دورة 2025 تسدل ستارها اليوم

بكالوريا بصفر خطأ والعدالة تتصدّى لحالات غشّ معزولة

بكالوريا بصفر خطأ والعدالة تتصدّى لحالات غشّ معزولة
  • 258
إيمان بلعمري إيمان بلعمري

❊ ارتياح كبير لطبيعة أسئلة التاريخ والجغرافيا في اليوم الرابع 

❊ رمضاني: احترام كلي للبروتوكولات التنظيمية والتأطيرية بمراكز الإجراء 

❊ علامات مشجّعة جدا في اللغة والعلوم لامتحانات "البيام" 

أنهى تلاميذ شعبة آداب والفلسفة أمس، اجتياز امتحان البكالوريا بمعنويات مرتفعة بعد تعويض "نكسة" مادة الفلسفة، بالمثابرة في الإجابة على مواضيع مادة التاريخ والجغرافيا التي استحسنوها بالنّظر لبساطتها، في انتظار إتمام الامتحان بالنّسبة لباقي الشُعب المعنية باليوم الخامس، لهذه الدورة التي ميّزها الهدوء وعدم تسجيل تسريب للمواضيع، فيما عدا بعض المحاولات المعزولة التي كانت لها العدالة بالمرصاد.

تنفّس مترشّحو شهادة البكالوريا لدورة 2025 الصعداء أمس، بفضل بساطة الأسئلة التي تضمنها امتحان التاريخ والجغرافيا، والتي لم تخرج عن المقرر الدراسي، حيث كانت سهلة بالنسبة لغالبية الشُعب على غرار شعبة أداب وفلسفة الذيين أبدوا تفاؤلا بالحصول على نقاط هذه المادة الأساسية بالنّسبة لهم بمعامل 4 . وأكد بعض المترشّحين الذين التقتهم "المساء" أن اختبار التاريخ والجغرافيا أعاد لهم الأمل بعد خيبتهم أول أمس، في الفلسفة التي تسببت مواضيعها في إدخال بعضهم في حالة قلق كبير بالنّظر لعصوبة الأسئلة وفقا لتقديرهم.

وتناول الموضوع الأول لمادة التاريخ مقالا حول الثورة الجزائرية وهجومات الشمال القسنطيني، ومصطلحات وشخصيات سياسية حول الحرب الباردة والثورة الجزائرية في التاريخ، أما الجغرافيا فتضمن موضوعها الأول الاستثمار في منطقة اليورو ونسب الشركاء في المبادلات التجارية سنة 2023. أما بالنسبة للمقال فقد طلب من المترشّحين كتابة نص حول العوامل البشرية التي ساهمت في تقدم دول الشمال والمعيقات التي تعترض هذه الدول. واختار أغلب المترشّحين الموضوع الأول لارتكازه ـ حسبهم ـ على الفهم والمكتسبات القبلية.

أما الموضوع الثاني في التاريخ فتناول مصطلحات حول الثورة التحريرية وشخصيات من الحرب الباردة، وتناول المقال الحركات التحررية في الهند، فيما ورد في أسئلة الموضوع الثاني للجغرافيا مصطلحات حول الاتحاد الأوروبي والعوامل الداخلية لتكتل أوروبا والأهداف الاقتصادية التي حقّقها هذا التكتل.

ورغم سهولة المواضيع سجلت "المساء" تفاجؤ بعض المترشّحين لطبيعة الأسئلة وعدم ورود بعض المواضيع في مقالات الموضوعين، رغم ترشيحها بقوة من قبل الأساتذة، فيما عبّر مترشّحو شعبة اللغات الأجنبية، عن رضاهم بما قدموه في اليوم الرابع من الامتحانات، وما حملته مادة التاريخ والجغرافيا ذات المعامل 2 بالنّسبة لهم من شعور بالتفاؤل، حيث أكدوا أن الأسئلة كانت متوقعة وفي متناول التلميذ الذي درس واجتهد. وقد تناول الموضوعان المقترحان دروسا حول الحرب الباردة والثورة الجزائرية في التاريخ، والعوامل التي جعلت الولايات المتحدة الأمريكية قوة اقتصادية عالمية والصعوبات التي تعترض اقتصادها في مادة الجغرافيا.

نفس الانطباعات سجلت لدى طلبة الشُعب العلمية والفنون الذين استحسنوا المواضيع التي تضمنت الحرب الباردة والثورة التحريرية الجزائرية.

ويواصل اليوم، تلاميذ 6 شُعب امتحاناتهم الأخيرة، في اللغة الأجنبية الثالثة (الألمانية أو الإسبانية أو الإيطالية) بالنّسبة لتلاميذ شعبة لغات أجنبية، ومادة الفيزياء بالنّسبة لمترشّحي شُعب العلوم الطبيعية، الرياضيات وتقني رياضي والعلوم التجريبية، وفي مادة الاقتصاد والمناجمت بالنّسبة لشعبة تسيير واقتصاد، على أن تكون مادة الفلسفة آخر امتحان لنفس الشُعب خلال الفترة المسائية، إضافة إلى متحان الفنون بالنّسبة لشعبة الفنون، ليسدل مساء اليوم، الستار على دورة جوان 2025 لامتحانات البكالوريا.

أهم ما ميّز هذه الدورة هو الصرامة والانضباط في جميع مراحل العملية من إعداد المواضيع ونقلها إلى مديريات التربية، بعدها إلى مراكز الإجراء وذلك لمنع الغشّ أو تسريب المواضيع حفاظا على نزاهة هذا الموعد العام، رغم تسجيل بعض التجاوزات ومحاولات الغشّ التي كانت لها العدالة بالمرصاد، حيث تم إيداع مرتكبيها الحبس بعد مثولهم الفوري أمام القضاء بتهم المساس بنزاهة الامتحانات عن طريق النّشر وتسريب المواضيع باستعمال وسائل الاتصال عن بعد.

بهذا الخصوص أكد النّاشط التربوي يوسف رمضاني، في اتصال مع "المساء" أن الأسرة التربوية سجلت ارتياحا كبيرا خلال هذه الدورة التي ميّزها التنظيم المحكم عبر كامل مراكز الإجراء، حيث تم احترام جميع البروتوكولات التنظيمية والتأطيرية بدقّة، ما ساهم في خلق مناخ ملائم وهادئ ساعد التلاميذ على التركيز وأداء الامتحانات في ظروف نفسية مستقرة. وأضاف رمضاني، أنه "من النّاحية البيداغوجية تميّزت المواضيع المطروحة في معظم المواد بالتوازن، وكانت في متناول التلاميذ الذين حضروا وفق التدرّج التعليمي الرسمي دون اعتماد مفرط على ملخصات أو مقترحات مسبقة.. وهنا نسجل مرة أخرى خطورة ظاهرة التركيز على المقترحات التي أصبحت تؤثر سلبا على أداء عدد من التلاميذ، لاسيما في المواد الفكرية التحليلية مثل مادة الفلسفة، حيث ظهر الارتباك لدى من اعتمد على الحفظ الآلي دون الفهم أو التحليل". 

أما من حيث الجوانب اللوجستية والبشرية فقد تم ـ حسبه ـ تسخير كل الإمكانيات على مستوى مراكز الإجراء لضمان السير الحسن للامتحان من مختصين نفسانيين ومستشاري التوجيه والإرشاد المدرسي لضمان مرافقة نفسية فعّالة للتلاميذ.