الدكتور محمد طيبي ضيف «منتدى الأمن الوطني»

الرهان الأكبر هو الأمن الافتائي

الرهان الأكبر هو الأمن الافتائي
  • 1871
أحلام محي الدين أحلام محي الدين

احتضن منتدى الأمن الوطني بالمدرسة العليا للشرطة علي تونسي، بشاطوناف، ندوة نشطها الدكتور محمد طيبي، حول «دور العلم في ترقية التوعية وترسيخ الثقافة الأمنية»، تطرق خلالها إلى خصال العلامة عبد الحميد ابن باديس، وأهمية مناقشة تراثه كمرجعية في مسار الفكر الجزائري، وإلى إسهامات علماء آخرين في تحرير الوطن عبر الزمن، وكذا الرهانات الأكبر التي تحتاجها الجزائر وعلى رأسها الأمن الإفتائي الذي يحتاج لعلماء متعددي التخصص لغلق كل المنافذ أمام الحاقدين، منوّها بقدرة الشباب الجزائري العامل في سلك الأمن على التحكم في زمام التكنولوجيا.

أكّد الدكتور طيبي، في مداخلته أنّ الله عز وجل وهبنا المفتاح في القرآن الكريم وهو «اقرأ»، مضيفا أنّ كلّ النصوص القرآنية والإشكاليات الموجودة فيه معرفية غايتها الارتقاء بالعقل الذي هو هبة الله للبشرية جمعاء وأمانة لابد أن تصان، وأضاف أنّ الإسلام قد وجد قوته في العلم وليس في المذهبية، وهو ما أكّدته الحضارة الإسلامية، وأكّد أنّ العلم  حياة إما أن نكون به أو لا نكون لأنّ العقل في صيرورته يشرح أنماط الحياة ويساهم في إنتاج التنظيم، ضاربا مثالا بالمؤسسة الشرطية التي تعدّ ضامنة للأمن الذي يعدّ جوهريا في استراتجيات الأمم، خاصة وأنّ الدفاع والأمن تعد رؤية فكرية وسياسية، وضرب مثلا بما فعله الشيخ محمد الهواري الذي خلق «مدرسة الطلبة المجاهدين» الذين ساهموا في تحرير وهران من الاسبان، كما ضرب مثالا آخر بسيدي عبد الرحمان الثعالبي، الذي كان يريد توظيف النخب في الفكر والجهاد وكذا الطريقة الرحمانية التي كانت قوة كادت أن تخلخل الاستعمار الفرنسي.    وتطرق المحاضر إلى علم الشيخ ابن باديس، قائلا أنّه يجب مناقشة إرثه الذي لم يستوف حقه بعد، فهو يحتاج للتحليل والبحث العميق خاصة وأنّه وراء فكرة الإعلام الثقافي في الجزائر، وحلقة هامة في تاريخ الفكر والدفاع عن الأمة، والحرص على تعليم الفتيات، لإدراكه أنّ تعليم المرأة ينقذ المجتمع كاملا من الجهل والظلام، كما كانت لديه نظريته في الإصلاح.  وأشار الدكتور طيبي، إلى خصال الأمير عبد القادر، وجمعه بين الفكر المتألق المحاور والمحارب إذ طرح فكرة صوفية مفادها الوطن والإيمان، وأكد الدكتور أنّ الرهان الأكبر للجزائر الآن هو الأمن الإفتائي الذي يحتاج لعلماء متعدّدي  التخصص لإعادة النظر في إشكالية العقيدة الأمنية التي تحتاج لزبدة العلماء، والتي تتم من خلال ثلاثة عناصر، وهي العناية الكبرى بالرابطة السياسية والعسكرية والرابطة الاقتصادية وكذا الارتقاء بالأمن الوجداني والأخلاقي الذي يستوجب قراءة دقيقة للمجتمع ومعرفة احتياجاته من خلال دراسة متطلبات الفضاءات ومنه التحكم فيها.    في سياق متصل، أشار المدير العام للأمن الوطني عبد الغني هامل، في رسالة قرأها نيابة عنه مراقب الشرطة بودالية، أن الله عز وجل قد فضّل الإنسان على سائر المخلوقات بالعقل حتى يقارن بين الضار والنافع، وحتى يكون نافعا لنفسه ومجتمعه، مشيرا إلى المكانة التي نالها العلماء والدرجات العليا في ترتيب المجتمعات حتى لا تقع في أوحال الجهل والظلام، مضيفا أنّ التجارب قد أثبتت أنّ العلم هو القلب النابض الذي يغذّي الأذهان والذي تسلّحت به الأمم لإدراكها أنّ الرفاه لا يتأتى إلا بتسلّحها بالعلم، وأشار إلى أن يوم 16 أفريل يوم العلم بالجزائر أصدق مثال على الشخصية البارزة التي ساهمت في تصليح أوضاع المجتمع في الزمن الذي أراد فيه المستعمر طمس الهوية، وهو ما تصدى له علماء الجزائر، ومن بينهم عبد الحميد ابن باديس، الذي ترك بصمات لامعة واستطاع أن يغرس في نفوس الجزائريين حب الوطن في ظروف صعبة.