قال إن التصدي لتهديدات الأمن القومي يجب أن يكون من أولوياتنا
بلمهدي: الطوائف الدينية الدخيلة تطبّق أجندة خارجية

- 1209

قال رئيس رابطة علماء الساحل السيد يوسف بلمهدي، أمس، أن التصدي لتهديدات الأمن القومي يجب أن يكون من أولوياتنا ـ في إشارة إلى بروز نشاط بعض الطوائف الدينية غير المألوفة في المجتمع ـ والتي تطبّق أجندة خارجية تهدد المرجعية الدينية للبلد، على غرار الجماعة الأحمدية والتشيّع، مؤكدا في هذا الصدد ضرورة معالجة المشكل على حدة وعدم التشويش عليها من قبل البعيدين عن الاختصاص الديني، في إشارة إلى التصريحات الإعلامية التي ضخمت هذا الموضوع.
رئيس رابطة علماء الساحل، أبرز في محاضرة ألقاها بمركز الدراسات الإستراتيجية الشاملة دور المساجد والمؤسسات التعليمية بمختلف أطوارها والإعلام في تحصين الشباب من أفكار التطرف، من خلال تغذية الخطاب الديني بالفكر الإسلامي الصحيح في ظل المرجعيات الخاطئة التي تتبنّاها تيارات دينية تكفيرية وجدت في منطقة الساحل مرتعا خصبا لتنفيذ مخططاتها الدنيئة. بالنسبة للجماعة الأحمدية، أشار إلى أن السلطات العمومية لها طرقها في معالجة هذه القضية لا سيما وأن لهذه الجماعة علاقات مع الخارج، مشيرا إلى أن مركزها الأول يتواجد ببريطانيا وسبق لها وفق ما يذكره التاريخ أن دعمت الوجود البريطاني في الهند، أما مركزها الثاني فيتواجد في حيفا بالأراضي الفلسطينية المحتلة ولها روابط مع الكيان الصهيوني. وبرر العقلنة التي تعتمدها السلطات المعنية في التعامل مع هذه المجموعة بمحاولة تفادي العنف الذي قد يلجأ إليه البعض لمحاربة عناصر المجموعة التي تتبنى أفكارا لا تتوافق والمرجعية الدينية في البلاد، مضيفا أنه لولا التقارير الإعلامية التي ضخمت هذه القضية لما عرفت هذه الأخيرة كل هذا الجدل.
المحاضر عاد إلى السيرورة التاريخية التي ميّزت الفكر الإسلامي والتمييع الذي طاله بظهور فرق تكفيرية تبنّت مرجعيات خاطئة تولدت من رحمها أفكار متشددة تجلت في نشاط الجماعات الإرهابية التي تعرف بدورها تشتتا بعد أن شتت وحدة المجتمعات. داعيا إلى المزيد من اليقظة من أجل الحفاظ على الهوية الدينية الجزائرية مثلما تفعله العديد من الدول الإسلامية التي تتمسك كل واحدة منها بالمذاهب التي تنتمي إليها لتفادي بروز المرجعيات المختلفة التي اعتمدها أئمة الإسلام في السابق، وتم تأويل بعضها لدرجة وصلت إلى حد تكفير المسلمين غير المطبّقين لفروض الدين.
بلمهدي أكد أن الجزائر تزخر بخيرة علمائها كما هو الشأن للعلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس، الذي تنطبق عليه السلفية الحقة التي لا تتطابق مع الأفكار التكفيرية التي جاءت مع بروز الحركات المتعصبة في شبه الجزيرة العربية، مضيفا أن السلفية الحقيقية تحمل معاني التسامح والتعايش وحب الآخرين وعدم الإكراه في الدين، في وقت تريد كل فرقة دينية تبنّي هذه السلفية وفق منطقها المعادي للدين السمح.
فيما يتعلق باستغلال المغرب للطريقة التيجانية من أجل التوسع في غرب إفريقيا، يرى المحاضر أن المغرب استغل الفراغ الذي كان من المفروض أن نستثمره مع الدول التي تتواجد بها هذه الطريقة، ومن ثم التغلغل في العمق الإفريقي رغم أن العديد من القادة
والمسؤولين الافارقة درسوا في الجزائر ، داعيا إلى اعتماد الحكمة في هذه المواقف لاسيما وأن المملكة المغربية ردت على مبادرة الجزائر بإنشاء رابطة علماء الساحل برابطة أخرى لعلماء إفريقيا بعدما لاحظت أن تواجد بلادنا هناك ضعيف جدا.
بهذه المناسبة دعا المتحدث إلى ضرورة إيلاء الجزائر اهتمامها بجنوبها في إشارة إلى إفريقيا وليس فقط التركيز على شمالها (أوروبا)، كون الارتكاز على الأسس الصحيحة يقتضي بالضرورة تمتينها من القاعدة.