الحظيرة الوطنية للأرز بثنية الحد

فضاء للرياضات الجبلية

فضاء للرياضات الجبلية
  • القراءات: 2953

تتميز الحظيرة الوطنية للأرز بثنية الحد (50 كلم عن تيسمسيلت)، بموقعها المناسب لممارسة الرياضات الجبلية بكل أنواعها، كالتزحلق على الثلج والدراجات الهوائية والمشي. تعد هذه الغابة الجذابة المترامية في أعالي منطقة "المداد"، والغنية بثروتها النباتية والحيوانية، وفي مقدمتها أشجار الأرز الأطلسي، من المواقع والأماكن الطبيعية الملائمة في الولاية، لممارسة جميع الرياضات الجبلية بالنظر إلى طبيعة هذه المنطقة الغابية الساحرة.

حسب مدير دار الحظيرة الوطنية للأرز، الهواري جرديني، أضحت غابة "المداد" خلال السنوات الثلاث الأخيرة مقصدا مفضلا لهواة الرياضات الجبلية، وفي مقدمتها الدراجات الهوائية الجبلية، إلى جانب الدراجات الميكانيكية والتزحلق على الثلج ورياضة المشي من عدة ولايات الوطن. أضاف بأن حظيرة "المداد" استقبلت خلال الثلاث سنوات الأخيرة أزيد من ألف شاب، ينتمون إلى نوادي  الدراجات الهوائية الجبلية والدراجات النارية والمشي والتجوال، والذين قاموا بتنشيط العديد من المبادرات والتظاهرات الرامية إلى ترقية الرياضات الجبلية في هذه الغابة الجذابة، والتعريف بها لدى المواطنين وزوار المنطقة.

فيما يتعلق برياضة التسلق على الجبال، أبرز المسؤول أن غابة "الأرز" تتميز بمؤهلات طبيعية كبيرة لممارسة مثل هذه الرياضة، ولعل أهمها مرتفع "عين  البراريت". لكن هذا النشاط الرياضي غير متوفر في المنطقة، بالنظر إلى عدم توفر نواد تختص في هذا المجال، إلى جانب انعدام التأطير الرياضي المتخصص.

بغية تطوير وترقية وتشجيع ممارسة الرياضات الجبلية في غابة "المداد"، بادر المركب الرياضي الجواري لقرية "عمرونة"، بالتنسيق مع النادي الهاوي الرياضي  لجمعية ثنية الحد ومديرية الشباب والرياضة، إلى تنظيم ثلاث دورات وطنية للدراجات الهوائية الجبلية، والمشي والتخييم في حظيرة الأرز، حيث شهدت هذه التظاهرة مشاركة أزيد من 300 فرد ينتمون إلى نواد هاوية للمشي ورياضة الدراجات الهوائية الجبلية من أكثر من 20 ولاية في الوطن، استنادا إلى مدير المركب، هني زعيبط.

أبرز المتحدث أن هذه الدورات الوطنية حققت "نجاحا باهرا" بالنظر إلى المشاركة القياسية للشباب من هواة ممارسة الرياضات الجوارية، فضلا عن استقطابها لجمهور غفير جاء من ولاية تيسمسيلت وخارجها، على غرار تيارت وعين الدفلى والجلفة والشلف.

كشف السيد زعيبط، عن أن المركب ينوي إنشاء قبل الصائفة المقبلة، ناد يعنى بالرياضات الجبلية، سيضم هواة هذه الرياضة، لاسيما الدراجات الهوائية والمشي والدراجات النارية، إذ سيعمل على تنظيم دورات تكوينية في هذا الاختصاص الرياضي ونشاطات سياحية وترفيهية داخل غابة "المداد". كما سيبرمج تظاهرات في الرياضات الجبلية بمشاركة العديد من النوادي والشباب من هواة ممارسة رياضة الدراجات الهوائية والدراجات النارية والمشي والتجوال. 

استثمارات لترقية السياحة والرياضات الجبلية

تشهد الحظيرة الوطنية للأرز حاليا، العديد من المشاريع السياحية التي من شأنها استقطاب السياح وهواة الرياضات الجبلية بالمنطقة، منها إنجاز مخيم للشباب بسعة 300 سرير، يعرف حاليا وتيرة متقدمة في الأشغال، حيث يتوفر هذا المرفق الذي تشرف على تجسيده مصالح الولاية، على مسرح للهواء الطلق وملعب رياضي جواري، وقاعة لممارسة مختلف الرياضات ومسبح جواري وقاعة محاضرات وعروض، حسب مدير السياحة والصناعات التقليدية، عبد القيوم لدرع.

سيسمح هذا المشروع باستقبال الشباب من هواة التجوال والاستجمام والسياحة وممارسة الرياضة الجبلية من داخل وخارج الوطن.

كما يجري حاليا، إنجاز قرية للعطل تضم أزيد من 50 بيتا خشبيا (شاليهات) تصل طاقة استيعابها الإجمالية إلى 210 أسرة، حيث يشمل هذا المشروع الذي رصد لتجسيده حوالي 150 مليون دج، في إطار الاستثمار الخاص، إنجاز قاعة محاضرات بسعة 350 مقعدا، ومساحات للعب الأطفال وفضاءات لراحة العائلات، إلى جانب مسبح وفضاءات خضراء مهيئة لاستقبال السياح وزوار حظيرة "المداد".

تراهن السلطات الولائية على أن تساهم هذه القرية السياحية في استقطاب أكبر  عدد ممكن من السياح، لزيارة الحظيرة الوطنية للأرز بثنية الحد، فضلا على تعزيز هياكل الإيواء بالولاية، إلى جاب إعطاء دفع قوي لقطاع السياحة بالمنطقة.

كما ستشرع دار حظيرة "المداد" من جهتها قبل نهاية السداسي الأول، في إطلاق مشروع لتهيئة عدد من الفضاءات الطبيعية داخل هذا المكان الطبيعي الجذاب، بهدف تمكين شباب من هواة الرياضات الجبلية، من تمضية وقت ممتع بالمنطقة.

برمجت قبل نهاية السنة الجارية، عملية تهيئة وفتح مسالك داخل غابة "الأرز"،  خاصة بممارسة رياضات المشي والدراجات النارية والهوائية، إلى جانب التجوال.

ق.م