شاهد على الجرائم البشعة في معركة "إمزي" بالنعامة.. المجاهد برينيس:

المستعمر الفرنسي استعمل ذخيرة وغازات محرّمة دوليا

المستعمر الفرنسي استعمل ذخيرة وغازات محرّمة دوليا
المجاهد علي برينيس
  • 222
س. ك س. ك

يعود المجاهد علي برينيس في شهادته الحيّة بتفاصيل تختزنها ذاكرته القوية عن الجرائم ضد الإنسانية الأكثر بشاعة التي ارتكبها المستعمر الفرنسي في معركة "إمزي" بالنعامة في ماي 1960 باستخدامه للأسلحة المحظورة (قنابل النابالم).

يحتفظ ذات المجاهد الذي تجاوز من العمر 92 سنة في وصفه لمراحل تلك المعركة بمشاهد بطولية تعكس روح التضحية وتقديم مجاهدي جيش التحرير الوطني للنفس والنفيس من أجل تحرير الوطن في مواجهة جرائم المستعمر الفرنسي البشعة التي لا يمكن أن تنسى أو تمحى ولا تسقط بالتقادم.

وأشار برينيس، الذي التحق بصفوف جيش التحرير الوطني سنة 1958، إلى كيفية نجاحه في تنفيذ مهمة رفقة مجموعة من أبناء المنطقة لدرايتهم بمسالك مرتفعاتها الوعرة بقيادة قوافل من الإبل المحمّلة بالمؤونة إلى رفقائهم في الكفاح بجبل "مكثر" جنوب عين الصفراء، حيث تواجدت ثلاث كتائب لجيش التحرير الوطني حاصرتها القوات الاستعمارية الفرنسية وتمّ عزلها بسبب الطوق الذي فرضه العدو بإنشاء خط "موريس" المكهرب والملغّم.

وتحدث المجاهد عن إعطاء أوامر من قائد الولاية الخامسة التاريخية العقيد لطفي (بن علي بودغن) إلى قائد المنطقة محمد بن أحمد عبد الغاني بتحرّك ثلاثة فيالق عبر ثلاثة محاور وكيف كان انضمامه إلى الفيلق الثاني الذي كان يقوده حميدي بولنوار وينوبه قطيب محمد والذي حدّدت وجهته إلى "جبل إمزي" ليتفاجأ الفيلق بتواجد قوات هائلة للجيش الاستعماري الفرنسي مدجّجة بالأسلحة.

ويعبر المجاهد برينيس علي قائلا "لقد كانت مواجهة غير متكافئة منذ اليوم الأول للمعركة في 6 ماي 1960، غير أن ثبات وصمود مجاهدي جيش التحرير الوطني بالرغم من قلة عدّتهم وعتادهم مكنهم من الاشتباك بالرصاص، وجها لوجه مع قوات العدو، ليسقط عدد كبير من شهداء الثورة التحريرية في ساحة الوغى، غير أن المجاهدين قضوا أيضا على أعداد كبيرة من الجنود الفرنسيين".

وأضاف المتحدث "بدأ العدو في إنزال رجال الكوموندوس الذين قتل المجاهدون عددا كبيرا منهم ليشرع في القصف المروحي للمنطقة وأيضا بالهاون والمدفعية بصورة مكثفة ودون انقطاع لتتبع في مرحلة موالية باستعمال قنابل النابالم المحرّمة دوليا".

 وأردف قائلا "لقد اخترقت رصاصة كتفي وأصبت بشظايا في رأسي وفقدت الوعي، حيث كانت مواجهة شديدة الوطأة علينا واستشهد خلالها معظم مجاهدي الفليق الثاني، فيما استطاع عدد قليل منهم مغادرة الموقع ووقع عدد آخر في الأسر وكنت من بينهم وتمّ نقلنا إلى ثكنة عين الصفراء وتحويلنا بعدها إلى معتقل عين الديس بمنطقة درمل، حيث تعرضنا لأشد أنواع التعذيب الوحشي إلى غاية وقف إطلاق النار، حيث وضعنا في محتشد قلعة الشيخ بوعمامة".

وأبرزت شهادة المجاهد برينيس مدى فظاعة الجريمة التي ارتكبها العدو الفرنسي في معركة "إمزي" حيث عبر عن ذلك قائلا "لا تزال مشاهد وصور الشهداء عالقة في ذهني بعدما احترقت أجسادهم وتفحمت كلية نتيجة القصف بالنابالم واستعمال ذخيرة محرمة دوليا، تطلق غازات سامة، أفرغتها طائرات العدو بتلك المنطقة الجبلية". وذكر في الختام "لقد أمطرت الطائرات كل مكان وبطريقة عشوائية بهذه القنابل لمحاصرتنا والتضييق علينا، كنا نشاهد أجساد رفقاء السلاح تشتعل نارا في مظهر لا يمكن أن تمحوه السنين من ذاكرتنا".