترة وجيزة لا تتعدى أواخر جويلية المقبل في الجزائر.