جمعت بين العادات والسياحة

وعدة «آزرو نطهور» تستقطب عشاق الطبيعة

وعدة «آزرو نطهور» تستقطب عشاق الطبيعة
  • القراءات: 1362
س.زميحي س.زميحي

تستعد قرية آيت عبد الله التابعة لبلدية إيليلتن الواقعة بأعالي جبال جرجرة بولاية تيزي وزو، لإحياء وعدة «أسنسو آزرو نطهور» يوم 11 أوت، حيث أتى الدور على سكان هذه القرية لتحضير «الوعدة» من خلال إعداد الكسكسي باللحم، ليتناوله السكان والضيوف وزوار هذا الموقع السياحي، الذي لم يعد مجرد مكان لإحياء العادات والتقاليد، وإنما كذلك وجهة سياحية تستقطب عشاق الطبيعة سنويا موازاة مع إحياء هذا التقليد.

ويتكفل سكان قرية آيت عبد الله بجلب كل مستلزمات تحضير الكسكسي مع نحر الأضاحي التي يتم اقتناؤها بفضل صندوق القرية، حيث وجهت لجنة القرية الدعوة للمواطنين ببلدية إيليلتن وسكان بلديات ولاية تيزي وزو لزيارة مقام «آزرو نطهور» من أجل مقاسمة السكان فرحتهم بإحياء هذه التظاهرة السنوية، حيث افتتحت قرية زوبقة الاحتفالات بعادة «أسنسو آزرو نطهور» يوم 4 أوت، ليأتي الدور على قرية آيت عبد الله، على أن تختتم قرية آث عتسو الاحتفالات، ليتجدد الموعد في السنة المقبلة، إذ تسمح هذه الاحتفالات التي تنظمها القرى الثلاث لكل الراغبين، بزيارة هذا الموقع الجميل والاطلاع على هذه العادة القديمة الضاربة في عمق التراث.

ويقصد الزوار هذا المكان السياحي الجميل والهادئ الذي يبلغ ارتفاعه 1883م عن سطح البحر. وعادة ما ينبهر السياح لصعود الناس على صخرة «آزرو نطهور» المتربعة على قمة الجبل، حيث يتواجد مقام صغير لولي صالح شيده السكان احتراما له، وتخليدا لشخصيته وذكراه على اعتبار أنه كان بمثابة القاضي الذي يلجأ إليه المتخاصمون، إذ كان الولي الصالح يتميز بالحكمة في تسوية وحل المشاكل التي يواجهها السكان، وبعد موته شيد سكان المنطقة المقام ليبقى حاضرا في الذاكرة الجماعية، وتم تنظيم عادة إحياء آزرو نطهور كل سنة فيه.

و ختلف الروايات حول سر القمة العجيبة التي أثارت الكثير من التساؤلات وأصبحت الاحتفالات بها مع مرور الوقت، عادة راسخة لا يمكن تفويتها.

ويُرجع سكان قرى إيليلتن تعلقهم بهذه الصخرة لسببين، فمنهم من يقول إن وليا صالحا كان يقطن في قمة الجبل وبعدما توفي دفن بها، وآخرون يشيرون إلى أنه خلال زمن مضى وبينما كانت النساء فوق الصخرة يحضّرن طبق الكسكسي سقط الصحن وبه الكسكسي على ارتفاع 1883 مترا، ليتفاجأوا بأن الطبق لم ينكسر كما أن الكسكسي بقي على حاله، وكأن شخصا أخذه من القمة ووضعه في أسفل الجبل، لتصبح الصخرة قبلة السياح المتوافدين على الولاية والمتعطشين لاكتشاف عمق التراث بالمنطقة، التي جمعت بين السهول والهضاب والجبال والبحر، وألهمت الشعراء وحرّكت أقلام الكتّاب والفنانين.

وزيادة على هذا التقليد القديم، فإن آزور نطهور تُعد موقعا سياحيا بامتياز، لكونها تتوسط الجبال المرتفعة التي تكسوها مختلف أنواع الأشجار القصيرة والنباتات الجميلة، علاوة على الهواء النقي الذي ينعش القلب والروح، والسكون الذي يخيّم على المكان ويضمن الطمأنينة لزواره.